خاتمي يطالب نجاد بالتوقف عن التصريحات الدينية المثيرة للجدل

دعا رجل دين ايراني بارز الثلاثاء الرئيس الايراني احمدي نجاد إلى تجنب الادلاء بتصريحات مثيرة للجدل عن القضايا الدينية.
وصرح اية الله احمد خاتمي في مقابلة مع وكالة انباء الطلبة الايرانية (إسنا) " انني ادعو السيد احمدي نجاد الى تجنب الخوض في قضايا مثيرة للجدل متعلقة بالدين".

وكان احمدي نجاد قد اثار بعض الغضب بين رجال الدين في البلاد من خلال الادلاء بتعليقات عن قضايا تتعلق بالزي الاسلامي الخاص بالنساء أ وارتداء الرجال رباط العنق او السماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم.

وفي ايران الاسلامية ، تقع مناقشة هذه القضايا وحسمها في نطاق اختصاص رجال الدين فقط وليس الحكومة او الرئيس.

وقال خاتمي ، وهو متشدد ونائب رئيس مجلس الخبراء " انني انصح الرئيس بوصفي متعاطفا معه بانه من غير المناسب له ان يخوض هذا المجال وان هذا سوف يؤدي فقط إلى اضعاف حكومته".

وكان احمدي نجاد قد قال في الفترة الاولي من رئاسته في عام 2005 انه يتعين السماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم.

ومع ذلك ، فان طلبه قوبل بالرفض بشدة من جانب رجال الدين الذين قالوا ان تواجد الرجال في ملاعب كرة القدم واللغة غير اللائقة التي يستخدمونها شئ غير مناسب للنساء .

واثار احمدي نجاد مؤخرا مجددا غضبا داخل طبقة رجال الدين بعدما قال انه لا يتعين ان يتعرض رجال شرطة الاداب للنساء اللاتي لاتلتزمن بارتداء الزي الاسلامي الذي يشمل العباءة الفضفاضة والحجاب لاخفاء معالم الجسم والشعر في الحياة العامة .

وانتقد رجال الدين ، بما في ذلك اية الله خاتمي ، بشدة تصريحات الرئيس وقال انه بدون رقابة الشرطة المشددة والالتزام المستمر ، فان النساء الايرانيات يمكن ان يقعن في فخ الميول الثقافية الغربية ويتجاهلن تدريجيا الاحكام الاسلامية.

غير ان احمدي نجاد كرر مجددا في مؤتمر صحفي في الشهر الماضي موقفه وقال ان هناك حاجة للتربية الثقافية بشان قضية الحجاب وليس الى قوة الشرطة.

وارغمت وزارة الثقافة الايرانية على قبول قائمة مما يطلق عليه قصات الشعر المناسبة ثقافيا للرجال .

ويعتبر المراقبون القيود الجديدة بمثابة محاولة اخرى من جانب طبقة رجال الدين للتصدي لما تصفه " بغزو ثقافي غربي".

وانتقد ايضا اية الله خاتمي تصريحا اخر ادلى به احمدي نجاد بشان الرجال الذين يرتدون رباط العنق ، وهذه قضية اخرى يعتبرها رجال الدين رمزا للثقافة الغربية البالية.

وكان احمدي نجاد قد صرح انه لم يصدر اى رجل دين بارز اى فتوى ضد ارتداء رباط العنق ، مما يشير الى انه لايتعين ان تكون هناك مشكلة دينية على الاقل في هذا الصدد.

غير ان خاتمي قال ان العديد من ايات الله الايرانيين ، بما في ذلك المرشد الاعلى اية الله على خامنيئ ، اصدروا فتاوى محددة بشان حظر ارتداء رباط العنق بالنسبة للرجال.

ومنذ قيام الثورة الاسلامية في عام 1979 ، لم يرتد المسئولون الايرانيون رباط العنق كجزء من احتجاجهم على الرموز الغربية.

وفي حقبة ثمانينات القرن الماضي ، كانت شرطة الاداب العامة توقف الرجال الذين يرتدون رباط العنق و تقوم بتمزيقه.

ولكن تدريجيا بدأ الرجال الايرانيون ، وبصفة خاصة الاطباء ومديرو الشركات الخاصة ، في ارتداء رباط العنق مرة اخرى . واصبح ارتداء رباط العنق تدريجيا شيئا روتينيا في حفلات الزواج والمناسبات الرسمية الاخرى.