سلبيات زيارة الاسد الى لبنان

تركزت الاخبار في الآونة الاخيرة على نبأ زيارة سيقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى لبنان. وتوقعت التسريبات ان تتم هذه الزيارة خلال الايام القليلة المقبلة، على ان تكون سريعة اي لساعات فقط يغادر بعدها الرئيس السوري.
لا شك ان الزيارة تحمل الكثير من الايجابيات، ولو انها ليست الاولى للاسد الابن الذي سبق ان زار لبنان في العهد السابق وترأس مع نظيره اللبناني في ذلك الحين المجلس الاعلى اللبناني- السوري. ومن المهم الاشارة الى ان الكثير من اللبنانيين يعتبرون حصول الزيارة بمثابة مكسب كونها رمزية وتدل على اعتراف سوري بلبنان كدولة مستقلة، وعلى ان تبادل الزيارات هو بمثابة اعلان دبلوماسي عن التشديد على التعامل مع لبنان وفق ما يجب اي من دولة الى دولة.
وتوقفت مصادر لبنانية عند ناحية اخرى من الزيارة، واعتبرت انه اذا تم وضع الاعتبارات الايجابية التي يتحدث عنها عدد من اللبنانيين جانباً، فإن الزيارة تحمل سلبيات سيواجهها لبنان وسيكون من المشوق معرفة كيفية تخطيه لها. واذ لفتت المصادر الى ان لا مجال لتعداد كل النواحي التي يمكن قراءتها من وجهة نظر مناقضة لتلك التي يتحدث عنها الآخرون، فإن بعض النقاط كافية لتوضيح الفكرة.
وتشير المصادر نفسها الى انه من الناحية البروتوكولية ستخلق الزيارة وضعاً استثنائياً اذ لا بد وان يكرّم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضيفه حيث سيدعو اكبر عدد ممكن من اللبنانيين وغير اللبنانيين الى قصر بعبدا للمشاركة في التكريم، وعليه، ما الذي سيفعله الرئيس السابق اميل لحود الذي قاطع حتى الآن قصر بعبدا في كل المناسبات نظراً الى "عدم الود" الذي يسود بينه والرئيس الحالي، وماذا سيكون عليه موقف رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الذي يقول دائماً انه لم يحن الوقت لزيارة سوريا ولقاء مسؤوليها؟
سلبية اخرى في الزيارة تكمن في ان حصولها يقطع الطريق امام الذين يتهمون سوريا بالضلوع في الاستفادة من زعزعة الاستقرار السياسي والامني ربما في لبنان، اذ كيف سيفسرون استقبالهم وحفاوتهم بلقاء رئيس البلد المتهم، علماً ان الاسد سيستفيد على نطاق كبير من الزيارة لتوظيفها في الخارج حيث سيؤكد انه قام بما عليه وان اللبنانيين انفسهم لم يعد لديهم مآخذ على سوريا بعد ان زار رئيسها لبنان وبعد ان تمت اعادة النظر بالاتفاقات الموقعة بين البلدين، وبعد ان اعلن الاسد دعمه للجنة ترسيم الحدود؟
وتذكّر المصادر بأن الاسد يدرك تماماً ان الزيارة بحد ذاتها لن تؤثر على رؤيته وقدرته على المشاركة بما يكتب للمنطقة من سيناريوهات، فهو عندما زار لبنان عام 2002، كسب معنوياً وخارجياً ولم يتغير شيء في الواقع، حيث حفلت القرارات الصادرة عن القمة بالامور العامة.
واضافت المصادر الى انه من سلبيات زيارة الاسد الى لبنان لدى البعض، انه لم يعد من الممكن ان يشتكي هؤلاء من تخصيص الرئيس السوري اوقاتاً للقاء زعماء لبنانيين، لانه من خلال زيارته يكون قد كرّس اسس التفاهم والعلاقة مع لبنان، دون ان يحد ذلك من تحركاته مع الشخصيات اللبنانية التي تزوره. وتبقى الكثير من السلبيات والايجابيات لهذه الزيارة الا ان الاهم يكمن في ان الزيارة ليست الهدف بحد ذاته، على الرغم مما طالب به الكثير من اللبنانيين الذين يرون انها التجسيد الحقيقي للتعاطي السوري مع لبنان من دولة الى دولة، بل ما سينتج عنها وما يمكن ان تقدمه على صعيد تعزيز الاستقرار في لبنان.

» صور زيارة اتحاد شباب النضال فرع سوريا لضريح الراحل الاسد 14-6-2010
» لبنان:ناشطون وسياسيون يحذرون من أن تكون زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان لتغليب فئة على أخرى
» برنامج زيارة الرئيس نجاد إلى لبنان
» اليونيفيل قلقة من زيارة نجاد الى لبنان و <إنقلاب> حزب الله
» تدابير سير لمناسبة زيارة الرئيس الفلسطيني اليوم الى لبنان