أميركيون ينقلون 'الفن النقري' من برودواي' إلى رام الله

نقل أميركيون تراثا فنيا وغنائيا قديما من ضاحية 'برودواي' في نيويورك إلى مدينة رام الله، فجابوا برقصاتهم، وصدحوا بأصواتهم، ونقرت أحذيتهم خشبة مسرح وسينماتك القصبة، بالتعاون مع القنصلية الأمريكية في القدس.

ونال الفن الأميركي القديم، الذي يدمج بين الموسيقى والغناء، ويعتمد على الأصوات التي تصدر من التقاء المعدن المثبت في الأحذية بخشبة المسرح، إعجاب الجمهور الذي يشاهده للمرة الأولى في فلسطين.

ويقول القنصل الأميركي للثقافة والإعلام في القدس فرانك فنفر، الذي بذلت قنصليته جهودا كبيرة في التنسيق والتحضير لهذه الأمسية الفنية: 'الفن النقري'، الذي يعتمد على الأصوات الصادرة من التقاء المعدن المثبت في أحذية الراقصين بالأرض، نشأ في جنوب الولايات المتحدة عام 1800، واشتهر عام 1940.

وأضاف: 'أن الراقص الأميركي نوا ريسي، الحائز على جائزة 'برودواي' كأحسن مؤد، أسس فرقة 'نيويورك تاب انسيمبل'، والتي أعادت إحياء الفن النقري في الولايات المتحدة الأميركية، وتقدم عروضا مميزة للغاية'.

واستُقبل نوا وستة من رفاقه بالتصفيق الحار في إطلالتهم الأولى في فلسطين، ورغم أن الفن جديد على المشهد الفني والثقافي الفلسطيني، إلا أن المقطوعات الغنائية والموسيقية الثمانية عشرة التي قدموها، قوبلت بالتصفيق والتشجيع الحار.

وتناولت اللوحات الاستعراضية التي سادها صوت 'النقر' مواضيع إنسانية متنوعة، تراوحت بين الكوميديا والعلاقات الإنسانية، مرورا بما يمر على الإنسان من مواقف في حياته اليومية، وتعامله مع الآخرين.

ويشرح نوا ريسي فكرة العرض قائلا: ' تتمحور فكرة العرض الرئيسية على أن يتوقف الإنسان ويأخذ نفسا عميقا بعد كل الجهد والتعب الذي يبذله في حياته وبعيدا عن كل الضغوطات، هي فرصة حقيقية للاسترخاء بعيدا عن أية تعقيدات'.

وأشار إلى أنه تفاجأ بردة فعل الجمهور الفلسطيني الذي كسر حاجز اللغة، وتفاعل مع الرقصات بشكل كبير جدا، من خلال الصراخ والتصفيق الحار، قائلا: 'فوجئنا من ردة فعل الجمهور الفلسطيني، لآن الفن النقري يعرض هنا للمرة الأولى'.

وهو ما لفتت إليه زميلته في العرض ميليندا سليفين بالقول: 'فوجئت بأن الجمهور الفلسطيني استمتع كثيرا بالعرض، رغم أننا كنا نغني بالإنجليزية، صفقوا كثيرا وتفاعلوا في الأداء معنا ومع نوا تحديدا، يبدو أنهم جمهور راقي فنيا، ويعشق الفن'.

وثمنت دور القنصلية الأميركية في القدس، وملحقها الثقافي، في مساعدة الفرقة والتنسيق للعرض، ومنحهم الفرصة في إيصال هذا الفن الأميركي الأصيل، إلى العالم، معبرةً عن سعادتها الكبيرة للقائها بالجمهور الفلسطيني وزيارتها لفلسطين.

الجمهور الفلسطيني الذي صفق طوال العرض، وبادل الراقصين المتعة والاستمتاع بالعروض التي قدموها، أعرب عن سعادته الكبيرة لحضور هذا اللون من الموسيقى والفن للمرة الأولى إلى فلسطين.

وقالت الشابة أمل محمد: 'قدمت من مدينة بيت لحم لمشاهدة العرض، كان عرضا جميلا للغاية، أتمنى أن يحظى أصدقائي ومدينتي بعرض مماثل، لقد كان عرضا بسيطا ومميزا، وفيه فكرة رائعة وجميلة'.

وأضافت: 'رغم أن الغناء كان باللغة الإنجليزية، إلا أني لاحظت السرور والاستمتاع سائدا وسط الجمهور الذي ملأ المسرح، كنا جميعا نتفاعل بالتصفيق والصراخ أحيانا، لقد قدموا عرضا مميزا لا يحتاج لترجمة'.

من ناحيته أشاد جمال أحمد، بالجهود التي بذلتها القنصلية الأميركية بالقدس في التنسيق والتحضير لهذه الأمسية، وكل من ساعد في منح الجمهور الفلسطيني الفرصة لمشاهدة هذا النوع من الموسيقى والغناء.

وقال: 'لقد سبق لي أن زرت الولايات المتحدة، ونيويورك تحديدا، وشاهدت عرضا مماثلا هناك، لا أعلم لماذا لم أشعر بهذه السعادة، كما أشعر بها الآن، لقد لاحظت تفاعل الجميع بشكل غير مسبوق، مع هذا الفن الجميل'.

وجاءت هذه الأمسية الفنية، في إطار برنامج للتبادل الثقافي تنفذه القنصلية الأميركية، يهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي والفني بين فلسطين والولايات المتحدة، من خلال الأنشطة والبرامج المتنوعة.

وفي هذا الإطار، قال القنصل فنفر: 'تأتي هذه الأمسية في إطار برنامج للتبادل الثقافي بين أميركا والفلسطينيين، نفذنا العديد من الأنشطة سابقا، دعمنا العديد من الأمسيات والإفطارات في شهر رمضان'.

وأشار إلى أن القنصلية أيضا افتتحت زوايا أميركية، في سلفيت وغزة، كما أنها افتتحت بيت أميركا في القدس الشرقية، لافتا إلى أن كل هذه الأنشطة تنصب في إطار تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين.

وأضاف: إن الموسيقى والغناء هي لغة عالمية، لا تحتاج لوسيط أو ترجمة، ومن هذا المنطلق كانت الأمسيات الفنية وسيلة مميزة للتواصل الثقافي هنا في فلسطين، إلى جانب العديد من الأنشطة الثقافية والتربوية الأخرى.

وهو ما أكدت عليه الملحق الثقافي الأميركي في فلسطين سنثيا هارفي، قائلةً: 'هذا البرنامج جزء من البرامج المتنوعة التي تنفذها القنصلية ثقافيا وفنيا على مدار العام، ونعمل دائما على تشجيع الثقافة والفن في فلسطين'.

وأعربت عن سعادتها الكبيرة لإعجاب الجمهور الفلسطيني بالعرض الذي قدمته الفرقة، على الرغم من أنه العرض الأول، وأنه لم يسبق لهم وأن شاهدوا مثل هذا النوع من الفنون، مشيرةً إلى أن المشهد الثقافي الفلسطيني، مشهدا متميزا ونشيطا.