قانون العنف ضد الأطفال

قانون العنف ضد الأطفال


كتب: محمد جواد كاظم
في زيارته للكويت سألته عن احوالهم في الغربة اجابني ان الغربة صعبة والاصعب منها القوانين التي لم نتعود عليها، قلت له طبعا لأننا تعودنا على الفوضى حتى في حياتنا الخاصة، بادرني صاحبي تصور اننا لا نستطيع ان نمنع اولادنا عن أي شيء.

واورد لي قصة غريبة بأن بنت صاحبه الصغيرة جاءته لتأخذ رأيه عن رحلة تعزم المدرسة التي هي فيها القيام بها فقال لها رأيي ألا تذهبي، فخرجت البنت الى المدرسة ولم تعد وحين ذهب ابوها ليسأل عنها قيل له انت لست بمستوى تربية هذه البنت، وحين تكون كذلك تعال واستلم ابنتك.

قلت له تعال وشوف عندنا كيف تتعامل الاسرة مع الاطفال، دور الام حاليا هو وعاء لحفظ الجنين حتى يأذن الله له بالخروج الى هذه الدنيا لتلتقيه الام البديلة وهي الخادمة، ينام عندها وتغذيه بالحليب الصناعي وتقوم بتوفير كافة احتياجاته، وحين يكبر تأخذه الى المنتزه والطبيب والمدرسة وتأتي الام الوعاء امام الناس لتتفاخر بأنها أم فلان.

هذا الواقع ليس من الخيال بل من الواقع وياليته يقف عند هذا الحد، وكثيرا ما نسمع هذه الام أو تلك تشتم ابنها وتدعو عليه امام الناس: تعال الله يأخذك وغيرها من الدعوات التي لو استجيبت لم يبق هناك طفل، هذا بخلاف الضرب غير المبرر باليد وبكل ما تطول يداها وامام القريب والبعيد والاهانات النفسية.

بالاضافة الى ما تفاجئنا به صحفنا اليومية بين فترة واخرى عن مقتل طفل وتشويه اخر وهروب مجموعة واعتداءات عليهم، قرأنا قبل ايام عن الام التي ضربت ابنتها وشوهت جسمها امام المجتمع دون ان تحرك وزارة التربية شيئا، حتى فارقت البنت الحياة وبعد ان طاح الفاس بالرأس بدأ الجميع يلوم الام.

هذه الاهانات التي يلاقيها اطفالنا يقابلها برود يصل الى قمة التجمد عند اغلب الجمعيات والمؤسسات والمراكز المعنية بالاطفال حتى انه تمر جميع هذه الحوادث ولا نسمع حتى همسا بخجل من هذه المراكز، بل ويتصاعد الامر حتى ان جمعية حقوق الانسان وجمعية المحامين يتجاهلون هذه الاحداث وكأنها تقع في كوكب لا يمت بصلة للبشر.

وزارة الداخلية باعتقادي لديها ملفات ضخمة من هذه الاعتداءات التي يتعرض لها احباب الله وكذلك مكتب الانماء الاجتماعي الذي يغص بمثل هذه الحالات، وكذلك وزارتا التربية الفقيرة بالاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الغنية بالمشاكل التي لها اول وليس لها آخر، واما وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تتزعم لجنة الطفل والتي تضخ مبالغ بعشرات الالوف لجمعيات النفع العام التي امست لشاي الضحى صباحا وفي المساء ديوانية للحديث عن هذا وذاك.

والعنف ضد الاطفال اصبح ظاهرة يجب ان يتحرك المجتمع كله للتصدي له، وهناك مجموعة من ابناء الكويت المخلصين الغيارى تحركوا من اطباء وغيرهم لسن قانون العنف ضد الاطفال لكنهم صدموا بآذان صامتة من المسؤولين وكأن الامر لا يعنيهم.

بالمناسبة احدهم سألني لماذا لا يتحرك اعضاء مجلس الامة لمثل هذا المشروع الحضاري، اجبته ببساطة لأنه لا منفعة وراءهم فهم لا يملكون حق التصويت، فحين اخذت المرأة حقها السياسي تحرك كل النواب حتى المعارضين لها للدفاع عنها، اما اطفالنا فليس لهم الا اولئك الذين يملكون في قلوبهم الرحمة والحب لهذا الوطن.

من هؤلاء الدكتور جواد المؤمن والدكتور صالح ليري والدكتور عبد الخضر النجدي والاستاذة منى المطيري الذين جاهدوا وما زالوا لعلهم يجدون من يضع يده بأيديهم لانجاز هذا المشروع ليحفظ لأبنائنا كرامتهم وللوطن عزته ومستقبله.

عزاؤنا لأطفالنا الاحباب بأن لكم الله وما عليكم الا ان تدعوه فدعاؤكم مستجاب لأنكم لم تلوثوا بالمعاصي والذنوب، ادعو الله تعالى ان تنالوا حقكم السياسي كما نالته امهاتكم لتجدوا من يزحف اليكم ويتودد ويدافع عنكم في مجلس الامة لأن المسألة يا احبائي هي مصالح لعلهم يسنوا قانونا يحفظكم من جهل القائمين على تربيتكم.