صبرا وشاتيلا ... لا غفران ولا نسيان
بقلم / أبو المعتصم عبد الله
إنها جريمة بحق الإنسانية ... جريمة يندي لها الجبين ... جريمة أبكت الحجر والشجر ولم تبكي عيون البشر في هذا العالم الظالم المنحاز للجاني ضد الضحية ... عالم مات ضميره وغاب العدل فيه وسادت شريعة الغاب ...
أشلاء تتناثر في السماء ... تتطاير كالفراشات ... ودماء تنزف شلالا وانهارا لتروي الأرض العطشى لتنبت ثورة ... لحم الأبرياء والضحايا تمضغه أنياب بلدوزرات وجنازير دبابات حاقدة غاشمة ... وجثث ملقاة في كل مكان ... ورائحة الدم والبارود تفوح في المكان ... إنها المجزرة البشعة ... إنها صبرا وشاتيلا ...
إنهم وحوش بشرية لا تعرف رحمة ولا إنسانية ... وحوش اجتاحت المخيم تتلذذ بالقتل والذبح والتدمير ... مجرمون بقروا بطون النساء بالسكاكين وقتلوا الأجنة في بطون أمهاتهم ... ولاحقوا برصاصهم الفارين من الموت فأجهزوا عليهم ... قتلوا الأطباء في المستشفيات واعدموا الجرحى ودمروا كل شيء في المخيم ... إنهم عصابات الإرهابي شارون وعملاء العدو الصهيوني ...
إنها مجزرة فاقت ببشاعتها كل تصور ... إنها بربرية وهمجية الاحتلال وعصابات الإجرام الحاقدة ... إنها مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا .... دموع اختلطت بالتراب والدم ... دموع امتزجت باللحم والعظم ... ودم خضب الأرض وكساها باللون الأحمر القاني ليثبت للعالم اجمع أن الدم والروح ليس بأغلى من الوطن ... فالوطن اغلي من أي شيء .. وفي سبيله يهون كل شيء ...
لاجئون مشردون من وطنهم لا حلم لهم إلا العودة إلي ديارهم ... فتلاحقهم في منفاهم أياد الغدر والجريمة لتقتلهم وتغرقهم بدمائهم ظنا منهم أن يموت الحلم ... قتلوهم ولكن لم ولن يقتلوا الحلم فينا حلم العودة ومعانقة ارض الوطن فلسطين ... انه حلم الشهداء الذي ارتوي بالدماء الطاهرة لينبت صمود وتحدي وإصرار وأمل وحرية ...
إنها سياسة ونهج العدو الصهيوني ... فمخيمي صبرا وشاتيلا لم يكونان أول المجازر الصهيونية ... بل سبقها مجازر كثيرة منها دير ياسين وكفر قاسم وبحر البقر والكثير الكثير ... ولم تكن أخرها فهو احتلال غاشم يعيش علي دم الأبرياء وعلي الحروب والإجرام ... وتوالت مجازره الإرهابية ولم تتوقف لحظة ... وجريمة حرب غزة ' الرصاص المصبوب ' لا زالت تنزف ولم ولن تكون الأخيرة ... فالعدو ينتهج نهج إجرامي وحرب إبادة ضد شعبنا ...
مجزرة راح ضحيتها أكثر من اثني عشر ألف فلسطيني لاجئ برئ لا ذنب لهم إلا أنهم فلسطينيين ... صبرا وشاتيلا ... عنوان للإجرام الصهيوني والتخاذل العالمي والصمت العربي ... فها هم الجناة لازالوا يصرون علي إجرامهم ... سفاحون بشر ارتكبوا القتل والدمار بدم بارد ... فلم يتم محاكمة الجاني بل زاد الإجرام ضد الضحية ... فهاهي الذكري تمر والدم لا زال ينزف من خاصرة المخيم ومن قلب كل فلسطين ... وسيظل نازفا ما دام هناك احتلال ...
ففي ذكري مرور 28 عام علي مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا ستبقي الذاكرة حية ... لا غفران ولا نسيان ... رحم الله الشهداء ... وستبقي دماؤهم نورا للثوار ونارا تحرق الأعداء ... وحسبنا الله ونعم الوكيل ...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]