عن مصدر أمني: أحداث عين الحلوة وضعت ملف السلاح الفلسطيني على النار

نقلت صحيفة عن مرجع أمني لبناني بارز قوله إنّ "الوضع الفلسطيني في لبنان هو أحد ثلاثة ملفات لا تندرج عملية ضبطها أبداً في سياق المسار السعودي ـ السوري، إضافة إلى ملف المجموعات الأصوليّة المتداخل إلى حدّ كبير مع الملف الفلسطيني". وأضاف: "أما العنوان الثالث، فهو ملف شبكات التجسّس والتخريب الإسرائيلية في الداخل اللبناني، والتي تبيّن في بعض حلقاتها أيضًا وجود تشابك مع الملف الفلسطيني، كما هي حال شبكة محمود رافع التي استهدفت الأخوين نضال ومحمود المجذوب في مدينة صيدا".

وأشارت مصادر أمنيّة لبنانيّة واسعة الاطلاع للصحيفة عينها أنّها "استشعرت من خلال ما حصل (في مخيم عين الحلوة) مناورة بالنار أراد الاسلاميون أن يقولوا من خلالها إنهم باتوا يملكون العدة والعدد من أجل إحكام سيطرتهم على مخيّم عين الحلوة، وهذا يعني إفقاد حركة "فتح" أحد أكبر وأخطر عناصر نفوذها في الساحة اللبنانية، ذلك أنّ مخيّمات الشمال ولاسيما البداوي تقع ضمن نفوذ قوى التحالف وبخاصة "القيادة العامة"، وهذا الأمر يسري على مخيّمات العاصمة والبقاع، فيما تسيطر "فتح" على مخيّمات منطقة صور الأقل تأثيراً في الواقع اللبناني لإعتبارات أمنيّة وسياسيّة وجغرافيّة وديموغرافيّة".

من جهته، أعرب مصدر فلسطيني إسلامي بارز في المخيم عن اعتقاده بأنّ "عصبة الانصار" أرادت أن تثبت شيئاً ما من خلال هذا الدخول غير المتوقع بالنار. كما نقلت الصحيفة عن مصدر أمني بارز قوله بشأن اشتباك مخيّم عين الحلوة إنّ "العلامة الفارقة فيه هي دخول "عصبة الانصار" منذ اللحظات الاولى كطرف أساسي ومباشر في مواجهة حركة "فتح"، وهو أمر يناقض ما كانت عليه حال "العصبة" سابقاً، والدور الوسطي الذي لعبته على مدى فترة ما قبل الاشتباك ورجوعاً إلى زمن الاشكالات بين فصائل المخيم، حيث كانت تمثّل دور الحاضن أو الإطفائي لأي اشتباك يقع، وتوفـِّر له حلولاً سـلميّة".

وذكرت أنّ رؤساء الجمهوريّة والمجلس النيابي والحكومة وقيادة "حزب الله" والنائب وليد جنبلاط وقيادة الجيش اللبناني، إضافة إلى قيادات مدينة صيدا ولاسيما النائبة بهية الحريري والنائب السابق أسامة سعد، دخلوا جميعاً على خط الاشتباك الأخير وتداعياته المحتملة، كما أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" طلب من القيادات الفلسطينية المحيطة به متابعة الأمر مع السلطات اللبنانية ومع قيادة "فتح" في لبنان، وبخاصة رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي". كما أشار مصدر أمني لبناني الى أنّ "معركة "العصبة" و"فتح" أعادت فتح ملف السلاح الفلسطيني في لبنان ووضعته على النار، وأجواء مخيم عين الحلوة توحي بأنّ المعركة لن تكون الاخيرة بين الطرفين، والحذر بينهما ما زال قائماً". وحذّر من أننا "قد نستيقظ يوماً ونجد أنفسنا أمام انفجار كبير".