تفاصيل حول اختراق الحواسيب الإيرانية

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الفيروسات 'ستكسنيت' التي سيطرت على الحواسيب الإيرانية هي واحدة من أخطر فيروسات الكومبيوتر وأحدثها وأكثرها تطوراً، قد تستهدف على الأرجح البنية التحتية ذات 'القيمة الإستراتجية العليا' في إيران.

وربطت الصحيفة بين هجوم سلاح الجو الإسرائيلي على المفاعل النووي السوري عام 2007, والفيروس الذي سيطر على حواسيب إيرانية في مواقع استراتيجية إيرانية مؤخرا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الإسرائيلي على الموقع الذي يشتبه أنه مفاعل نووي سوري سبقه عملية تشويش 'تعمية' أجهزة الردار السورية بطرق تكنلوجية متطورة وبعد ذلك استطاعت الطائرات الإسرائيلية اختراق الأجواء السورية دون ملاحظتها.

وفي شهر سبتمبر الماضي كشفت صحيفة أمريكية معنية بأمور التكنولوجيا نقلا عن مصدر أوروبي أن الإسرائيليون استخدموا السيطرة بوسائل تكنلوجية على نظام 'منطق التحكم' داخل أجهزة الرادار السورية من أجل شل عملها.

ونقلت النيويورك تايمز عن عضو سابق في الاستخبارات الأمريكية تأكيده أن الهجوم جاء من صنع وحدة الاستخبارات الإسرائيلية '8200'.

مبينا أن هذا الفيروس كان من صنع حكومة وليس من قبل مجموعة من الهكر, لأن هذه العملية تحتاج إلى تمويل كبير وهو مثال نموذجي كامل لـ'حرب تكنولوجية', وأن هناك من يعتقدون بأن الهدف من وراء هذه العملية هو التحضير لضرب المفاعلات النووية الإيرانية.

الجدير بالذكر أن الفيروس قد يكون ناشطاً منذ عام 2009. وخلافا لمعظم الفيروسات، فإن 'ستكسنيت' تستهدف الأنظمة التي عادة غير متصلة بشبكة الانترنت لأسباب أمنية. وبدلا من ذلك فإنها تصيب أجهزة الـ 'ويندوز' عبر مفاتيح الـ USB والتي تستخدم عادة لنقل الملفات من أجهزة الكومبيوتر.

وما أن يصيب الشبكة الداخلية لأي مؤسسة فإن الفيروس يسعى إلى تثبيت مكانه في برنامج للتحكم الصناعي تم تطويره من قبل سيمنز. فالفيروس يفتش تلقائياً في النظم الصناعية التي طورتها شركة زيمنس. وما أن يدخل الفيروس لمرة واحدة، فإنه يطور رمزا قادر على إعادة برمجة ما يعرف بـ 'منطق التحكم' في الآلات الصناعية، وبالتالي تصدر لها تعليمات جديدة.

ويقول خبير الشركة الأمنية 'سيمانتك' ليام أومروتشو, بأن برنامج 'منطق التحكم' عادة يقوم بتشغيل وإيقاف المحركات، ويراقب درجة الحرارة، ويشغل أجهزة التبريد إذا أرتفع المؤشر عن درجة حرارة معينة. وهي لم تتعرض لهجوم فيروسي من قبل، وفقاً لأومروتشو. اذا لم يجد الفيروس مكان التثبيت المناسب، فإن الفيروس لا يزال حميداً نسبيا. ومع ذلك، فإن ستكسنيت أثار الدهشة نظام الشفرة المعقد المستخدم فيه، وفي جمعه عدداً من التقنيات المختلفة.

ويقول أومروتشو بأن 'هناك الكثير من التقنيات الجديدة غير معروفة لدينا، والتي لم يسبق لها من مثيل، والتي تشمل حيل إخفاء الفيروس لنفسه في أنظمة التحكم، والـ USB، إضافة إلى تطويره لستة طرق مختلفة تسمح له بالانتشار.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يستغل نقاط ضعف عدة غير معروفة، ولم يتم إصلاحها في ويندوز، وتعرف باسم استغلال 'اليوم-صفر'، ووفقاُ لميكو هيبونين، رئيس قسم الأبحاث في شركة إف-سكيور ، فإنه من النادر أن نرى هجوماً واحدة عبر استغلال 'اليوم صفر'، ولكن ستكسنيت لا تستخدم واحدة ولا أثنتين منها بل أربعة'.