افتتاح الدورة الـ57 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية

افتتحت اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، اليوم، دورتها السابعة والخمسين في القاهرة.

وقال وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي الذي ترأس الجلسة الأولى للدورة: إن 'الإقليم تأثر سلباً بالأزمة الاقتصادية التي مر بها العالم، وتأثرت المشاريع التنموية في هذه الدول وخاصة الصحية منها'.

ودعا دول الإقليم إلى تعزيز تعاونها وتكاملها وتعزيز دعم المقتدر منها للأنظمة الصحية لغير المقتدرين لضمان استدامة مشاريع التنمية الصحية واستدامة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في هذا الإقليم الذي يعاني في كثير من مواقعه عدم الاستقرار والكوارث الطبيعية.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية سعت تطبيقاً لدستورها الذي أقره مؤتمر الصحة الدولي عام 1946 ودخل حيز التنفيذ في عام 48 إلى أعمال الحق في الصحة لكل إنسان، بتعريفها الأشمل: إي اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً والتمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه كأحد الحقوق الأساسية لكل إنسان، دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة السياسية أو الحالة الاقتصادية، أو الاجتماعية وتناغم المكتب الإقليمي ودول الإقليم مع هذه الرؤية.

وأشار إلى أنه لو تم مراجعة أنشطة المكتب الإقليمي منذ تأسيسه وحتى اليوم لرأينا أن هناك قفزات نوعية قد تحققت للوصول إلى أعمال الحق في الصحة لكل إنسان يعيش في الإقليم، وشدد على أن التركيز على جودة الخدمات المقدمة من خلال أعمال هذا الحق يجب أن يبقى الشغل الشاغل لدولنا ولأنظمتنا الصحية وخاصة ونحن نعيش في إقليم تتقاذفه الكوارث الطبيعية وتلك التي يفتعلها الإنسان.

واستعرض أبو مغلي التحديات الخطيرة التي تمنع المواطن من الوصول للخدمة الصحية، وتمنع تطوير النظام الصحي، ومنها ما يمارسه الاحتلال على الأرض الفلسطينية وتصاعد إجراءاته مثل عزل القدس وعمليات طرد أهلها وهدم بيوت المواطنين فيها، واستكمال بناء جدار العزل ومئات الحواجز العسكرية في مختلف مناطق الضفة والحصار اللاأخلاقي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

وتطرق إلى السيطرة على الأمراض السارية والنجاح في الحد من انتشار العديد من هذه الأمراض، مشيرا إلى أن العديد من دول الإقليم نجحت في استئصال أمراض سارية فتاكة مثل الحصبة وشلل الأطفال والملاريا وغيرها، ولا تزال دول أخرى في الإقليم تتحمل عبء هذه الأمراض وتحتاج خبرة ودعم من سبقوا في تحقيق نجاحات في هذا المجال.

وشدد على ضرورة إجراء البحوث والدراسات والمسوحات المختلفة، مؤكدا على ضرورة تكاتف الجهود في هذا المجال ووضع الاستراتيجيات وتبادل الخبرات.

يذكر أن الاجتماع الأممي سيناقش في هذه الدورة قضايا مثل التوجيهات الإستراتيجية لتحسين تمويل الرعاية الصحية والإستراتيجية الإقليمية للتغذية ولمكافحة الايدز، والعدوى في مرافق الرعاية الصحية، والتبغ، إضافة إلى الصحة النفسية للأمهات والأطفال المراهقين.

وتعقد الدورة الحالية بمشاركة 22 وزيراً للصحة هي مجموع بلدان الإقليم، بحضور المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية د.مارغريت تشان، والمدير الإقليمي لشرق المتوسط د.حسين الجزائري، وسائر مسؤولي المكتب الإقليمي.

وفي سياق آخر، التقى د. أبو مغلي والوفد المرافق على هامش الجلسة الافتتاحية، مع عدد كبير من المسؤولين الصحيين الأميين، ومع نظرائه وزراء الصحة العرب، وأطلعهم على آخر المستجدات الصحية في فلسطين والأوضاع الكارثية التي تمر بها مدينة القدس على وجه الخصوص.