دحلان: الردود الأمريكية لم تكن كافية..ولدينا القدرة على قول لا

أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض الإعلام، محمد دحلان أن إستئناف المفاوضات سيكون وفقاً للشروط الفلسطينية، وأنه بدون تحديد المرجعيات بالنص، وتحديد السقف الزمني لها مع إيقاف الاستيطان فأن القيادة الفلسطينية لن تذهب إليها. وأنه سيكون مخطئاً من يعتقد أن القيادة الفلسطينية ستضحي بالثوابت.

وأوضح دحلان خلال لقاء صحفي مع وسائل الإعلام في مكتبه برام الله فقال:" أن الحرية والاستقلال هدف المفاوضات لذا فإنها يجب أن ترتكز على مرجعيات معلومة أساسها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخارطة الطريق".

وكشف دحلان النقاب عن أن الردود والتوضيحات الأمريكية على الأسئلة الفلسطينية لم تكن كافية ولم تكن محصنة بما يضمن الوصول إلى نتائج تتوافق مع الأهداف الفلسطينية من المفاوضات، وقال: " إن الإدارة الأمريكية تحاول إيصال الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى منتصف الطريق ...لكن القيادة الفلسطينية تتطلع إلى مفاوضات حقيقية وجادة تتوفر فيها النوايا المخلصة للوصول إلى حل نهائي يضمن الحقوق الوطنية. مؤكداً بالقول: " لدينا القدرة على قول لا، وبذات الوقت نعمل على تطوير الموقف الأمريكي إلى حد يلزم إسرائيل للتراجع عن قرارتها بضم الحرم الإبراهيمي وإيقاف إجراءتها الخطيرة بالقدس التي تمس بوضع المدينة العربية ومقدساتها.

ولفت دحلان الانتباه إلى التطور الإيجابي الذي يشهده التنسيق الرسمي العربي من خلال لجنة المتابعة العربية، مشيراً إلى زيارات وزير خارجية مصر وزير خارجية الأردن وزيارة الوزير عمر سليمان في إطار الجهود المبذولة لتوضيح الموقف العربي ومناقشته مع الإدارة الأمريكية، ورأى أن هذا التطور سيصب في صالح تعزيز الموقف الفلسطيني ونصرة القضية الفلسطينية.

وقال دحلان في استعراضه لمدى جدية موقف الإدارة الأمريكية: " يجب علينا العمل على تطوير الموقف الأمريكي لتتلائم مع مواقفنا " موضحاً بأن :" الأمور والقضايا الأساسية لا تحسم بأجوبة قاطعة مثل نعم أو لا، مؤكداً : " أنه إذا عرض على القيادة الفلسطينية أموراً جدية سنذهب " معللاً بالقول : " ليس هدفنا ألا نذهب للمفاوضات، فنحن مع إستئناف المفاوضات من حيث انتهت ولكن وفقاً للمبادىء والشروط التي حددتها القيادة الفلسطينية وأعلن عنها الرئيس أبو مازن " مضيفاً: " نحن لن نذهب لمفاوضات جديدة وإنما إلى حيث انتهينا مع حكومات إسرائيل السابقة وآخرها حكومة اولمرت".

ورأى دحلان ضرورة وقوف القوى الفلسطينية وراء الرئيس أبو مازن كجبهة داخلية موحدة تمكنه من تجميع عناصر التأييد للموقف الفلسطيني من الدول المؤثرة، ولتمكين حكومته برئاسة الدكتور سلام فياض من استكمال عملية بناء مؤسسات الدولة المستقلة معتبراً أن القيادة الفلسطينية تسير على خطين متوازيين أولهما حشد الدعم والتأييد للموقف الفلسطيني وثوابته، وبناء المؤسسات ودعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه ووطنه.

وشدد دحلان على حكومة إسرائيل التي تشن هجوماً منظماً ومبرمجاً يستهدف شخص الرئيس أبو مازن لأنه أكد على الثوابت الفلسطينية، ولأنها – إسرائيل – لا تستطيع اتهامه بتأييد العنف أو مساندة الإرهاب، مؤكداً بأن: " جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بدءاً من حكومة نتنياهو في العام 1996 وحتى حكومته الحالية مروراً بحكومتي باراك وشارون حاولت تعميم إشاعة: " اللاشريك الفلسطيني " مستعرضاً الحصار السياسي والميداني الذي فرضته إسرائيل على الرئيس الراحل ياسر عرفات، رغم أن الرئيس الفلسطيني أبو عمار كان مؤمناً فعلاً بالسلام، وشدد دحلان على: " أن إسرائيل تعمل على إضعاف الطرف الفلسطيني الذي يريد السلام فعلاً ".

وقال دحلان: " إن خياراتنا يجب أن تكون مدروسة ومحسوبة، ولكن ذلك لا يمنعنا من ممارسة حقنا في الدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا، والتصدي للمستوطنين وحماية المواطنين من اعتداءاتهم، فالفعاليات الشعبية حق مشروع نمارسه بكل التزام " محذراً بالوقت نفسه مسعى إسرائيلي لاستدراج ردود فعل عنيفة، لتبرر إجراءاتها العنفية ضد المواطنين المشاركين في الفعاليات، وتصويرها للرأي العام على أنها مواجهات لتبرر ردود فعلها العنفية ضد المواطنين الفلسطينيين بالقدس والخليل تمهيداً لتبرير الهروب من استحقاقات السلام.