فلسطينيون عُزل يصدون محالة لاقتحام الأقصى..وتحذير من عدوان في مارس المقبل

فلسطينيون عُزل يصدون محالة لاقتحام الأقصى..وتحذير من عدوان في مارس المقبل
شهدت أحياء البلدة القديمة بالقدس المحتلة مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اقتحام قوات كبيرة من شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك،والسماح لنحو 1000 سائح يهودي بدخوله وأغلقت جميع أبوابه بوجه المواطنين الذين لبوا نداءات الاستغاثة من داخل المسجد الأقصى المبارك والتي كانت تدعوا المواطنين عبر مكبرات الصوت للتوجه إلى المسجد الأقصى لحمايته وحماية بواباته والوقوف سدا منيعا بوجه المستوطنين وقوات الاحتلال ،وذلك بعد أن تصدي العشرات من المعتكفين للجماعات اليهودية المتطرفة التي أعلنت نيتها اقتحام المسجد الأقصى اليوم لإقامة شعائر وطقوس تلمودية في باحات الأقصى بمناسبة عيد "البوريم" أو المساخر اليهودي.

هذا ومن جانبها أغلقت قوات الاحتلال أبواب المصلى القبلي المسقوف في المسجد الأقصى على مئات المصلين والمعتصمين والمعتكفين داخله، ومن ثم تمادت قوات الاحتلال بطغيانها وأغلقت جميع أبواب المسجد الأقصى ومنعت المصلين المسلمين من دخوله. وقبيل ساعات الظهر انسحبت الشرطة الإسرائيلية من داخل باحات المسجد الأقصى، إلى منطقة باب المغاربة، فيما أعيد فتح ثلاث من بوابات المسجد وهي: باب المجلس، وباب السلسلة، وباب حطة حيث سمحت للمصلين فوق الخمسين عاما من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الظهر.شريطة مصادرة بطاقات هوياتهم حتى عودتهم من أداء الصلاة .
إصابات واعتقالات واقتحامات..!!

أصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين والمقدسيين خلال الأحداث التي شهدها محيط المسجد الأقصى وأحياء البلدة القديمة، من بينهم ثلاثة شبان وفتاة أصيبوا بالرصاص المطاطي في مواجهات اندلعت في حي باب حطة ( أحد الأحياء الملاصقة للمسجد الأقصى) بالبلدة القديمة من القدس، فيما أصيب الباقون بالاختناق إثر إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز على المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى المسجد الأقصى عبر باب المجلس، كما أقتحم العشرات من المستوطنين أسطح منزل عائلتي مخيمر والصيداوي وتم تكسير زجاج المنازل بالإضافة لتحطيم كرميد منازل أخرى نتيجة إلقاء الحجارة على المواطنين المقدسيين ومنازلهم عند باب الحديد غرب المسجد الأقصى المبارك.

وأطلقت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها بشكل عشوائي باتجاه المواطنين العزل مما أدى إلى إصابة أفراد الطواقم الطبية وعرف منهم المسعفان أحمد بوجه ، وقيص كمال الذين أصيبا بإصابات مختلفة جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع ومن ثم الاعتداء عليهم بالضرب .

كما اعتقلت شرطة الاحتلال خمسة شبان في الطريق الممتد بين شارع الواد وباب المجلس خلال مواجهات وقعت هناك بالإضافة لإصابة المواطنة فاطمة البرسي في الأربعين من عمرها بكسر في إحدى رجليها بعد أن أغلقت الشرطة الإسرائيلية بوابة المسجد الأقصى عليها لمنعها من الدخول إلى باحات المسجد رغم ادعاء سلطات الاحتلال أنها لم تفرض قيود على دخول النساء للمسجد الأقصى المبارك.

واشتكى المواطنون في الأحياء المجاورة لبوابات المسجد الأقصى من اعتداءات جنود الاحتلال عليهم وتخريب ممتلكاتهم، بعد أن استولى هؤلاء الجنود على أسطح منازلهم وحولوها إلى نقاط مراقبة لتحركات المواطنين والمصلين في داخل المسجد الأقصى .

وتواصل شرطة الاحتلال فرض التعزيزات الأمنية في البلدة القديمة , مشددا على انه سيتم استنفاذ ما وصفها "الإجراءات القانونية" بحق المتظاهرين بالقدس . واصدر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية دودي كوهين تعليمات بتعزيز قوات الشرطة في القدس وجميع أنحاء إسرائيل بمناسبة حلول عيد " المساخر".

عطلة رسمية في القدس...
وتعطلت الدراسة في عدد من المدارس داخل أسوار المدينة المقدسة بفعل الإجراءات والتدابير الأمنية الإسرائيلية المشددة حول البلدة القديمة، إضافة إلى منع العديد من التجار من الوصول إلى محالهم التجارية هناك.

