أبراش: نتنياهو مهتم بالحفاظ على حكومته أكثر من المفاوضات.. والمعارضة العربية والفلسطينية لا تملك بديلا عنها

قال الدكتور إبراهيم أبراش المحلل السياسي الفلسطيني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، إن المفاوضات المباشرة أتت بناء على أوامر وطلبات أمريكية لتحقيق مصالحها، وليس مرحلة نضوج سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين .

و أوضح أبراش فى حوار لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء "، بأنه من وجه النظر الأمريكية، نجحت المفاوضات لأنها استطاعت ان تجلس الطرفين "الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" على طاولة واحدة بغض النظر عن أي نتائج، وهنا المكسب الأمريكي بأنها لم تخسر ملف الشرق الأوسط ولا يزال لها حضور فى العملية السياسية.

وأردف قائلا :" لكن على مستوى قدرة هذه المفاوضات على إنجاز عملية السلام، الوقت لا يزال بعيد جداً والوضع على حاله فى الأراضي الفلسطيني، وزاد الموقف الإسرائيلي تعنتاً، والموقف الفلسطيني على حاله من ناحية التمسك بالثوابت الفلسطينية ، وإسرائيل تهرب إلى الأمام بمزيد من الشروط التعجيزية ، مثل الاعتراف بيهودية الدولة".

وتابع "وبالتالي الحصيلة فقط ان المفاوضات عادت مجدداً فقط، دون نتائج على أرض الواقع ترضى الفلسطينيين، أو يكون هناك تجميد ووقف للاستيطان، لان ذلك سيعتبر تنازل إسرائيلي من وجهة نظرهم وكذلك المعارضة وبعض الأحزاب الدينية الإسرائيلية, ونتنياهو بالنسبة له الحفاظ على حكومته أهم من نجاح المفاوضات ،و بالتالي هو على استعداد لان يضحى بكل المفاوضات من اجل الحفاظ على إتلافه الحكومي".

وأضاف أنه يجب أن ننوه للفرق بين المفاوضات وعملية التسوية، لأن المفاوضات عبارة عن جولات سواء نجحت أو فشلت لا يعنى ذلك فشل لنهج التسوية، ويمكنها ان تفشل كما فشلت جولات لمفاوضات سابقة, وأنه وبالتالي إذا فشلت هذه الجولة مع استمرار نهج التسوية والتفرد الأمريكي لها، سيتم البحث عن جولة جديدة من عملية التفاوض.

وقال "من هنا طالما لا يوجد بديل للتسوية الأمريكية فإن المفاوضات ستستمر بأي شكل سواء فشلت أو لم تفشل فسيعود المفاوضين طالما لا يوجد بديل، فالفلسطينيون لا يملكون بديل عن المفاوضات ، ولا العرب أيضا وحتى المعارضة العربية والفلسطينية للمفاوضات لا تمتلك بدائل ، فهي تعارض المفاوضات ولكن لا تطرح أي بديل إلا مجرد شعار لا قيمه له على أرض الواقع، حينما تقول" أن بديل المفاوضات هى المقاومة"، وهذا ليس أسلوبا أو فى التعامل السياسي, لذا يجب ان نميز ما بين التسوية والمفاوضات وما يطرح من بدائل، فالمفاوضات كما قلنا قد تتعثر أو تؤجل وهذا ليس معناه فشل عملية التسوية الأمريكية طالما أنها اللاعب الوحيد بالمنطقة".