«الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية»: يسعى لتمكينها.. مهما ثقلت الضغوط

يصعب على رئيسة «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية» آمنة جبريل وصف الحالة التي تسود حياة المرأة الفلسطينية داخل مخيمات الشتات، علماً بأنها ترى أن «وضع المرأة داخل المخيمات لا ينفصل عموما عن وضع كل فلسطيني يعيش داخل المخيّم».
والمرأة الفلسطينية، بنظر جبريل، هي «من تقاسي معاناة مزدوجة كونها لاجئة وأنثى، فتعاني الاضطهاد الاجتماعي والتقاليد والعادات وكل الموروث». رغم ذلك، تؤكد جبريل أن المرأة الفلسطينية استطاعت الوصول الى مستويات هامة على صعيد المشاركة السياسية وصنع القرار.
من هنا، تكمن أهمية الاتحاد الذي تصفه جبريل بأنه «قاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية وإطار يمثل النساء الفلسطينيات في الداخل والشتات».
تأسّس الاتحاد في العام 1965، وعقد في السنة ذاتها مؤتمره الأول في القدس المحتلة. وبعد نكسة العام 1967، اجتهد حتى أُسّس مقرًّا له في لبنان في العام 1972. ومنذ تلك اللحظة، يعمل الاتحاد بهاجس أساسي: «تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطينية». أما الهدف الثاني الذي ينشده فهو تعزيز قدرات المرأة، تنميتها، تأهيلها وتمكينها من المشاركة السياسية، من أجل تحسين وضعها كامرأة في كا أماكن وجودها».
وتشرح جبريل أهمية الاتحاد على مستوى البرامج والمشاريع الذي ينفذّها: «الهدف أن تكون المرأة منتجة في المجتمع ومتساوية مع الرجل من ناحية الحقوق».
يعمل الاتحاد أساساً مع النساء والأطفال داخل المخيمات، وكان قد نظم خلال شهر رمضان 16 إفطارًا خيريًّا على صعيد المخيمات، كما قدّم مساعدات لحوالى 350 عائلة محتاجة، بأموال التبرعات الذي يؤمنها أصدقاء الاتحاد، كما قدّم كسوة العيد لحوالى 120 طفلاً يتيماً، وأمّن المساعدة لمرضى السرطان، ومرضى غسل الكلى والكبد، وذوي الحاجات الخاصة.
وتلفت جبريل الى أن عمل الاتحاد يتضمن «مجموعة برامج في رياض الأطفال والحضانات الموزعة على المخيمات والتجمعات كافة، حتى نتمكن من حل مشكلة عدد كبير من النساء العاملات ضمن المخيمات». ويتمّ تجهيز الرياض وتدريب العاملات فيها بالتعاون مع منظمة «اليونيسف» وجمعية «التعاون».
وتتوقف جبريل عند ما تعتبره أهم مشاريع الاتحاد، وهو «برنامج القروض» الذي يحاكي حياة العائلات الفقيرة والمحتاجة.
وكان المشروع قد انطلق في العام 1997، بالتعاون مع منظمة «اليونيسف»، بهدف إيجاد فرص عمل للعائلات المحتاجة والفقيرة في مشاريع اقتصادية صغيرة. وتشرح جبريل أنه يتمّ تقديم القرض للعائلة كي تستثمره في مشروع معيّن، على أن يسترد المبلغ بعد فترة لا تقلّ عن العشرة أشهر. وتؤكد أن البرنامج لا يبغي الربح.
وبالإضافة الى التعاون مع «اليونيسف»، يعمل الاتحاد أيضّا ضمن البرنامج ذاته بالتعاون مع «جمعية العون الطبي البريطاني»، على مساعدة اللاجئين في مدينة صور. وترى جبريل ان برنامج «القروض» يساعد على «تعزيز ثقة الناس بأنفسهم، والعمل بكرامة من دون الحاجة إلى الآخرين».
ومن بين مشاريع الاتحاد، تذكر مشروع تحسين أسلوب حياة العائلات الفلسطينية، من خلال تأمين حاجات المنزل، أو قروض للجامعات والمدارس، الى تأمين إقامات لفاقدي الأوراق الثبوتية.
وتشرح جبريل أن الاتحاد، عبر مشاريع أخرى، يحاول أن يحسّن وضع الشباب داخل المخيمات. لذلك، «أقام الاتحاد بالتعاون مع «أطفال لاجئي العالم» و«الاتحاد الدولي للمعوقين» عدة برامج لتحسين أوضاع الشباب ومســاعدتهم على التخلص من الضغوط التي يواجهونها».
وتلفت الى مشروع «مجموعة المكتبات العامة»، وقد تأسست بالتعاون مع «اليونيسف» وجمعية «التعاون» ومؤسسة «هاني القدومي». وترى أن هذه المكتبات تمثّل «منبرًا للشباب والطلاب الجامعين، للاستعانة بالمراجع المتوافرة وتعلّم اللغات».
وتتابع جبريل: «ان الاتحاد أطلق مؤسسة الرعاية والتنمية الأسرية، منذ حوالى 10 سنوات، التي تعمل على خدمة الحالات الصعبة والمحتاجين، بالإضافة الى مشروعين يهدفان إلى تمكين النساء، ومشروع «العنف ضد المرأة»، بالتعاون مع «جمعية المساعدات النرويجية». ولدينا مشروع «العلاج الفيزيائي للأطفال المعوقين»، حيث هناك مركز في مخيم عين الحلوة، يستقبل 170 طفلاً معوّقاً، تحت إشراف طبيب اختصاصي في العلاج الفيزيائي يشرف على علاجهم».
وتختم جبريل عرضها لنشاطات الاتحاد بالتوقف عند مشروع تنفذه بالتعاون مع «جمعية العون الطبي البريطاني»، ومحوره «مهارات التفكير الإبداعي». انتهت مرحلته الأولى، وهو يهدف الى «تمكين المربيات من التزوّد بمعارف ومهارات جديدة».
تلك نماذج عن بعض المشاريع الذي يطلقها الاتحاد الذي يستهدف بعمله، خاصة، المرأة والشباب. وتؤكد جبريل «اننا لا ندّعي القدرة على حلّ مشكلة المرأة الفلسطينية، ولكننا من خلال البرامج والمشاريع، أوجدنا فرص عمل للعديد منهن».
ومع ذلك، لا تنكر أن «جهود الجمعيات غير كافية في ظل وجود نسبة عالية من البطالة والفقر داخل المخيمات»، وأن «الفلسطيني أرجلاً كان أم امرأة، نسج حياته بين ألم الهجرة وحلم العودة الى أرضه المحتلّة».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]