محنة القدس

موضوع: محنة القدس الخميس 21 يناير 2010, 4:28 pm

في محنة القدس ماذا تبقى لنا أن نفعل ؟؟؟

جفت حناجر المتظاهرين في الشارع العربي، أخبار المجازر الصهيونية تتوالى وتدفع الى المزيد من السخط والصراخ في كل طرف وزاوية من هذا الوطن العربي. وصلت بنا الحالة الى ان شاعرة عربية من الجزائرأرادت ان تنصر غزة وأهلها، فلم تجد لها عنوانا شعريا مناسبا لقصيدها... فصرخت في زمن الخصيان.. الحكام العرب... " وا شافيزاه" لكن شافيز لا يعرف العربية بعد والا لصم إذنه عن سماع الغوث به.
وعندما أرى فتيان الامة، يطالبون بالسلاح، وفتح الجبهات،يقابلهم تَمَنّعْ الحكام العرب بغلق آذانهم وفتح ميكروفونات اذاعاتهم باعلان النفير للحرب السلمية،
أترحم على الراحل ماو تسي تونغ" رضوان الله عليه"، فهو بالنسبة لي من أئمة وسادة الجهاد في هذا العالم يوما ضد الامبريالية، فهو الذي مرغ أنفها بالتراب الصيني والاسيوي الاحمر، وحولها أضحوكة بين الامم وعلمها درسا ان ات تعيد الغزو الجبان، فحق له وصفها بنمور من ورق.
ولمن أراد السلاح العربي من مشاجبه في القصور الجمهورية والملكية لابد له من إستذكار فتوى الرفيق الاحمر ماو تسي تونغ عندما توجه اليه وفد عربي يوما ذهب يطالب حكومة الصين الشعبية بتزويد العرب بالسلاح لتحرير فلسطين، تجاهل ماو تسي تونغ بفطنته مطالب الوفد العربي .. وعندما استغربوا موقفه... قال للوفد العربي صراحة : " العرب لا يحتاجون للسلاح ضد إسرائيل... عندكم الملايين من العرب، ويكفي أن تبصقوا على اليهود بصقة... بصقة.. فستغرق إسرائيل كلها في يم البصاق، ولا حاجة لكم عندئذ لا للسلاح ولا حتى لتلويث البحر الابيض بأنجاس اليهود".
عاد الوفد العربي، ولم يفهم العرب درس ماوتسي تونغ منذ قرابة نصف قرن في موضوعة " سلاح العرب وحدتهم"..
وصية ماو عرفها الصهاينة وسمعوها فدرسوها وطبقوها في وحدة اليهود بيمينهم ويسارهم وطبقوها في مؤسسات الحرب، وقرروا متعاونين على تنفيذ سياسة مضادة لوضع العرب في مربع الاصفار من الامم منشطرين، وهاهم في أرذل حال، متناحرين، ومتقاتلين.. تم تفريق العرب دويلات وحكام وشعوب وطوائف، وما تحت الطوائف أيضا هم في "شذر مذر" لئلا يتجمعوا، أو يبصقوا يوما على وجه إسرائيل فيغرقونها موحدين سلاحهم بالبصاق وحده، وحده من دون رصاص كاذب.
كلما أحصيت، حسب معطيات وكالات الغرب للأنباء، خسائر الغزاة الامريكيين الغزاة،أ والقتلة الاسرائيليين، لا أجد لترسانة السلاح العربي المخزون في قصور الحكام العرب من أثر للقتل او الجراح في جسد الاعداء، لذا بدا لي إنه سلاح سلمي، يطلق عياراته النارية إحتفاءبالاعياد والمناسبات القطرية او الدينية وعند وصول اخبار تتويج الملوك والرؤساء وابنائهم واحفادهم على عروش العرب، وأحيانا عند تشييع جنازات الشهداء . رصاصنا أيها السادة، سلمي.. يغني للسلام، وينشد للحب كهديل حمامات السلام، يدعو للوئام مع الغرب ويلوذ بمنائر وقباب القدس حتى لو أعلنها شارون " عاصمة أبدية لاإسرائيل ". ويشكر أمريكا على غزوها الامصار.
وكلما أرى خدود وأكتاف وظهور جنرالات سلم النظام العربي الرسمي وقد أتعبتها وسائد الرتب العسكرية المتهدلة يثيرون في نفسي الشفقة على هذه الاحمال الثقيلة المتدلية على الصدور والكروش نراها من كل الالوان والدرجات العسكرية، لذا أرى من حق الغرب واسرائيل أن تحاربنا متى شاءت طالما ان الجنرال العربي يكون "مت قاعدا"وهو في لثكنة الحرس الجمهوري او الحرس الملكي .
واذا ما استمر الحال على هذا الوضع سنحارب إذن في الوقت الضائع او المستقطع من زمن المقابلة الاخيرة بعد فوات الامان. واذا ما حاربنا حينها فنحن لنروم ان ا نسجل هدفا للتعادل، وليس لنا عند الخصم من من مطالب سوى التوصل الى إقرار السلام وانهاء المباراة بالقبل اللئيمة.
