الاحتقان في الضفة ينفجر مواجهات في الأقصى

في ظل التوتر الذي يسود الضفة الغربية منذ اتجاه الحكومة الاسرائيلية الى ضم الحرم الابرهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح "قبة راحيل" في بيت لحم إلى لائحة التراث الاسرائيلي، أصيب أمس نحو 20 فلسطينياً بجروح في مواجهات مع الشرطة الاسرائيلية في محيط باحة المسجد الأقصى بالقدس الشرقية، اثر شائعات تحدثت عن دخول يهود متطرفين الباحة.
واقتحمت الشرطة الاسرائيلية باحة المسجد الأقصى عقب مواجهات سرعان ما امتدت الى خارج الباحة. ورشق المتظاهرون رجال الشرطة وحرس الحدود الاسرائيليين بالحجار عند باب الاسباط أحد أبواب البلدة القديمة. كما حصلت مواجهات عدة في أزقة البلدة.
وصرح الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد بأن "مصلين مسلمين رشقوا زواراً متوجهين إلى هذا الموقع (باحة الأقصى) بالحجار، فدخلت قواتنا المكان واعتقلت عدداً من الأشخاص".
وتمركز أفراد من الوحدات الخاصة للشرطة الاسرائيلية وهم يعتمرون خوذاً ويحملون هراوات، حول باحة الحرم القدسي وعلى سطوح المنازل المجاورة للمنطقة. وأقفلت الأبواب المؤدية الى الموقع بسلاسل، بينما دعا مؤذنون بمكبرات للصوت السكان قرابة الثامنة صباحاً (6:00 بتوقيت غرينيتش) الى المسارعة الى التجمع في باحة الأقصى. وجاء في النداء "الله أكبر يا أهل القدس، لقد دخل المستوطنون الحرم، هل من مغيث يا اهل القدس، ان الأقصى يناديكم".
وساد توتر شديد القدس القديمة، بسبب دعوات تحذر من مشاريع تقضي بادخال يهود متطرفين بالقوة الاحد والاثنين الى باحة المسجد الأقصى في مناسبة عيد المساخر (بوريم) لدى اليهود.
وقال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب: "خضنا مفاوضات طويلة ومكثفة مع الشرطة طوال الوقت للحؤول دون اقتحام المسجد الأقصى". وأضاف ان "الشرطة انسحبت في نهاية المطاف تدريجاً من باحات الحرم وسمحت بفتح ثلاثة أبواب رئيسية من أبواب الحرم وهي باب المجلس وباب السلسلة وباب حطه للصلاة فيه، وحددت اعمار الرجال بمن هم فوق الخمسين عاماً".
وبعد هذه التطورات صرح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطيني صائب عريقات: "اتصلت اليوم بالادارة الاميركية وطلبت تدخلاً عاجلاً من اجل الزام اسرائيل وقف اعتداءاتها في المسجد الأقصى وضد المقدسات الاسلامية في الحرم الابرهيمي في الخليل ومسحد بلال بن رباح في بيت لحم والتوسع الاستيطاني في القدس وعموم الاراضي الفلسطينية".


عبدالله الثاني وعباس

•في عمان، طالب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد لقائهما امس المجتمع الدولي باتخاذ بخطوات فورية وفاعلة لحماية الاماكن المقدسة في القدس الشرقية من الاجراءات الاحادية الاسرائيلية.
واتفقا على ان هذه الاجراءات "تستهدف تغيير هوية القدس وتشكل استفزازاً خطيراً يهدد كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة".
وحذّر عبدالله الثاني من التبعات الخطيرة للخطوات الاسرائيلية الاستفزازية والاعتداءات على المسجد الاقصى التي يدينها الاردن، واكد ان بلاده ستستمر في بذل كل ما في وسعها لحماية الاماكن المقدسة في مدينة القدس. ورفض بشدة اجراءات اسرائيل الاخيرة باعلانها ضم الحرم الابرهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح الى قائمة المواقع التراثية الاسرائيلية.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي ان المحادثات تناولت الجهود الهادفة الى تجاوز العقبات التي تعترض معاودة المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية.
واطلع عباس الملك على نتائج جولته الاخيرة التي شملت عدداً من الدول الاوروبية والعربية لدفع الجهود المبذولة لاحراز تقدم ملموس في العملية السلمية.
وفي تصريحات صحافية عقب اللقاء، صرح عباس بأن اللقاء انعقاد للبحث في المستجدات الاخيرة، وابرزها "ما يجري الآن في القدس، وما جرى من تصريحات من الجانب الاسرائيلي بضم واعتبار الحرم الابرهيم وقبة راحيل وغيرها ممتلكات اسرائيلية". وقال: "اعلنت بصراحة في اوروبا، كأن اسرائيل تريد ان تشعل حرباً دينية في المنطقة".


"حماس"

وفي قطاع غزة، صرح الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية "حماس" فوزي برهوم في مؤتمر صحافي: "ان ما يحدث في القدس والخليل وبيت لحم اليوم من تهويد واستهداف لمقدسات المسلمين هو استهتار بمشاعر الامة العربية والاسلامية"، وان "الشعوب العربية مطالبة بهبة جماهيرية قوية قبل فوات الاوان". واضاف: "ان الصمت على هذه الجريمة هو مقدمة لتهويد المسجد الاقصى والاجهاز على هويته الاسلامية وشطب الحق العربي الفلسطيني في القدس وفي كل فلسطين".


مصر

• في القاهرة، أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية المصرية ان مصر ابلغت الحكومة الاسرائيلية قلقها العميق من المواجهات والتصعيد الحالي عقب القرار الاسرائيلي "غير الشرعي" بضم الحرم الابرهيمي ومسجد بلال بن رباح الى قائمة التراث الاسرائيلي. وقال ان "هذا القرار يلقي بظل من الشك حيال مدى جدية النيات الاسرائيلية في المضي نحو استئناف العمل السياسي وتحقيق السلام في المنطقة".


الامارات

• في ابو ظبي، جاء في بيان لوزارة الخارجية الاماراتية ان الامارات "دانت الهجمات الوحشية والانتهاكات الخطيرة التي يقوم بها المستوطنون وقوات الاحتلال الاسرائيلي ضد المسجد الاقصى المبارك". واعتبرت ان "اقتحام باحات المسجد الاقصى والمناطق المحيطة به من جانب قوات الاحتلال وتحويله ثكنة عسكرية يشكل اجراء خطيراً ومكشوفاً في اطار المحاولات الاسرائيلية المستمرة لتهويد مدينة القدس الشريف".


منظمة المؤتمر الاسلامي

• في الرياض، نددت منظمة المؤتمر الاسلامي باقتحام الشرطة الاسرائيلية باحات المسجد الاقصى.
وقال رئيس المنظمة اكمل الدين احسان اوغلي في بيان ان "هذا الانتهاك الذي يأتي بعد ايام من قرار الحكومة الاسرائيلية غير الشرعي ضم الحرم الابرهيم الشريف ومسجد بلال بن رباح الى قائمة التراث الاسرائيلي، يمثل تطوراً خطيراً في المخطط الاسرائيلي للاطباق على المقدسات الاسلامية".
وحذّر من ان "اي ضرر قد يلحق بالمسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاخرى سوف تكون له عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ باخطارها على الامن والسلم الدوليين".