قدم مهندس سعودي مقترحاً لتخفيف الازدحام الخانق لمدينة الرياض يضع إمكانية القضاء عليه من خلال طرق علمية مدروسة.
واعتبر المهندس صالح باحشوان ان المقترح الذي سبق وان قدم من أعضاء المجلس البلدي لمدينة الرياض لإضافة دور ثاني للطرق الرئيسية في مدينة الرياض لتخفف من ازدحام الطرق بأنه مقترح غير مجدٍ ويحتاج الى إعادة نظر.
وارجع باحشوان عدم جدوى هذا المقترح وحاجته إلى إعادة تقييم لوجود مسببات الازدحام نفسها والتي قال انه لم ينظر إليها فضلا عن ان تكاليف تنفيذ هذا المقترح يمكن أن تسخر لإجراء آخر فائدته أعم وأشمل.
ولفت المهندس صالح باحشوان الاهتمام الى ضرورة النظر في توزيع مدينة الرياض باعتبارها الأكثر كثافة سكانية في المملكة وأكثر ازدحاماً، حيث إن الإدارات الحكومية والمستشفيات ومعظم الشركات والأسواق وما يتبعها من ملاه تتمركز على أربع طرق هي طريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله وطريق العليا العام مشيراً الى ان أي شخص يرغب للوصول إلى وجهته لابد من أن يسلك تلك الطرق بالإضافة إلى وجود كثير من المواقع التجارية والسكنية على طريق الملك فهد ويؤدي إليها على سبيل المثال لا الحصر يوجد أكثر من احد عشر مركزاً تجارياً وأكثر من تسعة مستشفيات وأكثر من تسع إدارات حكومية, فهذا الطريق يعتبر شريانا رئيسا يربط الشمال بالجنوب ويعتبر معبرا للمدن خارج مدينة الرياض شمالاً وجنوباً ويعتبر طريقا للوصول إلى وسط الرياض وبعض المستشفيات.
وللوصول إلى طريق الملك فهد ولباقي الطرق لابد لمن هو في شرق الرياض من استخدام طريق خريص (مكة المكرمة) حيث إنه الشريان الآخر الذي يربط شرق وغرب الرياض وكذلك يعتبر معبرا للمدن خارج مدينة الرياض.
وأما الطريق الدائري الشرقي فهو أيضاً له نصيب من الازدحام وذلك لكونه شريانا يربط شمال وجنوب الرياض ووسيلة للوصول إلى طريق الملك عبدالله وطريق خريص (مكة المكرمة) ومنه إلى طريق الملك فهد, كذلك يعتبر معبرا للمدن خارج مدينة الرياض والمناطق الصناعية ولمطار الملك خالد الدولي.
واضاف المهندس صالح بأن تمركز الخدمات على طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله والعليا العام والملك عبدالعزيز وكذلك وجود الطرق الرئيسية كمعابر للمدن خارج مدينة الرياض والمناطق الصناعية جعل الحركة تصب فيها ليل نهار مما يجعل الازدحام متواصلا دون انقطاع.
الطريق الدائري الثاني المقترح
ولخّص باحشوان الحل في عدة نقاط اولاً: تقسيم مدينة الرياض إلى أربع مناطق ومن الأفضل تسع مناطق, كل جزء يحتوي على مركز للخدمات يحتوي على مجمع للإدارات الحكومية بإنشاء فروع لها تخدم كافة الأحياء حسب الحاجة, ويحتوي على قسم للشرطة والعمدة وقسم للجوازات وقسم آخر للمرور وكتابة عدل والبريد وأي أقسام أخرى, ومكتبة وملاعب, على أن يكون العمل على فترتين صباحية ومسائية "نظام الورديات إلى الساعة الثامنة مساءً" تخدم الجمهور, وبوجود مركز الخدمات هذا ستقل الحركة المرورية نسبياً حيث إنها ستتركز فقط داخل تلك المنطقة.
ثانياً, إنشاء مستشفيات ومراكز تجارية شمال شرق الرياض وجنوب شرق الرياض سيخفف من الانتقال إلى غرب الرياض. وبتوسعة مستشفى اليمامة ليصبح شاملاً لكافة التخصصات الطبية وتحال إليه كافة الإحالات من المراكز الصحية في أحياء شرق الرياض سيساهم ذلك في التخفيف من على مستشفى الملك سعود (المركزي) وبالتالي حركة المرور على طريق خريص (مكة المكرمة) وطريق الملك فهد.
ثالثاً, حتى لا تكون الطرق الرئيسة معبراً لمن وجهته إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والخرج و.. ومن الرياض وإليها, أن يتم إنشاء طريق دائري ثانٍ خارج مدينة الرياض يحتوي على مواقع خدمة الطريق واستراحات يبعد كل منها مسافة 80-100 كيلومتر بتصميم يليق بمستوى المملكة ويكون طريقاً سهلاً لوجهتهم, آخذين في الاعتبار أن يكون بعيداً بحيث لا يصل إليه التوسع العمراني لأكثر من خمسين عاماً. ويمكن أن يستخدم أيضاً للشاحنات بأن تسلك الطريق من المنطقة الشرقية إلى الدائري الثاني الذي يعتبر خارج مدينة الرياض ومنها مباشرة إلى المناطق الصناعية وبالعكس دون الدخول إلى المدينة. مع ملاحظة أن الحاجة إلى فتح الطرق خلال بعض المخططات الممنوحة لمواطنين أقل كلفة وأسهل قبل أن تصبح مأهولة.
رابعاً, لو تم إيصال خط السكة الحديدية إلى المدن الصناعية الثانية والثالثة لنقل المواد الخام والبضائع من المنطقة الشرقية مباشرة إليها فهذا سيغني عن استخدام وسائل النقل الأخرى وربما يخفف من استخدامها.
خامساً: دراسة تنفيذ النقل العام بشكل جدي وسريع بحيث يبدأ يخطط له بعمل مركز رئيسي في مناطق محددة ثم تمر الحافلات بكافة شوارع الثلاثين مترا المخصصة لها في تلك المنطقة ثم إلى مركز رئيسي آخر, على أن تقوم الحافلات في المركز الرئيسي الآخر بالمرور بشوارع الثلاثين المخصصة لها إلى المركز الرئيسي التالي.
وختم باحشوان حديثه بأن هذا المقترح من المؤمل بإذن الله ان يخدم الجميع متى ما رأت الجهات المختصة جدواه وفاعليته وبما يخدم جميع سكان هذه العاصمة المحبوبة التي تلقى كل العناية والاهتمام والتطوير المستمر من أميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.