الأوضاع في المخيمات الفلسطينية بين حدَّيْ "المصالحة" و"التفجير"

توصلت المعالجات التي تجريها الأطراف الفلسطينية واللبنانية الى تهدئة الأجواء في مخيم عين الحلوة بعد الحوادث التي شهدها مؤخرا بين مجموعات مسلحة، في حين تحدثت مصادر سياسية لبنانية مطلعة عن أن البعثات الديبلوماسية الغربية تولي اهتماما بالغا لأوضاع المخيمات الفلسطينية في الاونة الأخيرة لا سيما ما يحصل بداخلها على المستويين الأمني والعسكري في حين يستمر السؤال عن المجموعات الاصولية التي تتخذ من تلك المخيمات مقرا لها كما يجري السؤال عن آخر ما توفر لدى الأجهزة الأمنية من معلومات حولها.

وابدت المصادر السياسية اللبنانية المطلعة والمتابعة لملف المخيمات مخاوفها من "معاودة تركيز التقارير الغربية على الأوضاع داخل المخيمات وسط الحديث عن ظهور اسلحة جديدة بين أيدي المقاتلين الفلسطينيين في المخيمات لاسيما مخيم "عين الحلوة" إضافة للتشكيلات التي تجريها المنظمات الفلسطسينية لقيادييها المحليين خصوصا تلك المتعلقة بحركة فتح وما جرى الحديث عنه من استبدال مفوضها العام في لبنان سلطان أبو العينين إما لتسليمه مهام جديدة في رام الله أو إقالته من منصبه لأسباب سياسية".

واشارت المصادر في هذا الصدد الى أن "تلك التشكيلات ليست بعيدة عما ينتظر على المستوى العربي من تحريك للملف الفلسطيني خصوصا بعد التحسن الملحوظ في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسوريا والمساعي التي تبذلها الأولى لرأب الصدع في العلاقات السورية - المصرية التي يشكل الملف الفلسطيني أحد أهم نقاط التوتر فيها وذلك قبل انعقاد القمة العربية في ليبيا في نهاية شهر آذار المقبل".

وأعربت المصادر نفسها عن خشيتها "من تفجّر الوضع في المخيمات الفلسطينية إذا لم تنجح المساعي العربية في إبرام الإتفاق على ورقة المصالحة المصرية والتي وقعتها حركة فتح وحدها"، في حين اشارت هذه المصادر الى أن "جهات عربية وفلسطينية نجحت في بلورة صيغة مقبولة لدى جميع الأطراف، تسمح لحركة "حماس" بالتوقيع على الورقة قبل القمة في ليبيا" من دون أن تكشف عن طبيعة هذه الصيغة، مؤكدة أن "الاتفاق بين فتح وحماس سيخفف من احتمالات الانفجار في المخيمات بنسبة 90 % كما سيقطع الطريق على باقي الأطراف الموجودة والتي تفرخ كالفطريات داخل المخيمات للإصطياد بالماء العكر، وبالتالي تصبح قدرة الأجهزة المعنية أكبر في ضبط أية محاولات لتعكير الأمن في المخيمات وقطع دابر تأثيرها على المحيط خارجها".

وتعتقد المصادر أنه "مثلما كان للإنفراج الكبير الذي شهدته العلاقات السعودية - السورية من تأثيرات قوية على مسار الأحداث في لبنان لا سيما بين المتنازعين فيه، فإنه ولا شك سيكون له تأثير ايضا على الملف الفلسطيني وتحديدا على المخيمات في لبنان لأن إهمال هذا الأمر سيكون كمن يسد ثقبا ليفتح ثقبا اكبر وهو ما لايتحمله البلد"، مشيرة الى أن "سوريا هي الوحيدة القادرة على معالجة هذا الملف نظرا لخبرتها الطويلة في المخيمات وتشكيلات المنظمات فيها".

» المخيمات الفلسطينية في لبنان تحتفل بذكرى انطلاقة حركة "فتح"
» تحالف القوى الفلسطينية انتقد تراجع خدمات "الاونروا" في المخيمات
» المخيمات الفلسطينية 15 "غيتو" 3 منها دمرت
» بحث الأوضاع الإنمائية والخدماتية داخل المخيمات الفلسطينية
» حزب الله على خط المصالحة الفلسطينية واتجاه لتفعيل لجنة الطوارئ المشتركة لضبط الوضع في المخيمات الفلسطينية