إيران تعزّز إنجازها النووي في بوشهر بالإعلان عـن قاذفـة «كرار» الجـويـة

تواصلت أمس، اعمال شحن الوقود النووي في مفاعل بوشهر الكهروذري، الذي أدخل تدشينه السبت الماضي، ايران إلى نادي الدول المنتجة للكهرباء نوويا. وغداة حفل الافتتاح في بوشهر، الذي حضره رئيس المؤسسة الايرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، ونظيره الروسي، سيرغي كيريينكو، كشفت طهران النقاب عن أول طائرة قاذفة للقنابل من دون طيار، طويلة المدى، ومحلية الصنع، سمتها «كرّار»، هدفها «ردع المعتدين»، في إشارة إلى اسرائيل التي اعتبرت انطلاق محطة بوشهر، «غير مقبول»، فيما أعربت واشنطن عن اطمئنانها إزاء «عدم خرق محطة بوشهر لحظر الانتشار» النووي.
واكد نجاد ان الشعب الايراني «يمتلك حاليا جميع الخيارات»، مشيرا الى ان تطور الصناعات الدفاعية جعلت «جميع اسلحة الاعداء عديمة التأثير في مواجهة القدرات الدفاعية الايرانية». واعتبر نجاد في مراسم الاحتفال بيوم الصناعات الدفاعية ان طائرة «كرار»، وقبل ان «تكون سفيرا للموت لاعداء الانسانية فانها تحمل رسالة العزة والنجاة للبشرية»، مضيفا أن المهمة الرئيسية هي «ان نجعل العدو يصاب بالشلل في ارضه، وبلا ريب فان هذه الاهداف ممكن تحقيقها بالنسبة لقدرات ايران العظيمة». كما أكد نجاد «لا نريد شن هجوم في أي مكان... لكن لا يمكن أن نجلس بلا حراك في
مواجهة الطغيان». ووجه نجاد تحذيراً إلى الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين لم تستبعدا استخدام الخيار العسكري مع إيران. وقال «نحن لا نمزح ولن نسمح لعصابة من المجرمين بزعزعة الأمن. لقد قالتا (الولايات المتحدة وإسرائيل) إن كل الخيارات واردة ونحن نقول أيضاً إن كل الخيارات واردة».
وعرض التلفزيون صوراً لطائرة «كرار» من دون طيار وهي تجري تجارب في منطقة شبه صحراوية، وهي مجهزة بمحرك يتيح لها الطيران بسرعة 900 كلم في الساعة وحمل مختلف أنواع القنابل والصواريخ. وقدمت هذه الطائرة على أنها أول «طائرة من دون طيار حاملة للقنابل «تنتجها إيران» وقادرة على اجتياز مسافات طويلة بسرعة كبيرة». ويتوقع ان تدشن ايران في الايام المقبلة ايضا انتاج زوارق سريعة من طراز «سراج» و«ذو الفقار» مجهزة بقاذفة صواريخ.
وقال صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع كيريينكو، «رغم كل الضغوط والعقوبات والصعاب التي فرضتها دول غربية نشهد الان بدء تشغيل أكبر رمز لأنشطة إيران النووية السلمية»، شاكرا «روسيا لمواكبتها الشعب الايراني»، ومعلنا بدء عملية شحن مفاعل بوشهر بـ165 قضيبا من الوقود النووي الروسي. وقامت روسيا بأعمال التصميم والبناء لمفاعل بوشهر الايراني وستزوده بالوقود ثم تتسلم قضبان الوقود المستنفد. كما اعتبر صالحي أن تدشين المحطة «رمز للطابع السلمي» للبرنامج النووي الايراني.
وردا على سؤال حول جهود ايران للتخصيب محليا، قال صالحي «لم نكن ننوي تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة لكننا لم نتلق ردا ايجابيا» من الغربيين، واضاف «لهذا السبب بدأنا هذه العملية. لكننا لا ننوي انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة الى ما لا نهاية. سنفعل ذلك طبقا لحاجاتنا».
من جهته، قال كيريينكو «يقدم بناء المفاعل النووي في بوشهر مثالا واضحا على أن أي دولة يجب أن تحظى بفرصة الاستفادة من الاستخدام السلمي للذرة ما دامت قد التزمت بالتعهدات الدولية القائمة وكان هناك تواصل فعال ومنفتح لها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.» كما اشار الى الطابع «الدولي» للمحطة «الموضوعة تحت رقابة المنظمة الدولية للطاقة الذرية» والتي شاركت في صنع معداتها «اكثر من عشر دول» اوروبية واسيوية لم يسمها. ووقعت روسيا وإيران السبت الماضي، 3 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون النووي. واتفق البلدان على إنشاء شركة مشتركة لرفع نسبة التعاون في المحطات النووية بما في ذلك بوشهر، وذلك لضمان استخدام الطرفين للمنشأة بطريقة آمنة.
أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية فأعلنت من فيينا أنها قامت بمعاينة مفاعل بوشهر بشكل منتظم. وقال المتحدث باسمها، ايهان افرينسل «تتخذ الوكالة اجراءات التحقق المناسبة وفق نظمها الراسخة للضمانات.»
أميركيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، داربي هولاداي، ان قيام روسيا بتسليم ايران الوقود اللازم لتشغيل مفاعل بوشهر «يؤكد ان ايران ليست بحاجة لامتلاك قدرات خاصة بالتخصيب لو كانت نواياها سلمية»، مضيفا «ان مفاعل بوشهر مخصص لتوفير طاقة نووية ذات استخدام مدني ولا ننظر اليه على انه يحمل مخاطر انتشار» للسلاح النووي لانه «سيكون خاضعا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولان روسيا هي التي تؤمن الوقود الخاص به وتستعيده بعد استخدامه». لكنه قال إن ذلك لا يعفي النظام الايراني من «مسؤولياته الاكبر» تجاه الوكالة الذرية.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلي، يوسي ليفي، في بيان، إنه «ليس مقبولا على الاطلاق ان ينعم بلد ينتهك بشكل صارخ قرارات مجلس الامن (التابع للامم المتحدة) وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي بثمار استخدام الطاقة النووية»، مضيفا «يجب على المجتمع الدولي زيادة الضغوط لاجبار ايران على الالتزام بالقرارات الدولية ووقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وانشاء مفاعلات.»