مذكرة شبابية فلسطينية للسنيورة والحريري بالحقوق: العدوانية الاسرائيلية تتطلب وحدة الموقف عربياً ولبنانياً

الحقوق المدنية والانسانية للفلسطينيين في لبنان ولا سيما حق العمل وحق التملك وتحسين أوضاع المخيمات وإيجاد حلول لمشاكلها الاجتماعية والصحية وتنظيم العلاقة اللبنانية الفلسطينية، مطالب حملها وفد من الشباب الفلسطيني في منطقة صيدا ومخيماتها الى نائبي صيدا الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري، ورأس الوفد عضو قيادة اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني عاصف موسى .
بداية، زار الوفد الرئيس السنيورة في مكتبه في الهلالية - صيدا وسلمه المذكرة وشكره على جهوده المشتركة مع النائب الحريري لمعالجة تداعيات الاشتباك الأخير في مخيم عين الحلوة، والضغط باتجاه وقف هذا الاقتتال، وتمنوا عليهما العمل لتسريع إقرار الحقوق المدنية للفلسطينيين مع التأكيد أنهم شعب يعيش تحت السيادة والقانون اللبناني.
وتحدث السنيورة مستعرضا خصوصية مخيم عين الحلوة والقضية الفلسطينية بالنسبة لصيدا المتمسكة بالقضية القومية المتمثلة بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم، معتبرا أن الحديث عن التوطين ليس إلا تشويهاً لصفاء العلاقة بين الفلسطينيين واللبنانيين. وقال: كان لي مسعى في حكومتي الأولى ولأول مرة بتاريخ لبنان، وهو تشكيل "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني"، وهدفها أن ترتقي بالعلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وتحدد الصعوبات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وكانت المرة الأولى التي يدخل وزراء في الحكومة اللبنانية إلى المخيمات الفلسطينية، وهذه خطوة قصد منها توجيه رسالة من التفهم لصعوبة عيش الفلسطينيين في المخيمات. ورأى ان على الشباب الفلسطيني في المخيم أن يلعبوا دوراً فاعلاً في بناء الرأي العام الفلسطيني الرافض لأية ممارسات مخلة بالأمن ومسيئة للقضية.
وعلى هامش اللقاء، قال السنيورة ان الخطوة الاستيطانية التي قامت بها اسرائيل ببناء وحدات سكانية جديدة وجعل المراكز الأثرية والدينية وحرماتها جزءا من التراث اليهودي، المقصود منها اثارة الفتنة وخلق الأجواء المؤاتية من وجهة نظر اسرائيل من اجل القيام بعدوان اضافي. هذه المواقف الاسرائيلية المتعنتة لا يمكن مواجهتها الا من خلال عمل عربي موحد وبداية بموقف فلسطيني موحد. وقال: عودتنا اسرائيل انها تستمر في عدوانيتها وفي عدم الالتفات لا للحق العربي ولا للرأي العام الدولي، وبالتالي تستمر في عمليات الاستيطان وبذلك هي تعبر عن رفضها لأي حل سلمي بالرغم من الموقف العربي المعلن في العام 2002 والمتمثل في المبادرة العربية للسلام.
اضاف: ان استمرار الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية تؤدي الى صدامات كما شهدنا منذ ايام في مخيم عين الحلوة. نحن لدينا عدو واحد هو العدو الاسرائيلي، وبالتالي مواجهته تكون بتأكيد التضامن بين اللبنانيين وتوحدهم، وأن يكون لديهم موقف واحد في مواجهة اسرائيل اذا سولت لها نفسها ان تعتدي مجدداً على لبنان. نعلم ان اسرائيل تحتل ارضا في لبنان، وتبتدع دائما المبررات والمسوغات من اجل تبرير هجومها او اعتداءاتها، وهذا يقتضي بنا الحكمة في التصرف والرزانة والتعقل.