تحذيرات دينية ووطنية...

حذّر فضيلة الدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى المبارك من مغبة إقدام سلطات الاحتلال على خطوة خطيرة تتمثل بتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمنياً بين المسلمين واليهود.

وقال، إن ذلك تمثل اليوم من خلال منع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى في الوقت الذي سمحت بإدخال المئات من السياح وغيرهم إلى باحات المسجد الأقصى من بوابة المغاربة.

وأوضح أن قوات وشرطة الاحتلال منعت منذ ساعات صباح اليوم الباكرة دخول المُصلين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من دخول المسجد الأقصى، وأغلقت بعد ذلك البوابات الخارجية، وبعد ذلك دخلت قوة من الوحدات الخاصة والشرطة المسجد الأقصى من جهة بوابة المغاربة وحاصرت الجامع القبلي وطلبت خروج المعتكفين منه، وفي نفس الوقت أدخلت نحو ألف وخمسمائة سائح أجنبي من بوابة المغاربة إلى المسجد المبارك.

وأضاف د. بكيرات: "أن سلطات الاحتلال تحاول في كل مرة أن تستفيد من الأحداث، حيث أغلقت كافة الأبواب ووفرت ساحات وباحات المسجد الأقصى للسياحة فقط، وهي بذلك تريد أن تفرض تقسيما زمنيا تفرض فيه ساعات للمنع تتيح أن يتحركوا دون وجود إسلامي أو أي نشاط للمصلين في المسجد..

وحذر من خطورة هذه الخطوة التي تنتهجها سلطات الاحتلال، فهي ليست فقط لإحكام السيطرة على المسجد الأقصى وإنما تُغيّب الوجود الإسلامي فيه وتحرم الكثير من المواطنين من الوصول إليه بسهولة".

واعتبر رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى "أن ما حصل يمثل شكلاً جديداً من أشكال التضييق والحرب المُعلنة ضد الشعب الفلسطيني، وهي بذلك تحاول نقل تجربة الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن إلى المسجد الأقصى المبارك".

كمال الخطيب....
قال الشيخ الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني عام 48:"واضح جدا أن هذا الإجراء الإسرائيلي الوقح اليوم، يأتي بعد أيام من إعلان نتنياهو عن ضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح إلى ما يسمى قائمة رأس اليهودية".

وأضاف "نحن أدركنا من اللحظة الأولى أن الهدف المقصود ليس الحرم الإبراهيمي وإنما هو المسجد الأقصى المبارك"، وقال: "ها هي الجماعات الدينية اليهودية تستغل هذا الموقف الرسمي الإسرائيلي وتنتهز فرصة الأعياد اليهودية لتقوم بهذه الاقتحامات التي تحظى بحماية وحراسة الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية".

وشدد الشيخ خطيب أن: "الإسرائيليون عودونا أنهم لا يقيمون حرمة لا لمسجد ولا لمعبد ولا للإنسان وبالتالي فاقتحام المسجد وإلقاء قنابل الصوت في داخله ومنع المصلين من الوصول والصلاة فيه إنّما هو مؤشر للمرحلة القادمة التي يبدو أن إسرائيل فيها ستقدم على الخطوة الأكبر ألا وهي الاعتداء المباشر على المسجد الأقصى المبارك".

وتابع "لكني انصح هؤلاء الحمقى من القادة والساسة الإسرائيليين من أن هذه لعبة خطيرة وان هذا التصرف يمكن أن يقود إلى انفجار كبير".

وأوضح "إسرائيل عليها أن تدرك تماما أن صراعا دينيا رموزه الحرم الشريف في الخليل والحرم القدسي في مدينة القدس ستكون هي الخاسرة فيه دون غيرها".وخلص إلى القول "لكن يبدو أن صوت العقل والمنطق قد غاب من بين الإسرائيليين وسلموا زمام أمورهم لهؤلاء الحمقى والمتحمسين".

التجمع الوطني المسيحي ....
حذر التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة من أن مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات و أولها المسجد الأقصى المبارك سوف ينتهي بكارثة تدفع ثمنها منطقة الشرق الأوسط عامة.

وعبّر التجمع ،عن استنكاره للحلقات المتتالية من الانتهاكات التي طالت عدد كبير من المقدسات الإسلامية و المسيحية خاصة بعد القرار الإسرائيلي الجائر بضم أسوار القدس و المسجد الإبراهيمي و باحة مسجد بلال بن رباح إلى قائمة التراث اليهودي.

