«قوات اليونيفيل».. عدوان مبيت على لبنان!

المحامي علي أبو حبله

لجوء فرنسا إلى مجلس الأمن للشكوى ضد ما أسمته اعتداء أبناء الجنوب اللبناني على قوات اليونيفيل هو بغرض استصدار قرار الحرب على لبنان.. فهذا الاعتداء الذي لم يأت من فراغ وإنما بفعل ما قامت به هذه القوات من أعمال استهدفت الآمنين المدنيين من أبناء الجنوب اللبناني من اقتحام لمنازلهم وتصوير لأبناء الجنوب ودخول حرمة البيوت اللبنانيين وبدون استئذان، ما أثار حفيظة اللبنانيين.

والسؤال هو ما مهام هذه القوات؟ هل بالفعل جاءت متوافقة مع القرار 1701 أو متعارضة مع نص القرار؟ فالقرار وفي البند الثاني يطالب حكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، عند توقف الأعمال القتالية بشكل تام، القيام وفق ما إذا قواتهما معا في جميع أنحاء الجنوب ويطالب حكومة إسرائيل بسحب جميع قواتها من جنوب لبنان.

وفي البند الخامس يعيد أيضا تأكيد تأييده الشديد كما أشار في جميع قراراته السابقة ذات الصلة للسلامة الإقليمية للبنان وسيادته واستقلال حدوده المعترف بها دوليا كما كرسها اتفاق الهدنة.

وبالرجوع إلى تلك البنود الواضحة نجد أن قوات اليونيفيل قامت بإجراء تدريبات لقواتها من دون الجيش اللبناني والتنسيق معه، الأمر الذي يشكل مخالفة لقواعد ونصوص القرار 1701 وخرق لسيادة لبنان التي كفلها القرار 1701. إذ من المفترض قيام قوات اليونيفيل بمساعدة الجيش اللبناني ببسط السيادة في المناطق التي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ صدور القرار 1701؛ ويبدو أن قيام قوات اليونيفيل بتدريبات بمعزل عن علم قيادة الجيش اللبناني والدخول إلى مناطق سكنية هي ضمن سيناريو ما سيكون عليه الوضع في حال قيام حرب مع إسرائيل وما سيكون دور هذه القوات بهذه الحرب بحيث تصبح قوات اليونيفيل جزءا من منظومة أمنية تلبي احتياجات إسرائيل على حساب لبنان وسيادته.

ولا شك أن قوات اليونيفيل- بحسب تقارير من جهات عدة- تقوم بأعمال تخالف القرار 1701، علما أن مهمتها تحقيق الأمن والاستقرار على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.

إن التقدم بشكوى لمجلس الأمن من قبل فرنسا ضد تلك الاحتجاجات اللبنانية إنما جاء من أجل تجريم الشعب اللبناني وإيهام الرأي العام العالمي بخرق المقاومة للقرار المذكور وحرف للأنظار عما تقوم به إسرائيل من اختراق يومي للأجواء اللبنانية ومن تجاوز لحدود لبنان ومن اعتقال عشوائي لمواطنين لبنانيين؛ ولا غرابه أن يتوافق ذلك مع ما نشرته إسرائيل عبر وسائلها الاعلامية عن استهداف لقرى لبنانية من خلال بنك المعلومات الذي قامت بنشره لأول مرة بتاريخ صراعها مع المقاومة اللبنانية يشير إلى تحركاتها وتخزين سلاحها وعن تلك المواقع التي سيتم استهدافها ضمن ما تعد وتخطط له إسرائيل لعدوانها المبيت على لبنان..

إن لجوء قوات اليونيفيل إلى مجلس الأمن من خلال ما ترفعه من شعارات بضرورة تسليم المقاومة لسلاحها وبتجريد المخيمات الفلسطينية في لبنان من سلاحها وبحرمان الفلسطينيين من أدنى حقوقهم البشرية ومن تفسير خاطئ للقرار 1701 وادعاء هذه القوى أن القرار يخضع للفصل السابع وغير ذلك من التأويلات والأقاويل.. جميعها تؤكد أن هناك نوايا ومخططات تستهدف لبنان بعدما تمكن الجيش اللبناني من إلقاء القبض على مجموعات تعمل بالتجسس لصالح إسرائيل، وآخرها شبكة ألفا.

لقد كانت إثارة القرار 1701 توطئة لعدوان جديد على لبنان تحضر له إسرائيل منذ زمن وتحاول ومن خلاله استعادة إستراتجية الردع بعد فشلها في تحقيق أهدافها في حرب 2006 وإخفاقها بإلحاق الهزيمة بالقوى المقاومة في لبنان..

والسؤال ومن خلال كل تلك التحركات: هل اقترب موعد تنفيذ العدوان الجديد المبيت على لبنان؟ وهل سيكون الخريف القادم الخريف الساخن لتلك الحرب التي تعد لها إسرائيل وتحاول خلق الذرائع والحجج لشنها ومن خلال تلك القوى الداخلية اللبنانية وتلك القوى العربية التي ترى في المقاومة خطرا محدقا على وجودها وضد مخططاتها؟.

» قوات اليونيفيل: لا نتوقع حرباً إسرائيلية على لبنان والحملات الإعلامية نعالجها بالاتصالات
» انفجار بصيدا اللبنانية قتيل و4 جرحى بين قوات اليونيفيل
» إسرائيل تبلغ "اليونيفيل" نيتها ضرب جنوب لبنان
» اليونيفيل قلقة من زيارة نجاد الى لبنان و <إنقلاب> حزب الله
» مجلس الأمن يمدد عمل اليونيفيل في لبنان لمدة سنة أخرى