'محدث' إجماع عربي على ضرورة تقديم المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية التاريخ : 16/9/2010 الوقت : 14:15

'محدث' إجماع عربي على ضرورة تقديم المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية التاريخ : 16/9/2010 الوقت : 14:15
--------------------------------------------------------------------------------

القاهرة 16-9-2010 وفا- أجمع متحدثون في الجلسة العلنية الأولى لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، اليوم، على ضرورة تقديم مزيد من الدعم والمؤازرة للشعب الفلسطيني.

وأكد وزير الخارجية الصومالي يوسف حسن إبراهيم بصفته رئيس الدورة السابقة لمجلس الجامعة رقم 133 على ضرورة تقديم الدعم لشعبنا في مختلف المجالات.

وأوضح أن مجلس الجامعة يتابع تطورات المحادثات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، معربا عن أمله بأن يكون الوسيط الأميركي محايدا.

وتحدث وزير خارجية العراق هوشيار زيباري رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية تفصيلا عن الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني نتيجة التعنت الإسرائيلي وتهرب إسرائيل من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وقال: العراق مع ما تقرره السلطة الوطنية الفلسطينية بشأن المفاوضات المباشرة وعملية السلام، ونؤكد أن إسرائيل لديها الفرصة لإحلال السلام من خلال قبولها لمبادرة السلام العربية.

وأضاف: مازالت مبادرة السلام العربية مطروحة، ولن تبقى للأبد ومطلوب من إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة سواء في فلسطين أو جنوب لبنان أو الجولان السوري المحتل.

وعبر عن أمله بأن تتحقق المصالحة الفلسطينية قريبا ودون تأخير، وأثنى على الجهد المصري في هذا الجانب.

وأشار إلى أهمية عقد القمة العربية الاستثنائية في مدينة سرت الشهر المقبل، وأهمية تطوير منظمة العمل العربي المشترك.

من جانبه، استعرض أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى جدول أعمال الاجتماع والبنود الجديدة المدرجة لأول مرة، معربا عن بهجته لأنه يرى العراق يترأس الاجتماع، وأن يرى هذا البلد قد عاد لدوره المميز في الحركة العربية والعمل المشترك.

وقال إن اجتماع وزراء الخارجية العرب فرصة لبدء دراسة الخيارات العربية إزاء مختلف الاحتمالات فيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة خاصة إزاء احتمال استمرار الاستيطان.

وأضاف أننا نتابع مجريات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة التي انطلقت في سبتمبر برعاية أميركية وذلك في مناخ تشوبه الريب وعدم الثقة.

وتابع: إن سياسة 'هل من مزيد من تنازلات الجانب العربي انتهت'، وما يجرى فرصة أخيرة لإقامة السلام عبر الوسائل الراهنة، معتبرا أن الدبلوماسية العالمية مصداقيتها على محك، منوها إلى الجهد المصري في هذا الشأن.

وأكد موسى أنه لا يجب أن تترك فلسطين لمصيرها، وأن الدول العربية لن تترك الفلسطينيين وحدهم.

واستعرض موسى الجهود العربية في تسليط الضوء على البرنامج العسكري الإسرائيلي، مشيرا إلى نجاح الموقف الجماعي العربي المؤتمر محافظي وكالة الطاقة الذرية باستصدار قرار حول القدرات النووية الإسرائيلية.

وقال موسى إنه ستجرى مناقشة من قبل الوكالة حول تنفيذ هذا القرار، الأمر الذي يتطلب تحركا حثيثا لمتابعة هذا البند في الوكالة، حتى تنضم إسرائيل للمعاهدة وإخضاع منشأتها للتفتيش.

وأوضح موسى أن أهم ما يميز هذه الدورة ليس فقط كثافة أعملها التي تضم 9 بنود جديدة، ولكن أيضا لكونها سوف تعد للقمة العربية الاستثنائية المزمع عقدها في سرت بالجماهيرية الليبية.

ولفت إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد عددا من القمة العربية أهمها القمة العربية الاستثنائية التي تناقش وثيقة تطوير العمل العربي المشترك استنادا إلى المبادرتين العربية والليبية.

وأشار إلى أن الأمانة العامة أعدت ورقة عن الخطوات المقترحة لإنجاز هذا المشروع والعناصر التي تحوز إجماع كافة الدول.

