صيدليات مخيم البدّاوي بدأت تقفل أبوابها

غداة انتهاء المهلة المعطاة لأصحاب الصيدليات لتسوية أوضاعها نهار الأحد الفائت، يسود القلق والارتباك أجواء مخيم البداوي في الشمال. فقد أقفل قسم من الصيدليات فيه، وخصوصاً تلك القريبة من الشارع العام، مثل صيدلية البشير وصيدلية الحنان. وقسم آخر ينتظر ما سينتج من اللقاء بين وزير الصحة والمحامي طنوس فرنجية الذي أوكل إليه أصحاب الصيدليات البحث مع الوزير في الشروط الخاصة بمزاولة مهنة الصيدلة في مخيم البداوي. هذا ما أشار إليه صاحب صيدلية الحنان شادي حسون، الذي يسأل إذا كان الوزير سيمنح المخيم شروطاً خاصة بمزاولة المهنة تأخذ بعين الاعتبار منع الفلسطينيين من مزاولة مجموعة كبيرة من المهن، ومن ضمنها مهنة الصيدلة. هذا ما ورد في بيان صادر عن مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان التي عبرت عن تضامنها مع أصحاب الصيدليات العاجزين بفعل القانون اللبناني عن تسوية أوضاعها، وبالتالي فإن طلب «تسوية الأوضاع» حسب شاهد بمثابة قرار إقفال. كذلك أسفت «شاهد» لطريقة استدعاء أصحاب الصيدليات، وأشارت إلى خشية الفلسطينيين من تعميم قرارات المنع لتشمل باقي المخيمات وسائر المراكز الطبية وغيرها.
أما صاحب صيدلية القدس، محمد اليوسف، فقد استسلم لقدره، وبدأ بتوضيب الأدوية الخاصة بالشركات ليسلمها إياها، وببيع الباقي. يضيف اليوسف إنه لا يعلم ما إذا كانت المحكمة بانتظاره، وما هو مقدار الغرامة التي يمكن أن تلحقه، لكنه على أي حال يفضل الحبس على دفع الغرامة لأنه عاجز عن تسديد المبالغ المستحقة لشركات الأدوية. محمد اليوسف لا يريد تسوية وضع صيدليته لأنه يعتقد أن إقفال الصيدليات هو قرار سياسي أكبر بكثير من أي معالجة قانونية وقضائية.
لذلك، ستناقش الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في مخيم البداوي في لقائها الأسبوعي نهار الثلاثاء (اليوم) موضوع الصيدليات وسبل المعالجة السياسية الممكنة. كما أن أكثر من جهة فلسطينية أجرت اتصالات لتلافي إقفال الصيدليات، إذ قام وفد من حركة حماس برئاسة المسؤول السياسي في الشمال جمال الشهابي بجولة شملت النائب سمير الجسر ومفتى طرابلس مالك الشعار، وتلقى الوفد وعوداً بالعمل على تجميد قرار الإقفال.