الميثاق الوطني .. وحق العودة * عرفات حجازي

تأكد للسلطة الفلسطينية ومن ورائها اسرائيل ان الغاء الميثاق الوطني الفلسطيني لم يستطع الغاء حق العودة من ضمير كل فلسطيني سواء كان لاجئا او مقيما مما دفع بالسلطة واسرائيل الى ان تضغطا اكثر على الغاء حق العودة فجاءت اتفاقية جنيف التي اكدت كل الدراسات بانها اخطر الاتفاقيات على القضية الفلسطينية لانها في حقيقة الامر جاءت تجسيدا للتطلعات الاسرائيلية والاكثر تنكرا للحقوق الفلسطينية واعطت اليهود اكثر مما كان يحلم به مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هيرتسل واكثر مما كان يعمل له مؤسس الدولة الاسرائيلية بن غوريون فهذه الاتفاقية تدعو بكل صراحة الى اجبار الفلسطينيين على التخلي عن حقوقهم التاريخية غير القابلة للتصرف بشكل نهائي وبشكل يبدو انه طوعي وشرعي.

والذي لا بد ان يدركه المفاوض الفلسطيني بأن لاسرائيل هدفا واحدا في مخططاتها الصهيونية دائما ، هو معلن وغير معلن وهو التخلص من الشعب الفلسطيني وكذلك رفض كل اشكال حق العودة للفلسطيني.. وهذا ما تؤكده جرائم التهجير والطرد الجماعي للفلسطينيين من اراضيهم وبيوتهم ، بما فيها مخططاتهم لطرد الرئيس الفلسطيني ابو مازن كما فعلوا في السابق عندما تخلصوا من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي رفض كل اشكال اسقاط حق عودة الفلسطيني من وطنه مما كان الخلاص منه بابشع وسيلة حصار قذرة انتهت بقتله مسموما دون ان يجرؤ احد ممن حوله على ان يطالب بتشكيل لجنة تحقيق لفضح اساليب الابادة الصهيونية،،.

"الترانسفير"

ومن الامور الثابتة للمخطط الصهيوني هو عمليات التهجير او ما يدعى "الترانسفير" ومن اهم رواده ومشجعيه بن غوريون ، وبيغن ، وزئيفي ، وشارون ولم يتخلوا عنه حتى اخر لحظة من حياتهم الا بعد ان تركوا من ورائهم مدارس مختلفة تحمل شعار "الترانسفير" للشعب الفلسطيني وقياداته. الا ان هناك شعبا لا يؤمن بالمفاوضات ولا يؤمن بالتعايش مع اسرائيل لان هؤلاء يؤمنون ان اليهود لا يمكن ان يتخلوا عن شرورهم ونواياهم بقتل كل الفلسطينيين لهذا فان الشعب الذي يتنامى بعقيدة ثابتة تؤكد ان حق العودة ملك شخصي للانسان وليس ملكا لمفاوض او لمؤتمر.

ومن هنا فان الشعب الفلسطيني يتمسك بحق العودة الى دياره بعدما جرى له من المآسي في كل مخيمات اللاجئين وهذا الحق هو الذي قاد الى قيام منظمة التحرير الفلسطينية في القدس عام 1964 ولن تستطيع اية منظمة تحرير فلسطينية حقيقية او مزورة الغاء هذا الحق بعد ان جرى التمسك به طيلة خمسين عاما ، لانه اصبح حلما راسخا يتمسك به كل لاجئ بل كل انسان فلسطيني حر جيلا بعد جيل.

الغاء حق العودة

لو استطاعت اسرائيل الغاء حق العودة للفلسطيني فانها ستبادر الى تحقيق مخططها في اقامة "الدولة اليهودية" التي تعني الدولة النقية اي الدولة التي لا يوجد فيها فلسطيني واحد وهذا الحلم اليهودي الذي سيبقى حلما بل كابوسا يؤرق صحو ومنام كل فلسطيني ، لانهم يعرفون ان كل فلسطيني ازداد ايمانا بان جذوره مغروسة في ارض فلسطين منذ دولة الكنعانيين العرب التي قامت على ارض فلسطين قبل ان يشهد العالم الديانة اليهودية وكذلك قبل ان تبزغ الشمس على اول مولود يهودي قبل الاف السنين.

التاريخ الفلسطيني

ولأن الحركة الصهيونية تقوم بحججها في الأصل حول التمسك بالقدس على أسباب تاريخية ولأنها حاولت وتحاول تزييف التاريخ وخداع العالم بأن تاريخ اليهود متصل بها منذ فجر التاريخ وأنهم أكثر الشعوب التي حكموها لأطول فترة من الزمان من أجل ذلك كان لا بد من عودة سريعة لتاريخ القدس الذي ينفي هذا التزوير وهذه الإدعاءات الباطلة المفتراة.

ولانه لا يجوز لأي فريق فلسطيني أو يدعي أنه فلسطيني أن يقيم أي اتفاق سلام مع إسرائيل وهي لا زالت تحتل شبرا من ارض القدس وفلسطين بل إن كل الأصوات الفلسطينية تطالب بوقف كل المحاولات التفاوضية مع إسرائيل إذا كان الهدف من ورائها تقديم المزيد من التنازلات على غرار ما حدث في أوسلو و غيرها من غرف المفاوضات ، فلا بد من أن نقدم شرحاً تاريخياً ووطنياً بانه لا يجوز إبقاء أي صلة مع الحكومة الاسرائلية التي لا تعرف حقيقة القضية الفلسطينية وكيف أن اليهود على مر التاريخ لم يثبتوا أن لهم حقا في أي موقع من أراضي القدس وفلسطين بل انهم اعترفوا بأنهم ليسوا أول من سكن فلسطين أو اخر من سكنها بل أنهم تركوها بمحض اختيارهم ولم يستطيعوا إثبات خرافة ارض الميعاد ولا خرافة الهيكل المزعوم بل إنهم هم أنفسهم الذين هدموا ذلك الهيكل.

وبهذا فانه لا يحق لليهود الاستيطان لا في القدس ولا في فلسطين وبناء على ما ذكر في المؤتمر اليهودي العام الذي عقد في باريس عام 1807 الذي صدر الإعلان بأنه ليس للأمة اليهودية الحق بالمطالبة بفلسطين وأنه يجب عليهم في سائر الأنحاء أن يلغوا أفكارهم وصلواتهم وكل ما له علاقة بالرجوع إلى فلسطين أو تأسيس الدولة فيها.

ومن هنا ، فاني ادعو المفاوض الفلسطيني الى أن يقرأ تاريخ الحركة الصهيونية والتاريخ اليهودي حول العالم اذا كان هذا المفاوض لا يرغب بدراسة تاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة حتى لا تضيع ارض الوقف الاسلامي بثمن بخس لحركات صهيونية هدفها الاول والاخير تدمير الحضارة الاسلامية المقدسة في فلسطين الطاهرة.

» ما بين نهر البارد .. واسطورة الجيش الذي قهروه! * عرفات حجازي
» الجبهة العربية الفلسطينية تشدد على ضرورة العودة إلى مواقف عرفات
» سهى عرفات:أبو مازن القائد الأكثر أمانة لخلافة عرفات ..وأعترف بأني ارتكبت خطأ في تصريحاتي بعد وفاة عرفات
» صور / الرفيق أبو رشاد يشارك فصائل العمل الوطني في نهائي بطولة ياسر عرفات
» السعودية: إصلاح النظام العربي لا يحتاج إلى تعديلات جوهرية في الميثاق