لبنان:بيروت تعيش توترا شبيها بفترة ما قبل 7 أيار

تعيش بيروت منذ ايام أجواء شبيهة بتلك التي سبقت احداث 7 ايار على خلفية سلسلة من التحركات والمواقف توّجها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحملة على المحكمة الدولية واصفاً إياها بـ'المشروع الاسرائيلي' ومشككاً بفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي المقرّب من آل الحريري وداعياً الى البحث عن 'العملاء الكبار'، ما استدعى من نواب المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب الى الرد على لغة نصرالله بالسؤال عن سبب مسارعته الى استباق القرار الظني للمحكمة واتهام نفسه.
الى ذلك دعا النائب اللبناني حسن فضل الله المنتمي الى حزب الله امس الحكومة الى نقل ملف التجسس الاسرائيلي على شبكة الاتصالات اللبنانية الى مجلس الامن الدولي. وقال فضل الله 'ندعو الى نقل هذا الملف الى الامم المتحدة واثارته في مجلس الامن ليكون العالم كله بصورة هذا العدوان بنتائجه الخطيرة على لبنان'، مشيرا الى ان هذا الامر 'من مسؤولية الحكومة اللبنانية'. واضاف ان 'الحكومة مدعوة الى القيام بهذه الخطوة فورا'، مشددا على اهمية القيام 'بتحرك سريع على المستويين العربي والدولي'. وتابع ان 'اخطر ما في التجسس الاسرائيلي كان اختراق قطاع الاتصالات والسيطرة عليه امنيا وفنيا عن بعد وبالتالي نحن امام نوع من الاحتلال لقطاع لبناني حيوي واخضاعه لسلطة معادية'.
وحذر النائب اللبناني من 'ان اي تباطؤ في هذا الامر يجعل اسرائيل مطلقة اليدين اكثر في استمرار تجسسها على لبنان ويبقي هذا البلد مكشوفا من دون ان يتحرك احد في العالم على الاقل لادانة اسرائيل'. وكانت أروقة المجلس النيابي شهدت توتراً بين نواب من حزب الله وآخرين من قوى 14 آذار بسبب اعتراض الحزب على توقيع رئيس الحكومة سعد الحريري اتفاقية امنية مع فرنسا بالأحرف الاولى واعتبروا هذا التوقيع مخالفا للدستور، كما حصل توتر على خلفية تسريب معلومات حول التحقيق مع موقوف شركة 'ألفا' للاتصالات ومحاولة الربط بين عمل العميل والمحكمة الدولية.
وكشف عضو 'تيار المستقبل' النائب احمد فتفت أن زميله في حزب الله وقف وهدّد في جلسة اللجان النيابية بـ'أنكم إذا كنتم رجالاً طبّقوا الاتفاقية مع فرنسا'. ولم يكن موضوع حزب التحرير بعيداً عن أجواء التوتر ولكن هذه المرة مع 'التيار الوطني الحر' الذي يقوده العماد ميشال عون والذي طالب بسحب الترخيص أو العلم والخبر من حزب التحرير الذي مُنح في ايام وزير الداخلية بالتكليف احمد فتفت الذي رفض توسل تقارير استخباراتية لحل احزاب سياسية نختلف معها في التوجه والآراء، وسأل 'بماذا يهدد حزب التحرير الامن وهو لا يحمل سلاحاً كغيره؟'.
وجاء السجال حول حزب التحرير بسبب اختيار هذا الحزب بيروت لاطلاق دعوة عالمية للجهاد ضد ما اسماها 'الهجمات الصليبية الجديدة على المسلمين'، وحضّ الحزب المسلمين في مؤتمر عقده في فندق البريستول لمناسبة الذكرى 89 لهدم الخلافة الاسلامية على الخروج على الأنظمة القائمة في الشرق والغرب وتغييرها لتعارضها مع نظرتهم التي لا ترى سوى الإسلام بديلاً. ولم توفّر الدعوة للجهاد أحداً من الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، وشملت فلسطين مروراً بالعراق وأفغانستان وصولاً إلى كشمير وانتهاء بالهند وتركيا وقبرص.
وحضر المؤتمر وفد من المكتب السياسي لحزب الله ضم الشيخ عبد المجيد عمار والحاج حسن حدرج، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي مقبل ملك، ممثل النائب محمد كبارة عصام كبارة وعدد من الشخصيات وعلماء الدين وعناصر الحزب.
وفي ضوء الاجواء المتوترة سياسياً، نتيجة الخطابات واستعادة مشهد تراشق الاتهامات ولغة التخوين أفيد أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان عازم على عقد جولات من المشاورات تشمل مختلف القوى السياسية تبدأ اعتباراً من اليوم، بحيث يستقبل تباعاً رؤساء الكتل البرلمانية والاحزاب والقيادات المعنية بهدف البحث في سبل خفض منسوب السجال السياسي بعدما بلغ حدا بات يهدد اسس التوافق ومناخ التهدئة السائد منذ نحو سنتين اثر اتفاق الدوحة.
وفي المعلومات المستقاة من اوساط سياسية مطلعة، ان خطوة الرئيس سليمان المنطلقة من سياسة مد اليد التي انتهجها منذ توليه زمام الحكم والتي اسهمت في تعميم الوفاق وارساء الاستقرار، تهدف الى قطع الطريق على اي محاولات لتعكير هذا المناخ وجر البلاد مجدداً الى الوراء خصوصاً في ضوء استحقاقات عدة مرتقبة في لبنان والمنطقة يتوقع ان تكون لها ارتدادات مباشرة على الساحة الداخلية المفترض تحصينها وتأمين المناعة اللازمة لها لمواجهة التداعيات المحتملة.

» "فتح": التوتر الكلامي قد يعكس توترا على لبنان والجو مازال تحت السيطرة
» مخيمات بيروت الفلسطينية «تعيش» على وقع الأحداث: في الأزقة تصدح أصوات المذيعات و.. نشيد تركي ـ عربي
» ماراثون بيروت الدولي الثامن جرى في لبنان
» 'بي بي سي' تؤجل بث فيلم 'قتل في بيروت' عن الحريري وسط اجواء خوف في لبنان
» سفير فلسطين في لبنان يزور مقابر الشهداء في بيروت