عــودة الأمــل/رمـزي صادق شاهيـن

يُتابع شعبنا الفلسطيني بإهتمام بالغ نتائج اللقاءات الأخيرة التي تمت بين حركتي فتح وحماس في دمشق والتي جاءت نتائجها إيجابية على الرأي العام الفلسطيني ، حيث أعادت جزء من الأمل لشهبنا الذي انتظر طويلاً تحقيق هذه المصالحة والتي أصبحت من الأولويات الوطنية لمواجهة كافة الأخطار التي تهدد القضية الوطنية الفلسطينية .

لقد كان الحوار الفلسطيني ولايزال الأمل لكل الفلسطينيين ، لكونه الرد الحقيقي على إجراءات إسرائيل الهادفة لتهويد الأرض والمقدسات والتي تقوم بها مستغلة الحالة الفلسطينية الداخلية التي أصبحت تشكل عبئ على المواطن الفلسطيني وتسببت بالكثير من الأذى للقضية الوطنية والتوحد بوجه الإحتلال .

إن إجراءات إسرائيل وحكوماتها ومستوطنيها يجب أن تكون الدافع القوى لعودة الوحدة الوطنية واستعادة القضية الفلسطينية للصدارة على كافة المستويات والمحافل الدولية ، هذه القضية التي ظل ياسر عرفات وكُل الشهداء يقاتلون من أجل أن لا يتم الإلتفاف عليها وإنهائها ، ولتكن الوحدة الوطنية الرسالة الواضحة لكُل العالم بأن شعبنا ما يشغله هو التحرر من الإحتلال وتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وليس الصراع على السلطة والتي نعلم جيداً أنها مازالت في مرحلة البناء في ظل وجود العديد من الصعوبات والمشاكل التي تواجهها .

إن شعبنا مرة أخرى يتمنى على القادة السياسيين الفلسطينيين الأخذ بعين الإعتبار أن المواطن الفلسطيني أصبح في حالة احتضار لن تجعله في المستقبل مستعداً لأي مواجهة محتمله مع إسرائيل وهذا نتيجة حالة التشقق الإجتماعي والفصائلي ، وغزة كانت ولازالت نموذجاً سيئاً للعلاقة الفلسطينية الداخلية بحيث تُركت القضية الأساسية المتعلقة بالتحرر ومواجهة الإحتلال وأصبح الإنقسام هو المُسيطر على الشارع .

لقد ضحى الشهداء من أجل فلسطين ، ولازال الأسرى الأبطال يدفعون ثمن حرية الوطن وليس الصراع على سلطة لن تنفع بدون أي عمق اجتماعي ومد جماهيري يعطيها كُل ما لديه من أجل بناء وطن يستحقه من ضحى وناضل ومازال .
&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب فلسطيني