وأكد على أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تسعى إلى إعادة صياغة التاريخ وفق الأسطورة الصهيونية، وإن هذه الانتهاكات للمقدسات و تدنيسها ما هي إلا إصرار على تزوير التاريخ باستخدام قوة السلاح علماً بأن ثلاثة وأربعين عاماً من التنقيب غير القانوني في محيط و أسفل المسجد الأقصى المبارك لم يسفر عن دليل واحد يتفق مع الرواية الصهيونية حول وجود ما تدعي إسرائيل انه هيكل سليمان في تلك المنطقة."

الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس...
قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حسن خاطر أن سلطات الاحتلال حولت البلدة القديمة ومحيط الأقصى إلى ثكنة عسكرية ، حيث قامت بحشد المئات من رجال الشرطة وأغلقت أبواب الأقصى وكذلك أبواب البلدة القديمة معلنة القدس منطقة عسكرية مغلقة يمنع دخول أو خروج العرب منها أو إليها.

كما قال الدكتور خاطر: أن هذه الإجراءات الخطيرة والمكشوفة تأتي تمهيدا لاقتحام قطعان المتطرفين اليهود لساحات الأقصى اليوم وغدا بمناسبة ما يعرف بعيد "بوريم" أو عيد المساخر ، مؤكدا أن الاحتلال والجماعات المتطرفة يريدوا ربط الأقصى بالأعياد اليهودية التي يزيد عددها في السنة على 55 عيد ومناسبة دينية .

وبين الأمين العام للهيئة أن هذا الاستنفار الهستيري الذي نشهده في أوساط المتطرفين والمدعوم من قبل دولة الاحتلال يعتبر في نظرنا جزءا أساسيا من عمليات الحشد والتهييج التي تقوم عليها الجهات الرسمية وغير الرسمية في دولة الاحتلال تحضيرا وتمهيدا للعدوان الكبير في الـسابع عشر من مارس آذار القادم والذي تقرع طبوله منذ شهور عديدة .

وأكد الدكتور خاطر أن سلطات الاحتلال صعدت كثيرا في الآونة الأخيرة من عمليات استهداف الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وأنها لم تعد تكترث بمشاعر المسلمين وردود أفعالهم ، مبينا أن تمادي سلطات الاحتلال في هذا الاتجاه هو لعب خطير بالنار ، وان سلطات الاحتلال ستجد نفسها في نهاية المطاف وجها لوجه أمام استحقاقات هذه الجرائم عاجلا أو أجلا .

وقد نفى الدكتور خاطر مزاعم سلطات الاحتلال من خلال البيان المعد سلفا والذي وزعته على وكالات الأنباء ومحاولة تبرير اقتحام قواتها للأقصى جاء نتيجة قيام المصلين بإلقاء حجارة على السواح الأجانب في الخارج ، مؤكدا أن هذا كذب وتضليل للرأي العام الدولي وان الأقصى مكان عبادة وليس فيه حجارة لهذا الغرض إضافة إلى أن الوقت الذي تم فيه الاقتحام لم يكن فيه أي سائح أجنبي في المنطقة وإنما كان هناك عشرات المتطرفين المتربصين باقتحام الأقصى .

وتساءل الأمين العام للهيئة عن دور وصوت المؤسسات الدولية المعنية بالدفاع عن حرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة ، مؤكدا أن استمرار هذا الصمت المريب سيدفع في نهاية المطاف نحو مزيد من التطرف على مستوى المنطقة والعالم بأسره .

محمد بركة...
بدوره قال عضو العربي الكنيست محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ، إن حكومة بنيامين نتنياهو تستغل الصمت الدولي على جرائمها المتشعبة ضد الشعب الفلسطيني لتصعد جرائمها في القدس المحتلة، وفي سائر أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ولتواصل حصارها التجويعي ضد قطاع غزة بأسره.

وقال بركة على جرائم قوات الاحتلال واقتحامها للحرم القدسي الشريف، إن حكومة نتنياهو تعتبر الصمت الدولي ضوءا أخضر لاستمرار جرائمها، فهي تنتهك المقدسات الإسلامية والمسيحية دون توقف، وجريمتها اليوم في الحرم القدسي الشريف ليست الأولى، ومن المؤكد أنها لن تكون الأخيرة، إلا أن شعبنا عرف دائما كيف يصد الاعتداء.

وتابع بركة قائلا، إن حكومة نتنياهو تمتهن اللعب بالنار وهي تقود المنطقة بأسرها نحو تفجير قد نعرف متى وكيف بدأ ولكن من الصعب معرفة كيف ومتى سينتهي، ففي الأيام الأخيرة تشن هجمات متواصلة على الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، وهي اليوم تستأنف عدوانها الإجرامي على الحرم القدسي الشريف.ودعا بركة "العالم "المنخرس" للضغط على إسرائيل لتوقف نزيف الدم الفلسطيني، كما دعا إلى أوسع وحدة صف فلسطينية للتصدي لجرائم الاحتلال.