وأوضح أن القمة ستناقش أيضا رابطة الجوار الإقليمي، لافتا إلى الصدى الذي أحدثته، والاتجاه العام المرحب بها، باعتبار أن الجوار الإقليمي يشكل فضاء مشتركا يوجد فيه العديد من القضايا والاهتمامات المشتركة و المياه، والهجرة، والأمن والاستقرار.

وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية من خطورة أصوات المتطرفين التي ارتفعت وتأجج نيران الكراهية بين الديانات والثقافات خاصة ضد الدين الإسلامي الحنيف.

واعتبر موسى أن قرار الولايات الأميركية إنهاء العمليات العسكرية في العراق في نهاية أغسطس الماضي تطور مهم يشكل تحديا للقوي السياسية في العراق في الأخذ بزمام الأمر والتحرك نحو العراق الجديد الذي يقوم على تفعيل القدرات العراقية من القدرات العراقية، ليكون العراق جزء رئيسا من المجتمع العربي الإسلامي.

وفيما يتعلق بالسودان، قال موسى إننا نقف مع وحدة السودان، ونقف صامدين لصيانة هذه الوحدة، كما نتطلع أن يجرى الاستفتاء الخاص بتحديد مصير الجنوب في بيئة آمنة، وأن يتم وضع ترتيبات التعامل مع نتائجه، مما يتيح التعاون المشترك في أطر مقبولة بالنسبة للوضع المستقبلي الذي سينتج عن الاستفتاء.

وفيما يتعلق بالصومال، قال إنه لا يزال يعيش حالة صعبة رغم الجهود والمبادرات التي تقوم بها الجامعة العربية لمعالجة حالة الانهيار والدفع بجهود إعادة بناء الدولة الغائبة منذ 20 عاما.

وفيما يتعلق بجزر القمر، بين أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي في 16 يونيو الماضي لتنظيم الانتخابات هناك، يشكل خطوة هامة.

من جانبه، استعرض رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' فليبو غراندي، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع، صورة الوضع الصعب في المخيمات الفلسطينية داخل فلسطين والشتات، والظروف المادية الصعبة للوكالة.

وعرض في تقرير مفصل تلاه أمام وزراء الخارجية العرب، المساعدات التي تقدمها 'الأونروا' للاجئين، مطالبا بمزيد من الدعم العربي للوكالة.

وعبر عن عميق شكره للدول العربية ولسكرتارية جامعة الدول العربية لدعمهم المتواصل للأونروا وللاجئين المستفيدين من خدماتها.

وناشد القادة العرب تعزيز مستوي الدعم المقدم للاجئين في فترة تمر بها الأونروا بأزمة مالية خانقة وغير مسبوقة، مشيرا إلى أن المؤسسة الدولية تواجه عجزا ماليا هذا العام تعدي 80 مليون دولار أمريكي وتتوقع عجزا ماليا خلال العام القادم.

وفي معرض شرحه لأوضاع وخدمات الأونروا في الأقاليم الخمس (سوريا، الأردن، لبنان، قطاع غزة والضفة الغربية والتي تشمل القدس الشرقية) شدد المفوض العام على التحديات التي تواجه الأونروا واللاجئين على حد سواء.

وشدد غراندي على أن قضية اللاجئين وعمل الأونروا مرتبطان بالمصالح الحيوية لدول الشرق المتوسط حاثا الزعماء العرب على توفير الأونروا بالدعم السياسي والمالي المطلوب من أجل إيفاء المنظمة لدورها.

وأضاف أن 'الأونروا تعبر عن عظيم امتنانها للدعم المتواصل وعلى مدى العقود الماضية، ولكننا لا نستطيع تجنب حقيقة مفادها أن الكثير من العمل والجهد ما زال مطلوبا لمواجهة التحديات التي تواجه الأونروا واللاجئين الفلسطينيين'.

وكانت اجتماعات الدورة 134 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري بدأت، اليوم، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.

وحضر الاجتماعات، التي تستمر يوما واحدا، الأمين العام للجامعة العربية، ورأس وفد فلسطين في الاجتماع وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، ورئيس وإدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية السفير تيسير جردات، وسفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية السفير بركات الفرا، والمستشار بمندوبية فلسطين ميساء هدمي، والسكرتير أول بالمندوبية تامر الطيب عبد الرحيم، والسكرتير ثان آسيا الأخرس.