النشرة :انهيار حلف المواجهة المسيحية وجنبلاط يتحضّر لطرح دُفعة جديدة من الحقوق الفلسطينية

بعد اكثر من 62 عاما على طي الملف، فتحه وليد جنبلاط من دون استئذان تحت قبة البرلمان، فأقرّت حقوق مدنية لم تكن الأوساط الفلسطينية تتوقعها بهذه السرعة وبهذا الاخراج. حينها حكي عن اجماع لبناني لمنح الحقوق وبعدها عن تمرير صفقات من تحت الطاولة... أشيع أن هذه الحقوق لا تضر بالمصلحة اللبنانية ثم قيل أنّها حلّت على حساب اللبنانيين... معمعة أوجدت عن قصد لتمرير تسويات وصفقات كبرى ويبقى أخطر ما يُطبخ اليوم أميركيا في واشنطن حيث من المتوقع أن تنعكس مجريات الأمور هناك على ارضنا، على حساب حقوقنا وكياننا اللبناني.
في الأمس نُقل من واشنطن أن المفاوضين وراعي المفاوضات أبدوا ارتياحهم لما تم اقراره لبنانيا من حقوق واضعين ايّاها في اطار "المُسهّل لانجاح المفاوضات"، كلام يتلاقى واشادة نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون بقرار الحكومة اللبنانية اعطاء حقوق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان والذي سبق أن لفت الى أن "هذه ليست سوى خطوة صغيرة طال انتظارها على طريق اعطاء الجنسية للفلسطينيين وتوطينهم في لبنان." تحليل بسيط للمعطيات يؤكد انّ الوقت حان لتمرير الصفقة على حساب لبنان والفلسطينيين.
هذا دوليا أما داخليا، فابرز المستجدات اعلان وزير الدولة وائل ابو فاعور ان "قضية انصاف الفلسطينيين واعطائهم حقوقهم لم تنته وقريبا سيكون هناك نقاش آخر حول مسألة حق التملك للفلسطينيين" لافتا الى ان "هناك صيغا متعددة يتم تدارسها ونعكف على مناقشتها في اللقاء الديموقراطي مع عدد من المهتمين والمختصين وسنتقدم باقتراح قريبا. ونحن لا نريد لحقوق الفلسطينيين ان تكون مادة لصراع داخلي بين اللبنانيين، بل نريد لاي مطلب يقر ان يقر من ضمن توافق اللبنانيين وهذا ما سنسعى اليه".
هذا وأفادت مصادر "التقدمي الاشتراكي" أن "الحزب يدرس جديا اعادة طرح ملف الحقوق الفلسطينية في جزئه الثاني في الظرف والتوقيت الملائمين" لافتة الى أنّه "يسعى جديا لتمرير دفعة جديدة من الحقوق من ضمنها حق التملك".
وقالت المصادر لـ"النشرة":" مستمرون حتى النهاية في الاصرار على تنفيذ مطلبنا التاريخي... نحن لا نبحث عن استثمار سياسي للملف فرئيس الحزب أول من بادر لطرحه مؤخرا ولو لم يفعل لكان الملف لا يزال في الأدراج."
مسعى بعض فرقاء الداخل لاعطاء "الحقوق لأصحابها" كما يحلو لهم القول، قابلته مؤخرا مواجهة شرسة اتخذت طابعا مسيحيا اذ عارض "التيار الوطني الحر" وحزب "الكتائب" جملة وتفصيلا مجرد طرح فكرة اعطاء المزيد من الحقوق للفلسطينيين وعلى رأسها حق التملك الذي وضعاه خارج دائرة النقاش.
اليوم فرّقت السياسة من اجتمعا للدفاع عن الكيان اللبناني والجسم المسيحي المتلاشي، بعد حديث العماد عون العالي النبرة من نابيه والذي طال حزب الكتائب أكّدت مصادر الفريقين لـ "النشرة" أن التواصل بين التيار والحزب والتنسيق لقطع الطريق على تمرير مزيد من الحقوق للاجئين انقطعا... فهل تمر المؤامرة والزعماء المسيحيون منشغلون بخلافاتهم السطحية؟ هل يُدفع الوطن للانتحار والمسيحيون نائمون؟؟