إطلاق أربع ورش عمل للباحثين الشباب حول تقنيات المختبرات العلمية

أطلقت جامعة القدس المفتوحة واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، برام الله، اليوم، أربع ورش عمل وطنية للباحثين الشباب حول تقنيات المختبرات العلمية، وذلك بدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة' ايسيسكو'.

وأكد رئيس الجامعة د. يونس عمرو، خلال احتفال للإعلان عن انطلاق هذه الورش، أن الجامعة تضع البحث العلمي على سلم أولوياتها، مشيرا إلى أن مجلس أمناء الجامعة اتخذ قرارا فعليا خلال العامين الأخيرين لرفع الموازنات المخصصة للبحث العلمي رغم مرور الجامعة بأزمة مالية.

وأوضح أن الجامعة عمدت إلى بناء مختبرات علمية مجهزة بأحدث الأساليب التكنولوجية بهدف توفير البيئة المناسبة لتشجيع البحث العلمي، مرحبا بالتعاون القائم بين الجامعة واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، الذي تجلى في أبهى صوره خلال إحياء فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009.

وأشار عمرو إلى أن الجامعة ترفض بالمطلق أسلوب التلقين العقيم في الجامعات، مبينا أن فلسفة التعليم المفتوح المتعبة في الجامعة تعزز فرص البحث العلمي والتفكير الإبداعي لدى الدراسيين، مؤكدا أن تنظيم مثل هذه الورش يعزز ضرورات أكاديمية وتربوية هامة يجب تلبيتها بوضع خطة وطنية تربوية لنشر ثقافة البحث العلمي وتخصيص موازنات لهذا الشأن.

وأعرب عن استعداد الجامعة لفتح حوار جاد ومسؤول مع الجامعات الفلسطينية الأخرى ووزارة التربية والتعليم العالي من أجل وضع خطة وطنية شاملة لتعزيز ثقافة البحث العلمي في فلسطين وترسيخه كأسلوب أساس في المؤسسات الأكاديمية والتربوية الفلسطينية، مشددا على دور البحث العلمي في عملية التنمية، قائلا: 'إن التقدم نحو الحلم الفلسطيني بإقامة دولة المؤسسات يتطلب تضافر الجهود وإفساح المجال أمام البحث العلمي ليعلب دورا مهما في هذا المضمار'.

وبين أن عدد الطلبة المسجلين لهذا العام في 23 مركز للجامعة في الوطن، ومركزي الرياض وجدة وصل إلى 70 ألف طالبا وطالبة.

بدوره، قال الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم العالي، بصري صالح، إن جامعة القدس المفتوحة تشكل عمود من الأعمدة الوطنية، وتشكل 40 % من نظام التعليم العالي في فلسطين، موضحا أن هذه الورش تسهم في حفز الجهود وتقدمها في مجابهة التحدي في نوعية التعلم والتعليم في المدارس والجامعات.

ولفت إلى أن كافة التقارير الدولية تفيد أن فلسطين في المقدمة في مجال التعليم من النواحي الكمية من خلال مواضيع الالتحاق في الجامعات والتساوي بين الجنسين ومعدل الأمية، مشيرا إلى أنها استطاعت أن تحقق انجازات كثيرة تحدث عنها المؤسسات الدولية في ظل التحديات الكبيرة التي تحاول الوزارة طرحها لكن بدون شراكة مع القطاعات المختصة في هذا الشأن لا يمكن انجازها.

وبين أن هذه الورش تصب وتتقاطع بشكل مباشر مع ما وضعته الوزارة من استراتجيات، وتقاطع مع الإطار الوطني والإصلاح من أجل التطوير والتنمية، مستعرضا أهمية التعليم الذاتي والقدرة على التعليم مدى الحياة.

وفي كلمتها، عبرت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، عن اعتزاز الشعب الفلسطيني بما تم تحقيقه على صعيد التعليم العالي والاستثمار في العنصر البشري الذي يعد رأس مال حقيقي، منوهة إلى أن مختلف الجامعات ساهمت بهذا الانجاز ولعبت ولا زالت دورا رئيسا في معركة التحرر الوطني، موضحة أن ما زال أمام هذه الجامعات الكثير للمساهمة في معركة بناء أعمدة ومقومات الدولة الفلسطينية من خلال تعزيز دور الجامعة المجتمعي وتطوير برامجها الأكاديمية وربطها باحتياجات البناء والتنمية المستدامة بالشراكة مع مختلف القطاعات والشرائح لتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة.

وأشادت بدور الجامعة التي أدركت أهمية تعزيز هذا الدور وتضمينه برؤيتها واستراتيجيها؛ ليكون من أهم مخرجات العلمية التعليمية فيها، ومشيرة إلى أن متابعة أخبار وأنشطة الجامعة تؤكد التزامها بهذا المنحى وإدراكها لأهمية تعزيز الشراكة والتكامل مع مكونات وشرائح المجتمع وربط العملية التعليمية بمنظمة الحقوق الوطنية والتنمية المنشودة؛ لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواصلة جهوده للخلاص والتحرر وإقامة الدولة وعاصمتها القدس بقياد الرئيس محمود عباس.

وقالت: إن انطلاق هذا المشروع يعد إضافة نوعية على صعيد تطوير أدوات الجامعة وبرامجها ومناهج عملها ودورها المجتمعي من خلال تطوير مشاريع البحث العلمي، التي تعد من أهم معايير تقدم الدول وازدهارها، ومن خلال مثل هذه المشاريع نخرج من نمط التقليدي المبني على التلقين لوسائل التعليم في الوطن العربي بما يعزز المبادرة والتفكير والإبداع لدى الطلبة ويصقل ملكاتهم الإبداعية ويعزز مبادراتهم الفردية.

وأكدت دعم المحافظة وتوفير إمكانياتها لدعم كافة المبادرات والمشاريع والبرامج، التي تساهم في دعم جيل الشباب وتطوير قدراته وخاصة من خلال الجامعات الفلسطينية.

من جهته، تحدث الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم إسماعيل التلاوي، عن العلاقة الوثيقة التي تربط اللجنة والجامعة، مشيرا إلى أن اللجنة لعبت دورا مركزيا في دعم الجامعات الفلسطينية وخاصة جامعة القدس المفتوحة التي أنشأت في إطار منظمة التحرير.

وأشار التلاوي إلى دور ' الايسيسكو' في دعم المؤسسات التربوية والثقافية في فلسطين، منوها إلى ما تقدمه هذه المنظمة في القدس لدعم صمود أهلها ومؤسستها، موضحا أن الجديد في هذه الورش التركيز والتأكيد على دور الباحثين الشباب سواء كان ذلك في الجامعات الفلسطينية أو في المرحلة الثانوية.

وقدم مدير مركز التكنولوجيا والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة، المهندس عماد الهودلي، نبذة عن المركز الذي تأسس عام 1998، باعتباره من أهم المراكز التي تخدم الجامعة كونه يهتم بتطوير البنية التحتية للجامعة في هذا الإطار .

وبين أن هذه الورش التي ستعقد خلال الشهر الجاري، ستتناول تدريب الشباب الباحثين على استخدام برامج الحاسوب التي تساعدهم في تطوير مهاراتهم والاستعانة ببرامج المحاكاة لإجراء الأبحاث العلمية بدل استخدام المختبرات الفعلية.

ـ