حلّ مسألة اللاجئين يحتاج إلى تمويل وتعاون من أطراف عدة! بقلم :مارلين خليفة

زيارة استطلاعية بامتياز قام بها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (البوندستاغ) روبرخت بولنس الى دمشق وبيروت، حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الشعب وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية، وقابل في بيروت رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ونواباً من البرلمان، وتحدث مع شخصيات من مخيم صبرا وشاتيلا وقابل رجال دين مسيحيين كما السيد علي محمد حسين فضل الله.
يمثل بولنس الحزب المسيحي الديموقراطي في البرلمان منذ عام 1994 ويهتم بمواضيع الشرقين الأدنى والاوسط وخصوصاً إيران وتركيا، وقد أسس «مبادرة السلام المسيحية - الاسلامية» في ألمانيا التي تسعى الى التقارب بين الأديان. وقال بولنس إن «الزيارتين تهدفان الى تجميع معلومات ليس عن الوضع في سوريا ولبنان فحسب بل عن هذه المنطقة من العالم التي تسمّى الشرق الأدنى وهي تكتسب أهمية كبرى لبلدي ونحن ملتزمون في المشاركة في مهمة «اليونيفيل» لمراقبة الحدود وبالمساعدات للفلسطينيين وحل قضيتهم بشكل عادل، وبحل مشاكل المنطقة سواء بين إسرائيل والفلسطينيين أو بين سوريا وإسرائيل، وحتى بعض المشكلات العربية ومنها مع إيران التي تطمح للعب دور في المنطقة».
«الاستقرار والأمن» هما أهم ما استشف النائب الألماني اهتمام سوريا بهما، و«أيضا استعادة مرتفعات الجولان المحتل، ولدى السوريين طموح للسير قدماً في تطوير بناهم المجتمعية»، يضيف: «أما لبنان فهو ذو نظام جيد ومتوازن، وأي خلل فيه يسبب اضطرابات بسبب التدخّل الخارجي في معظم الأحيان، لكنني أؤمن بأنه توجد دوماً تسويات سياسية تمنع تدهور الأمور نحو مشكلات عنفية ودموية».
تسبب المحكمة الدولية خوفاً عند اللبنانيين وخصوصاً بعد إعادة تداول نظرية «دير شبيغل» عن إمكان اتهام عناصر من «حزب الله» في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هل طرح المسؤولون اللبنانيون هذا الهمّ معكم؟ يجيب: «نعم أيقنت من خلال لقاءاتي بأن الخطوة المقبلة التي ستقوم بها المحكمة الدولية من خلال القرار الظني هي محطّ اهتمام واسع وقلق هنا، دعوني أذكّر بأنّ سبب نشوء هذه المحكمة هو اغتيال شخصية سياسية رفيعة المستوى وذات مركز مرموق، فإذا لم تتم معاقبة من قاموا بهذه العملية عندها يكون اللإستقرار».
وماذا إذا انعكس القرار الظني سلباً على استقرار لبنان الأمني وأثار قلاقل؟ يقول بولنس: «وحدها الحقيقة هي التي تساعد على حلحلة العقد، ووحدها المحكمة التي تعمل بحسب القوانين هي التي ستجلب العدالة، ولا ينبغي الاستماع الى التوقعات السياسية والشائعات الرائجة، بل الثقة بحياد المحكمة والقضاة والمحققين وانتظار ما ستؤول إليه من نتائج».
تلعب ألمانيا دوراً أساسياً في «اليونيفيل» البحرية، ويقول بولنس إن ألمانيا «تساعد الجيش اللبناني وقد تكللت عملية مراقبة وحماية الحدود البحرية ومساعدة القوات البحرية اللبنانية بالنجاح بحسب المعايير الدولية، وهذا يتيح التقدم في بناء قدرات القوات اللبنانية البحرية».
عن المساعدات للجيش اللبناني يقول: «ساهمت ألمانيا ببعض المعدات والتجهيزات والأولوية اليوم لعملية التدريب واكتساب الخبرات في مجالات عدة». هل من تردد في تسليح الجيش اللبناني؟ ينفي الأمر قائلا : «هناك تعاون ثنائي لكن ألمانيا تتردد في إرسال مدفعية الى بلدان بعيدة منها، وثمة معدات أخرى ضرورية ورئيسية أيضاً للجيش اللبناني نقوم بتزويده بها ولا أعتقد أنه سيحصل تأمين أسلحة ثقيلة للبنان في الوقت القريب».
ماذا عن برنامج مراقبة الحدود الشمالية والشرقية؟ يقول «هناك تقدم، لكن الخطوات النهائية لم تنته بعد، الحدود الجنوبية محمية من «اليونيفيل» بشكل جيد، والمشكلة هي في الشرق ومطلوب تعاون سوري لبناني لإدارة هذه الحدود بشكل جيد».
وحول تقييم بلاده لمسار المفاوضات المباشرة يقول «نحن دعمنا المفاوضات المباشرة ومستعدون لتقديم اية مساعدة، والمهم التوصل الى حل نهائي ودور الوسيط الذي تقوم به الولايات المتحدة جيد، وأعتقد أنه في مفاوضات معقدة لا يجب الإكثار من المفاوضين كي لا تتعقد الأمور أكثر ونتمنى أن يصل الطرفان الى حل نهائي لمصلحة شعبيهما، أما مسألة اللاجئين فأساسية وهنالك حاجة للمساعدة من دول أخرى لأن اي حلّ لها يحتاج الى تمويل والى تعاون من أطراف عدّة».
تتهم ألمانيا بأنها مؤيدة لإسرائيل في وقت كانت وسيطاً في ملف الأسرى بين «حزب الله» وإسرائيل كيف تستطيع لعب هذا الدور؟ يجيب بولنس «ليست ألمانيا حيادية أو تتخذ موقفاً وسطياً لا لون له، فهي ترتبط بعلاقة صداقة مميزة مع إسرائيل، وإذا سئل الإسرائيليون يجيبون بأن ألمانيا هي أفضل ثاني حليف بعد الولايات المتحدة وهذه العلاقة المميزة تتيح لنا التحدث مع المسؤولين الإسرائيليين بصراحة مطلقة، وهذا تمرين دائم أن نكون قريبين الى هذا الحد من الحكومة وفي الوقت عينه حث إسرائيل على تجميد الاستيطان والتوصل الى حل نهائي، ونناشد الفلسطينيين أيضاً تسهيل عملية التفاوض».
يستبعد بولنس اندلاع حرب في لبنان، مشيراً: «من الخطر التحدث عن الحرب حتى في معرض نفي قيامها، وأية توقعات عن حرب عتيدة هي وصفة سيئة إذا أردنا تجنب أية حوادث مستحدثة، المهم أن تقيموا كلبنانيين علاقة ثقة وتعاون بين مختلف الفئات في بلدكم، مما يقلص نفوذ أية دول تقحم لبنان في ألعاب خارجية.. هكذا يمكن للبنان أن يعود سويسرا الشرق».

» مخيمات القهر والغربة ويتم الوطن /بقلم محمد خليفة
» (اونروا) تقرر رفع مستوى مشاركتها في تمويل علاج اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
» ثورة اللاجئين الفلسطينيين : بقلم الدكتور عبد الستار قاسم
» شؤون اللاجئين في لبنان ترحب بقرار الحكومة اللبنانية تنظيم عمل اللاجئين الفلسطينيين
» متى ستضطر أوبك الى معالجة مسألة حصص الانتاج؟