بيت أمر.. قصة صمود في مواجهة الاستيلاء على أراضيها

بيت أمر.. قصة صمود في مواجهة الاستيلاء على أراضيها
يسجل أهالي بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية، شيبا وشبابا، فصولا من المواجهة الجسورة والباسلة ضد المحاولات الإسرائيلية المتكررة للاستيلاء على أراضيهم لخدمة المشاريع التوسعية الاستيطانية.
وفيما يمارس المستوطنون في هذه الأيام كافة أشكال الترهيب، والتخريب، والتجريف، وقطع الأشجار، والاستيلاء على الأراضي، يواظب أهالي بيت أمر على التواجد في أراضيهم وفلاحتها، ويتصدون بصدور عارية، وبكل ما يملكوه من جرأة وقوة حق، لوقف عمليات الزحف الاستيطاني التي وصلت مشارف منازلهم.
عائلة أبو عياش، واحدة من عائلات كثيرة وكبيرة في بيت أمر ممن تسهر على حراسة أراضيها من غول الاستيطان وأنياب البلدوزرات الإسرائيلية.
في ساعات الصباح الأولى، اليوم، جدد عشرات المستوطنين، وبحماية قوات من جيش الاحتلال، الاعتداء على أراضي آل 'أبو عياش'.
'نحن نملك هذه الأرض منذ مئات السنين، وقد شاركت بزراعة أحراشها، وما تحتويه من مزروعات قبل (50) عاما، وهي مقيدة بسجلات المالية لعائلتي' هذا ما قاله المهندس عدنان أبو عياش، احد مالكي الأراضي التي استهدفتها جرافات الاحتلال.
وأشار الى أن مساحة الأرض المملوكة لعائلة أبو عياش في هذه المنطقة تبلغ نحو (500) دونم، تمت مصادرة الجزء الأكبر منها لصالح مستوطنة 'افرات' بأمر عسكري إسرائيلي، ويجهد المستوطنون اليوم لما بقي منها لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية وتوسيع المستوطنة المذكورة.
'الجرافات الإسرائيلية جرفت ما يقارب (15) دونما بحماية المستوطنين المدججين بالسلاح، وجنود الاحتلال الإسرائيلي دون إخطار أو إعطاء أي إنذار بالمصادرة' هذا ما أكده أبو عياش الذي خرج وعائلته للدفاع عن أرضيهم.. تتملكهم الإرادة الجادة لدفع البطش عن أراضيهم وممتلكاتهم التي توارثوها عن أجدادهم عبر مئات السنين، وقبل الوجود اليهودي في هذه المنطقة برمتها.
ويقول أبو عياش: 'عندما دخلنا أرضنا التي كانت تتأهب جرافات الاحتلال الى تجريفها، ادعى الجنود والمستوطنين أن هذه الأرض قامت بشرائها الحكومة الإسرائيلية، فقلت لهم أين إثباتاتكم بذلك، فلم يظهروا شيء، ثم عادوا يدعون أنها أملاك حكومية إسرائيلية وسيصادرونها بالقوة'.
ويذكر أبو عياش، أن جسارة المواجهة وجرأة العائلة وحدها أجبرت سائق الجرافة الإسرائيلية، التي بدأت العمل داخل الأرض على وقف التجريف والانسحاب خارج الأرض، لكن المستوطنين تمسكوا ببقائه داخلها متمترسين خلفها، الى أن جاءت الشرطة الإسرائيلية والإدارة 'المدنية' وأمرت سائق الجرافة بالخروج من الأرض وإحالة القضية الى المحكمة العليا للبت فيها على اعتبار أنها أملاك دولة أو غير ذلك.
وجدي أبو عياش قال ل'وفا' انه تحدث مع ضابط الإدارة 'المدنية' الإسرائيلية وخاطبهم بالقول: 'أنتم أعدائي كيف أتوجه إليك كي تحكمون بيني وبينكم في أملاكي التي توارثتها عن أجدادي، وتريد حكومتكم سرقتها مني ومصادرتها بالدجل والتلفيق، سواء عن طريق محاكمكم الغاشمة، أو الاغتصاب، فكيف أتوجه إليكم وانتم الحاكم والجلاد في نفس الوقت وكما قال المثل 'إذا كان غريمك القاضي لمين تشكي'.
ويشير وجدي، الى أنهم توجهوا في عائلة أبو عياش الى المحكمة العليا الإسرائيلية في ثلاث قضايا سابقة بخصوص أراضيهم المستهدفة، وتم الحكم فيها بعد 10 و 15 سنه على أنها تصادر لدواعي أمنية وأغراض عسكرية إسرائيلية.
ــــ