العنف المنزلي وسبل مواجهته.. في محاضرة للدكتور بسام المحمد
كمساهمة من نقابة الصيادلة في حمص في كسر حاجز الصمت حول "العنف بين أفراد العائلة"، وغياب الحديث عنه بحجة "العيب والحفاظ على سرية العلاقات العائلية"، جاءت المحاضرة التي أقامتها اللجنة الاجتماعية في النقابة، وقدمها الدكتور بسام المحمد الذي بدأ الحديث عن تعريف العنف قانونا.
فهو: أي فعل مقصود أو غير مقصود يسبب معاناة جسدية أو نفسية أو جنسية للآخرين.
وبالتالي فإن العنف المنزلي هو العنف عندما يكون في إطار العائلة؛ وهي مجموعة الأشخاص الذين يعيشون في بيت واحد، أو عدة بيوت لها مظهر البيت الواحد في إدارة الأسرة.
قد يمارس هذا العنف ضد المرأة أو الطفل أو المسن أو المقعد. ولكن ضحايا العنف العائلي الأكثر شيوعاًهما المرأة والطفل. ويمكن أن يكون الرجل ضحية العنف العائلي أيضاً. والرجل ضحية هذا العنف قد يكون خجولاً، أو يحب زوجته كثيراً ولا يستطيع أن يستغني عنها، أو أنه يحب أطفاله ويخاف أن يتركهم لأمهم العنيفة. ولكن هذا العنف قليل جداً في مجتمعنا العربي، لأن بنية الرجل أقوى، ولسيطرة نظرة دينية تقول أن الرجال قوامون على النساء. وهي النظرة ذاتها التي توجد تبريراً للعنف ضد النساء باعتبارهن ملك للرجال! وبحاجة لتأديب وتوجيه!
يقول الدكتور بسام أنّ الشخص المتوقع أن يمارس العنف قد يكون نفسه قد تعرض لعنف في الطفولة, أو مدمن على المخدرات والكحول. وعادة يكون الأشخاص الذين يعيشون في جو اجتماعي مليء بالإحباط وعدم التكافؤ عرضة لأن يعنفوا الآخرين أكثر من غيرهم. وأيضاً للأصدقاء السيئين العنيفين أثرهم على زملائهم ولهم دوراً في تحديد سلوكه.
وذكر د. المحمد أن العنف ضد المرأة له أوجه عدة هي:
- العنف الجسدي: وهو كل نمط سلوكي يتمثل بإحداث المسيء لإصابات عمدية بالمرأة. مثل الصفع، الركل، اللكم، الحرق، الخنق،الجرح، الطعن، إطلاق النار، شد الشعر، العض.. الخ.
- العنف الجنسي: وذلك بتعرض المرأة لنشاط جنسي قسري من قبل الرجل، حتى لو كان هذا القسر من الزوج. وهو يختلف بين الشرق والغرب.
العنف النفسي: هو نمط سلوكي يتسم بهدم سيء للعلاقة الطبيعية مع المرأة.
وتندرج ضمن هذا العنف المضايقة الكلامية أو الانتقاد الزائد والغيرة المبالغ فيها. - العنف الاقتصادي: ويتمثل في سيطرة الرجل على أملاك العائلة والتحكم باستخدام المال.
- العنف القانوني: ويظهر جلياً في اختلاف القوانين بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالخيانة الزوجية وحق رعاية الأطفال بعد الطلاق...
وأشار د. بسام إلى الدراسة التي أجراها على النساء ضحايا العنف المنزلي اللواتي راجعن مركز الطب الشرعي بحمص (سورية) بشكوى أذيات جسدية ناجمة عن العنف المنزلي خلال الفترة الممتدة بين 2005 – 2004. حيث بلغ عدد الحالات 216 حالة. (((((((((اقرأ ملخص الدراسة..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] )))))))))))
** من نتائج هذه الدراسة:
إن نسبة مراجعي مركز الطب الشرعي من ضحايا العنف العائلي الجسدي هي: 1.4% (هذه النسبة هي فقط للحالات المبلغ عنها قضائيا). في أغلب الحالات الزوج هو المعتدي ثم الابن بنسبة 0.9% كما وترتفع نسبة العنف في الأسر التي يكون فيها الرجال المدمنين, والنساء صغيرات في العمر وبالتالي غير متعلمات. وكان الفقر صفة لأغلب الحالات.
لكن هذا لا يعكس أن العنف منتشر فقط ضمن الأسر الفقيرة؛ إلا أننا، وحسب رأي الدكتور بسام، نستطيع القول أن الأغنياء أقدر على حل مشاكلهم دون اللجوء للقضاء. فهم لا يأتون لمراكز الطب الشرعي إلا في حوادث السير. وبالتالي يصعب رصد العنف الممارس داخل أسرهم.
وأشارت الدراسة إلى نتيجة أكيدة هي أن المرأة المعنفة تلجأ إلى الصمت تجاه تعنيفها عموماً. فنسبة 99% من الحالات كان فيها الاعتداء متكرراً، دون أن تلجأ سابقاً إلى الشكوى من العنف الممارس عليها. ووجه د. بسام اللوم في هذا على النساء، معتبراً أن المرأة مسؤولة بصمتها هذا عن استمرار العنف الممارس عليها!!