الفصائل الفلسطينية تتفق على استبعاد انعكاس استحقاق المفاوضات على لبـنان

لا يأتي ملف استئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الثاني من ايلول المقبل في اولويات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، ويكاد ان يكون الامر محصوراً على طبقة من السياسيين والمحازبين في المنظمات والحركات الفلسطينية المختلفة اصلاً حول هذا الملف.

ولا يعتبر اغلب الفلسطينيين الذين يقدمون الملفات المعيشية والحياتية وفرص العمل والعلاج وحق العودة على ما عداها، ان ثمة جدوى من تلك المفاوضات في ظل استمرار اختلال موازين القوى لمصلحة العدو الاسرائيلي والانحياز الفاضح لما يسمى بالمجتمع الدولي.

ولكن القوى السياسية الفلسطينية وعلى الرغم من التباينات الحادة بينها، تجمع على منطق واحد وهو حماية استقرار وأمن مخيمات اللاجئين في لبنان ومنع أي محاولة لعكس الخلاف السياسي على الارض وتحديداً حركتي «حماس» و«فتح».

ويؤكد عضو قيادة الإعلام المركزي في حركة «فتح» احسان الجمل، بأن السلطة الفلسطينية ذاهبة الى المفاوضات على اساس التأكيد على المبادئ والثوابت الفلسطينية وفي مقدمها حق العودة ووقف الاستيطان وبناء الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ويقول إن الخلاف الفلسطيني الفلسطيني حول استئناف المفاوضات ليس جديداً على الساحة الفلسطينية.

لكنه لا يرى انعكاساً سلبياً للخلاف على مخيمات لبنان «التي نتمسك جميعاً بسلمها الاهلي»، مؤكداً بان الساحة الفلسطينية محصنة وبأن الحركة حريصة كل الحرص على الاستقرار الأمني والاجتماعي في المخيمات.

من جهته، يؤكد عضو القيادة السياسية لحركة «حماس» جهاد طه، ان موقف «حماس» من المفاوضات المباشرة واضح وثابت وان الحركة تدين القرارات كافة التي تدعو الى المفاوضات المباشرة، «لذلك نؤكد بأننا غير ملزمين بنتائج هذه المفاوضات، لانها لا تمثل شرائح الشعب الفلسطيني كافة». ويستبعد ان تصل الخلافات والتباينات حول المفاوضات الى مرحلة الصدام في المخيمات، لأن النسبة الكبيرة من الفصائل الفلسطينية ترفض المفاوضات المباشرة.

ويؤكد عضو قيادة لبنان في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ابو عبد الرشدي، بأن المفاوضات المرتقبة لن تؤدي الى اي نتيجة، وبالأخص اللاجئين في ظل اختلال موازين القوى.

ويستبعد ان يكون هناك انعكاسات على الواقع الفلسطيني في مخيمات لبنان جراء الاختلاف حول المفاوضات لا سيما مع وجود حرص فلسطيني شامل على منع اي توتر في المخيمات.

ويصف عضو اللجنة المركزية في «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» ابو بشار المفاوضات بالعبثية ويقول: ان قبول السلطة الفلسطينية للمفاوضات قد جاء نتيجة إملاءات وضغوط اميركية اسرائيلية لذلك فان نتائجها لن تعود بأي مكاسب للفلسطينيين. ويضيف: ان وضع مخيمات لبنان هادئ ولا اعتقد ان الخلاف السياسي سينعكس على الفلسطينيين في لبنان.

ويشير عضو قيادة «حركة الجهاد الإسلامي» ابو سامر، الى أن نهج المفاوضات هو نهج تصفوي للقضية الفلسطينية ولذلك ينبغي التصدي لخريطة المفاوضات التي لن تجلب شيئاً للفلسطينيين. ويؤكد «باننا استطعنا في مرات سابقة ان نجنب الساحة اللبنانية الارتدادات» الفلسطينية.