أما اذا ما اشتعلت حرب، فرضت علينا، فعلينا ان نعترف أن كانت حرب قتلاها وموتاها قد ماتوا خارج مرمى بنادقنا، وخيبتنا تجسدت حين قبلنا بما تنقله الينا تصريحات ألناطق العسكري للخصم في ميكروفون CNN واخواتها العربيات ان موت الاسرائيلي او اليانكي الامريكي في بلادنا كان مأسوفا عليه رسميا وقد مات بسبب غير الرصاص فهو أما عن "حادث مرور غير قتالي"، اوالاصابة بـ "نيران صديقة"، ومع هذا سنعد خسائرهم في الحرب ونبتهج بالقول صائحين : إن قتلاهم من "المبشرين بالنار" ستحرقهم نيران جهنم ونحن سندخل الجنة من غير جهاد. كثرت خيباتنا، عندما لم يجد شاعر عربي معاصر عنوانا لمرثيته الغزلية للأعداء، ويتغنى بأيام حروب العرب فيقول: آه : " كم أحبك أيتها النيران الصديقة". هذه النيران هي التي رفعت من معنوياتنا، التي ترقص قواتنا عند وصول الخبر العاجل الموشح بالشريط الاحمر على شاشات التلفاز العربي.ان "جنود العدو يموتون بالانتحار" فنعدهم ونحسبهم على قوائمنا المغتالة.
سماء غزة تظل مضاءة بالفسفور الابيض وأغبرة عواصف بغداد الرملية تحمل نثار اليورانيوم المنضب، وصعدة إشتعلت وإنطفأت لأكثر من مرة، وبيروت عاشت على وهج التوماهوك تقاوم، والقدس صارت محجا لمتطرفي حائط المبكى. أهلا.. أهلا... هو قدر يملي علينا أن الصهيونية تشعل في فضاءاتنا ا كل ألوان النار الصهيونية.طالما ان القدس مدينة سياحة لمن اراد أن يمسح حائط مبكاه بمنديل نجمة داود، عليه أن يطلق لحيته ويلبس طاقيته ويصوم خمس وعشرين ساعة ولا يركب سيارته لكنه سيمشي رافع الرأس في حارة المغاربة ويترنح جذلا إن اراد عند الحائط ليتكئ على هيكل سليمان.
صلوات الجمعة في بيت المقدس يتم اختيار المصلين لها حسب الاعمار وقوة الاجساد والمقاس الصهيوني . هي متعة الفرجة تدفعني أن أطلب مزيدا من مخصصات لأجور الصحافة التي ملئت أعمدتها القصائد النارية الملتهبة بحرقة الفوسفورات، والنحيب على الاطلال القادمة والخوف من سقوط قبة الصخرة بفعل الحفريات اليهودية تحتها على رؤوسنا الخاوية. بيانات الادانة والشجب للجامعة العربية مستمرة، عمر موسى يكتب بكل اللغات ولا احد يسمعه لانه لا يعرف الكتابة بالعبري الفصيح .
الشارع العربي، فقد حنجرته، وبات ليلته مبحاحا، يطالب بالميكروفونات إفتداء القدس بالروح... و بالدم. لعبة نظرية لم تجدتطبيقا لها، فأما الدم فقد تبرعنا به و تعفن في الجراح، يوما أرسلناه فلوثته الايادي القذرة بفيروسات الموت الصهيوني، والحمد لله قيل انه لم يصل ، لذا شكرنا حراس الحدود العربية لانهم بحسهم القطري منعوه، وعندما صدرناه سرا، كالافيون، توقف على ابواب غزة المحاصرة عند المعابر.
دمنا العربي شاهدناه يوما في أ كياس الهلال الاحمر العربي متخثرا فشكرنا الله ان لنا دم احمر ، ي ظل في أكياس البلاستيك عند مطار العريش منتظرا تواقيع سادة التأشيرة الرسمية كي يمر عبر سلطات بوابات الحدود سائلا .
أيها العرب :عودوا الى وصية ماو تسي تونغ التي قالها لنا يوما، وتوحدوا، وأغرقوا قصور حكامكم..لا بالدم .. بل ... بالبصاق، ستغرقون به كيان إسرائيل أيضا.
وهذا الغرب الصديق؟؟ ، إتركوه.. فهو لازال يشكل اللجان ويرسلها للتحقيق في مصداقية قولنا، ويمسح بـ " ارهابنا" جرائم النازيين الجدد.
و لازال مجلس الامن يحقق بمطيافياته العنصرية، إن كان لنا اموات إزرقت اجسادهم خنقا ام حرقا ام تأينا اشعاعيا امبضربة شمس، أم خوفا تحت ردم القصف، وهناك من تجمدت عروقهم النازفة قي ثلاجات مستشفياترفح وغزة المنسية خلف واجهات الصلبان الحمر.
هناك من يرى في موتنا خلود،ا أيضا وسببا لخطأ بشري، تم في فرز ألوان جلود البشر. نحن من الكائنات التي يمكن ان تقتل بسبب قبلات النيران الصديقة وحوادث المرور التي تقتل جنود الاعداء على اراضينا المحتلة. ولكننا في كل الاحوال مع ضيوفنا الاصدقاء الاعداء في خندق السلم الواحد ننتظر.
ايها العرب .. إن نسيتم لون الدم .. فإبصقوا.دما .أ.و أبصقوا ماء في أضعف الايمان.. المهم أن تعرفوا متى وكيف واين تبصقوا .
حققوا وصية القائد الاحمر ماوتسي تونغ.. . وأنا ضامن لكم أن قوس قزح بالالوان الزاهية سيطل على قبة للقدس من رضاب محبتنا حولها ، وُيذهب قباب باب المعظم ببغداد ويطلق جسر الائمة من اسره،... قوس قزح ، قادم ،كسيف عربي أخضر، سيمتد فوق أعناق العرب محررا لهم من خوفهم من رواسب الذلة الغامرة من الماء الى الماء.