ما السرّ الذي سيكشفه نصر?الله الإثنين؟

إيران على الخط تُندّد بالمحكمة··· وحملة إسرائيلية على الجيش بتهمة <الحَزب الله>

عون يعترف <بصدمة عمالة فايز كرم>··· وجنبلاط ينتظر الحريري للبحث بالقرار الاتهامي

يتبدل المشهد السياسي بكل عناصره الامنية والعسكرية في الداخل وعلى الحدود، على ايقاع <الاشتباك الضمني> بين مشروع الاستقرار العربي ومشروع الزعزعة الاسرائيلية المستند الى اجندة دولية مرتبطة بترتيبات وضع منطقة الشرق الاوسط، في ضوء ثلاثة مشاريع على جدول الاعمال من الآن وحتى نهاية العام·
وضع العراق في ضوء القرار الاميركي بوقف العمليات القتالية في هذا البلد، ودعوة مجلس الامن العراقيين الاسراع بتشكيل الحكومة خوفاً من انهيار الوضع بالكامل، لا سيما وأن اعمال العنف والارهاب ما تزال تتصدر الاحداث على الساحة العراقية·

مسألة المفاوضات المباشرة على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، في ظل التجاذب القائم بين محور التفاوض الذي تقوده السلطة الفلسطينية والمعارضة للمفاوضات الذي تقوده الفصائل الفلسطينية·

الملف النووي الايراني وتطوره على جبهة المصالح الدولية المتضاربة بعد العقوبات التي بدأت <تؤتي ثمارها> بتعبير الرئيس الاميركي باراك اوباما، الامر الذي من شأنه ان يفتح الباب من جديد لحوار دبلوماسي او تصعيد عسكري في امكنة اخرى من المنطقة·

في ضوء هذه الصورة تتكشف وقائع المشهد اللبناني في لعبة الاطراف الداخلية، موزعة بين ملف التجسس الذي سجل خطوة نوعية لغير مصلحة لبنان مع انكشاف امر العميد المتقاعد فايز كرم الذي وصف العماد ميشال عون خبر توقيفه بأنه هو الصدمة بحد ذاتها، وملف المحكمة الدولية والقرار الاتهامي الذي كثر الكلام عليه في بحر الشهر المقبل، والذي رفع من جهوزية <حزب الله> لمجابهة وقائعه اذا تضمن اتهاماً لعناصر من الحزب، وهو الملف نفسه الذي دخل بقوة عليه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، مقترباً في مطالعته، خلال المؤتمر الصحافي امس، من قراءة <حزب الله> لمسار المحكمة كمشروع فتنة اسرائيلية - اميركية·

في غضون ذلك، بقي السؤال الكبير الذي يلفح بشدة اذهان اللبنانيين، عن السر الكبير الذي وعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بكشفه في مؤتمره الصحافي مساء الاثنين المقبل، وما هي العملية النوعية التي تحدث بأنه سيكشفها في هذا المؤتمر، والتي قال انها كانت تستهدف احباط خطة للعدو الاسرائيلي للايقاع بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري و<حزب الله>؟

المعلومات المتوافرة اشارت الى ان السيد نصر الله سيقول في هذا الامر بأن هناك مجموعة من الحزب كانت في منطقة السان جورج، وانها كانت تقوم بمهمة دقيقة وبالغة الاهمية، وانه تم ابلاغ الرائد وسام عيد بتفاصيل هذه المهمة ومبررات وجودها في المكان قبل اغتياله، لكن المعلومات لم تكشف تفاصيل اكثر·

جنبلاط غير أن جنبلاط العائد من زيارة إلى سوريا التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، ألمح إلى حراك سياسي ينوي القيام به بخصوص المحكمة الدولية، بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج <من أجل التوافق معه حول كيفية منع وقوع اللبنانيين في المخطط الإسرائيلي الغربي الذي يريد الفتنة>·

وإذ لم يكشف جنبلاط عن طبيعة المخرج الذي سيطرحه مع الرئيس الحريري الذي قال أن علاقته معه كانت دائماً علاقة صداقة وتحالف وتفاهم، وانه (أي الحريري) احرص من أي شخص آخر على الوحدة الوطنية، الا انه اكد انه <مع المحكمة الدولية ومع العدالة>، لكنه اعرب عن خشيته من استخدامها لغير اغراضها الأساسية، معتبراً أن كل الاتهام السياسي لسوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان مبنياً على لا شيء!·

