خاطر: المرحلة القادمة تشكل تهديدا حقيقيا للهوية الدينية للقدس

قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حسن خاطر إن 'حاضر ومستقبل المدينة المقدسة يزداد سوءا وتعقيدا يوما بعد يوم، وآثار وثمار مشاريع ومخططات التهويد المستمرة منذ عقود بدأت تظهر في صور مفزعة تنبئ بحجم الكارثة التي توشك أن تعم المدينة ومقدساتها وأهلها'.

وأضاف د. خاطر، في تصريح صحفي له: إن حجم اليهود والجماعات اليهودية التي باتت تجتاح القدس وساحة البراق والمسجد الأقصى في تزايد مستمر، وقد تجاوزت أعدادهم هذه الأيام في الاحتفال بعيد المظلة 40 ألف مستوطن، والعدد مرشح للزيادة، بسبب قرب استكمال مشروعي القطار والمصعد الكهربائي.

وأوضح أن 'هذا من شأنه أن يفتح أبواب القدس والأقصى على مصراعيها أمام مئات الآلاف من المستوطنين الذين سيتمكنون بواسطة هذه المشاريع العملاقة من الوصول إلى أبواب الأقصى دون مشقة ودون خوف ودون الحاجة إلى ركوب الحافلات أو السيارات، وأن مسألة الوصول إلى الأقصى من قلب القدس الغربية أو من أي مستوطنة في محيط المدينة لن يستغرق سوى دقائق معدودة، الأمر الذي سيجعل من تدفق اليهود إلى ساحة البراق والمسجد الأقصى، أمرا سهلا وبصورة مستمرة ومتزايدة.

وذكر الدكتور خاطر أن هذا التطور بات يهدد هوية القدس وهوية المسجد الأقصى و'على وجه الخصوص ساحة البراق التي هي في الأساس جزء لا يتجزأ من مسرى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم) وجزء من عقيدة المسلمين منذ بداية الإسلام وإلى قيام الساعة، خصوصا وأن إجراءات العزل والتضييق في الدخول إلى البلدة القديمة والأقصى تزداد يوما بعد يوم وسلطات الاحتلال تمعن في سياسة عزل مئات الآلاف من الفلسطينيين عن الوصول إلى القدس والصلاة في مقدساتهم الإسلامية والمسيحية'.

وقال خاطر إن 'هذه الاحتفالات تأتي أيضا بدعم من المسيحيين الصهاينة الذين أصبح لهم اليوم خمسين ممثلا 'للسفارة المسيحية الدولية' في القدس والتي يوجد لها فروع في أكثر من ثمانين دولة في العالم، كلها تعمل على تحسين صورة إسرائيل وتأمين الدعم المالي والدعم العام لتهويد القدس وبناء الهيكل، وقد شارك هذا العام أكثر من سبعة آلاف من هؤلاء في احتفالات عيد المظلة في ساحة البراق، بمشاركة رئيس حاخامات إسرائيل 'يونا ميزجر' ورئيس الكنيست وعدد كبير من الحاخامات ورجال السياسة'.

وقال إن 'وصول عدد المصلين اليهود إلى هذا الرقم الكبير مؤشر خطير على تحطيم القيود والمحرمات الدينية اليهودية التي كانت تمنع اليهود من زيارة المكان لأسباب دينية محضة'.

وأضاف: هذا التطور الخطير يعني انفلات هؤلاء المتدينين من كل ضوابط التدين الحقيقي باتجاه مزيد من التطرف ومزيد من الهستيريا.

وبين الدكتور خاطر أن 'ما جرى ويجري في ضواحي القدس من جرائم على يد المستوطنين هو مؤشر على بداية ترجمة هذه الهستيريا في صورها الأولية'، محذرا من أن هذا 'المنهج مرشح لمزيد من التصعيد والعدوان'.

وطالب المجتمع الدولي، ممثلا بمسلميه ومسيحييه ومؤسساته، بأن يتنبه لما يراد للمدينة المقدسة، وأن يتحرك لحماية القدس وهويتها الدينية التي توشك أن تبدل وتغير على مرأى العالم اجمع.