وردا على سؤال عن القمة السورية الايرانية قال السنيورة: اي عمل يؤدي الى تجميع جهود الاشقاء والاصدقاء والى تعزيز قدراتنا وتمكيننا من مواجهة عدونا الاسرائيلي عمل جيد، ولكن علينا ان نتصرف بحكمة بالغة وان لا نعطي اسرائيل اية ذرائع. هي دائما تختلق الأعذار ولكن لسنا بحاجة الى اعطائها أعذاراً جديدة.
الحريري
ثم انتقل الوفد الى مجدليون والتقى النائب الحريري وسلمها المذكرة المطلبية الفلسطينية. وأكدت الحريري أمام الوفد الحقوق المشروعة للفلسطينيين بأن يعيشوا بكرامتهم ودون اي تمييز في لبنان. وقالت: منذ العام 2007 وعلى اثر اندلاع حرب البارد، قمنا بعدة خطوات واهمها الحوار اللبناني الفلسطيني بين الشباب وهذا أنتج جملة من الهواجس المشتركة. بالنسبة لموضوع حق العمل، هذا من النقاط الأساسية التي عالجتها طاولة الحوار الوطني، وفي مقدمها الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني والعيش الكريم له، ولكن لغاية اليوم لم تأخذ طريقها بعد لتصبح نوعا من القوانين ترعى هذا التوافق. ونأمل أنه بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أن تحل كل هذه المشكلات العالقة، اضافة الى موضوع مصلحة شؤون اللاجئين التي نعرف ان كثيرا من الفلسطينيين يعانون في الحصول على اوراقهم الثبوتية. ونحن نطرح موضوع اعطاء المرأة الجنسية لأولادها ونرفض اي نوع من التمييز بين الجنسيات الموجودة ، ومنها الفلسطينيين .
واضافت الحريري: في الأسبوعين الماضيين، كان لدينا مشروع في المجلس النيابي لتنظيم مهنة التمريض، فوضعنا بندا واضحا انه باستطاعة الفلسطينيين المقيمين على الأرض اللبنانية ان تكون لهم نفس الامتيازات في تنظيم المهنة مثلهم مثل اللبنانيين. وتعرفون انه عندما اقر في المجلس النيابي موضوع عدم اعطاء الفلسطيني حق التملك، لم يكن الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع هذا القرار، لكنه كان يخاف من الانقسام المسيحي الاسلامي. والأمر نفسه جرى مع الرئيس سعد الحريري بالنسبة لقانون تخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة والذي اضطر الرئيس الحريري لأن يصوت بالإمتناع وقال كلمة "مع الأسف". لكن المصالح العليا للبلد التي هي العيش المشترك والسلم الأهلي دائما نضعها في أولوياتنا. الاستقرار ننشده ليس فقط للبنانيين بل ايضا لكم انتم شباب المجتمع المدني الفلسطيني. وهذه الحركة التي قمنا بها منذ وقوع الاشتباك الأخير هدفها الأساسي وقف اي نوع من استخدام السلاح بين الأخوة مهما كانت الخلافات ولأي سبب.
وتابعت: الاستقرار هو عنوان التنمية، وبدون الاستقرار لا يوجد تنمية. مرت علينا خمس سنوات بعد استشهاد الرئيس الحريري الذي هو شهيد الأمة العربية وشهيد القضايا الوطنية والقومية وهو عندما حمل القضية الفلسطينية في كل المواقع كان مقتنعا بأحقيتكم بالعيش الكريم وبدولتكم وبالضغط على المجتمع الدولي. ولكن الذي يعكر صفو كل هذه القضايا المطلبية هي الخلافات الداخلية، مع اقرارنا وتبنينا للمطالب المشروعة والمحقة لكم بأن تعيشوا بكرامتكم ودون اي تمييز. لن نتنازل عن قناعاتنا وثوابتنا او عن دعم قضيتكم، وسنبقى نضغط بشكل سلمي لنمنع اي تعكير لاستقراركم أو لاستقرار اللبنانيين، سواء في صيدا التي تعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني او في بقية المخيمات الموجودة على الأرض اللبنانية.
نحن لا نتدخل بالخلافات الفلسطينية الفلسطينية بل ننظر اليكم بعين واحدة، ولسنا منحازين لأي جهة وانما لقضيتكم فقط.