ونبّه جنبلاط في مؤتمر صحفي عقده أمس، بعد عودته من دمشق، من قرار ظني يأخذ البلاد إلى فتنة تريدها إسرائيل ودوائر الغرب، مشدداً على ان سوريا تريد المحكمة، وهي مع الاستقرار والعدالة ودعم المؤسسات اللبنانية·

ورد جنبلاط على رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع، معتبراً أن التكامل بين الجيش والمقاومة هو السلاح الوحيد لردع أي عدوان إسرائيلي، وقال: <كفانا تنظيراً من الأعالي>·

وانتقد طريقة تعامل <اليونيفل> مع حادثة العديسة، لافتاً إلى أن الجندي في هذه القوات رفع العلم الأبيض بدلاً من أن يقفوا إلى جانب الجيش في مواجهة الاسرائيليين·

ودعا جنبلاط إلى وضع محكمة خاصة من دون تمييز واستئناف لمحاكمة العملاء، وأن تكون علنية كي نردع المزيد من الاختراقات السياسية والأمنية والثقافية والمصرفية، مشدداً على أن هذا الموضوع لا يحتمل المزاح، مقترحاً في هذا المجال إلغاء دورة الدرك·

<حزبلة> الجيش اللبناني وعلى خط الأوراق الملعوبة، دفعت إسرائيل بأوراق جديدة في المواجهة مع الجيش من خلال الحملة على المؤسسة العسكرية الوطنية تحت عنوان <الحزبلة> أي أن <حزب الله> بات يؤثر في قرار الجيش، في محاولة إسرائيلية مكشوفة لمنع تسليحه وإضعاف القرار الرسمي اللبناني أمام المجموعة الدولية، سواء في مجلس الأمن أو لدى أصدقاء لبنان لا سيّما فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الروسي·

وعلى هذا المشهد المضطرب، سُجّل أمس دخول إيراني رفيع المستو؟ى، عبر الرسائل التي حملها المستشار الشخصي للمرشد الإيراني علي خامنئي وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، والذي تبنى بالكامل موقف <حزب الله> من المحكمة الدولية، مستطلعاً تطورات الأسابيع الماضية، ومسجلاً حضوراً في المشهد لا بد من انتظار أيام قليلة لمعرفة تأثيراته سلباً أو إيجاباً، خصوصاً وأن ولايتي الذي وصل الى بيروت مساء أمس الأول للمشاركة في مؤتمر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، حرص على أن يبدأ اتصالاته بلقاء الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ليلاً، قبل أن يلتقي أمس رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري، مجدداً دعم بلاده للبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية، منوّهاً بتصدي الجيش اللبناني للعدوان الأخير الذي قامت به اسرائيل في العديسة، كما نوّه بالقمة الثلاثية العربية في بعبدا، وزيارة أمير قطر للبنان·

وأعرب ولايتي عن إيمانه بأن المحكمة الدولية أصبحت أداة سياسية في يد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني·

يشار الى أن وفداً مشتركاً من ضباط الجيش اللبناني والقوات الدولية استطلع بعد ظهر أمس الخط الأزرق الممتد من بوابة فاطمة الى العديسة، تمهيداً لإعادة ترسيمه من جديد، خصوصاً في النقاط التي يتحفظ عليها لبنان، والتي يعتبر أنها ضمن الأراضي اللبنانية، الأمر الذي كان مصدر اندلاع الاشتباكات بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال الاسرائيلي

· بري وكان الرئيس بري قد تطرق الى الوضع في الجنوب، في أثناء رعايته افتتاح المؤتمر الثالث لمؤسسات <أمل> التربوية، الذي انعقد في ثانوية حسن قصير في بيروت، لافتاً الى الخروقات الاسرائيلية للخط الأزرق، مؤكداً أن اسرائيل هي المستفيد الوحيد من زعزعة الاستقرار، وأن اسرائيل تسعى لتحويل الانتباه عن استعداداتها للحرب ووضع منطقة الشرق الأوسط على شفا حرب، هرباً من الالتزام بوقف الاستيطان وتهويد القدس وحصار غزة، وأنها تحاول نقل التوترات وحرب الاستخبارات والحرب النفسية والاعلامية، ليس عبر الحدود نحو لبنان وسوريا فحسب، وانما عبر المنطقة الاقليمية لاضعاف تركيا وتهديد ايران·

ونفى الرئيس بري ان يكون الاسرائيليون راجعوا <اليونيفل> في شأن شجرة العديسة، كاشفاً بأنهم (اي الاسرائيليون) رفضوا ان تقتطعها <اليونيفل>، لانهم يريدون التحرش، لذلك فإن الذي حصل امس (الاول) كان جرأة كبيرة من لبنان في ان يفوت الفرصة على الاسرائيليين في هذا المضمار·

وقال ان اسرائيل كانت، وعن سابق تصور وتصميم كانت تنفس عن احقادها على الجيش اللبناني، للانتقام من الاستقرار الامني الذي يشهده الجانب اللبناني من الحدود، موجهاً تحية الاعتزاز الى الجيش الباسل والى المقاومة التي قال انها تبقى ضرورة وحاجة لبنانية طالما بقي الاحتلال والاطماع والتهديدات الاسرائيلية، وان لبنان لا يمكن ان يقوم الا على المقاومة والوحدة الوطنية>·

توقيف كرم وعلى خط توقيف العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فايز كرم، خرج العماد عون عن صمته، امس، للمرة الاولى، معترفا بالصدمة حيال الشخص نفسه، وليس حيال الحدث، امام مؤتمر للتيار الوطني الحر للانتشار اللبناني، بأن السقوط من طبيعة البشر، وان ثلاثة من رسل السيد المسيح سقطوا بالشك وبالخوف والاغراء، مشددا على انه لا يزال على الثقة بالنفس ذاتها، وانه سيكمل مسيرته واهدافه ولن يردعه شيء، لكنه اعتبر ان توقيف كرم هو جزء من الخسارة في المعركة التي نخوضها سياسياً·

وقال: إن ما حصل لن يؤثر على ثقتنا بأنفسنا او ثقتنا بالآخرين، ولكن كما كنا متحفظين دائماً سنبقى متحفظين كي لا نقع في السذاجة لا السابقة ولا اللاحقة، محذرا شباب التيار من التشكيك ببعضهم البعض، في اشارة الى احتمال انعكاس ما حدث على وحدة التيار واهتزاز العلاقة بينه وبين حزب الله الذي سارع عضو مكتبه غالب ابو زينب الى طمأنة عون بتأكيد ان ما حدث لن يؤثر على علاقة التحالف بين الحزب والتيار الوطني الحر معتبرا ان العمالة ليس لها علاقة بحزب أو بطائفة أو بمذهب أو فئة سياسية·

وفي السياق نفسه، أبلغ مسؤول أمني رفيع بأن التحقيقات مع كرم مستمرة لكنها تحتاج إلى يومين أو أكثر لكشف المزيد من الأسرار والوقائع، خصوصاً وأن كرم رجل سياسي ويجب أخذ هذه الناحية بالإعتبار، نافياً أن يكون قد تم توقيفه في مطار رفيق الحريري الدولي أثناء محالته الفرار أو أن يكون أوقف في منزله في الذوق، لكنه أكد أن كرم اعترف بالتعامل مع إسرائيل وهذه واقعة مؤكدة·

وتردد أمس أن علاقة كرم مع الأجهزة الإسرائيلية تعود إلى أواخر الثمانينات، بواسطة أطراف لبنانية كانت تدعم جيش العميل انطوان لحد، وانه لدى عودته إلى لبنان، بعد إطلاقه من قبل القوات السورية، غادر الأراضي اللبنانية إلى فرنسا للإلتحاق بالعماد عون، عبر الشربط الحدودي وبواسطة <أبو أرز>·

وأوضحت المصادر الأمنية أن كرم جدد اتصاله بالإسرائيليين أثناء إقامته في فرنسا بحجة البحث عن جهة دولية داعمة للتيار العوني الذي كان يعاني حينذاك من عزلة دولية وعربية، بسبب تكليف سوريا رعاية تنفيذ إتفاق الطائف، وأشارت إلى أن كرم لعب دوراً مهماً في إقرار قانون محاسبة سوريا في الكونغرس الأميركي، بما في ذلك إيصال عون إلى واشنطن للإدلاء بشهادته الشهيرة قبل إقرار هذا القانون أمام الكونغرس·

وأكدت المعلومات ما لفتت إليه أمس من أن العقيد انطوان أبو جودة الموقوف أيضاً بتهمة التعامل، كان له دور في كشف دور كرم الذي كان يخطط لمغادرته لبنان قبل أن تفاجئه القوى الأمنية وتعتقله·

وقالت أن جيرانه في بلدة إهدن افتقدوه قبل خمسة أيام من توقيفه، وكذلك كان منزله في الزوق فارغاً لدى مداهمته من قبل عناصر فرع المعلومات·

ولفتت المصادر إلى أن التيار العوني كان رشح العميد كرم لمنصب المدير العام للأمن العام في مرحلة البحث عن إستعادة هذا المنصب للموارنة، وفاتح مقربون من عون مسؤولين في <حزب الله> في شأن هذا الموضوع، لكنهم لم يلمسوا تجاوباً·