باحثة إجتماعية تحذر من نقل الصراعات العائلية إلى ساحة المدرسة

شكلت ظاهرة العنف المنتشرة بين طلبة مدارس محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، قلقا لدى المجتمع الفلسطيني في المحافظة التي تعد" الأكثر تشدداً" خاصة في القضايا العائلية، فيما شكلت إنتقال الخلافات العائلية إلى ساحة المدرسة وإنتشارها كالنار في الهشيم بين الطلبة، قلقاً لدى الأوساط التدريسية التي تبذل جهوداً من أجل توعية الطلبة لمخاطر هذه الظاهرة.

وتقول الباحثة الإجتماعية صفاء عابد " بأن انتقال ظاهرة العنف والمشاكل الأسرية من محيط العائلة، إلى بيئة المدرسة يؤدي بصورة طبيعية إلى حدوث مشاكل بين الطالب وزميله، خاصة وأن هذه الخلافات تتسبب في الكثير من الأحيان إلى حالة من الإقتتال، وإنتشار ظاهرة "التجشيش" و" الشللة" مضيفة" بأن ساحة المدرسة تصبح أرض خصبة لزيادة هذه الظاهرة، والأخذ بالثأر، والضرر بمصلحة الطلبة.

وتضيف عابد " هناك حالة من الجهل لدى الكثير من العائلات، خاصة في المجتمعات المحافظة، بأن ظاهرة الثأر العائلي، قد تؤدي إلى كارثة على حياة الطالب، ومستقبله التعليمي".

وأرجعت عابد " إنتشار ظاهرة العنف بين الطلبة، إلى عدم وجود رقابة من قبل الأهالي والمدرسة، مضيفة" بأن ذلك يفسح المجال لتصبح المدرسة " ساحة معركة" بين الطلبة، وانتقال المشاكل الداخلية إلى هذه الساحة، مما يزيد من تعقيد المشكلة، والضرر بالمسيرة التعليمية".

ودعت عابد " الأهالي والمؤسسات التربوية إلى المزيد من برامج التوعية والإرشاد لتعريف الطلبة على مخاطر استخدام العنف في حل خلافاتهم مع زملائهم داخل المدرسة، مؤكدة " على ضرورة وجود رقابة من الأهالي على أبنائهم وكذلك الأصدقاء، مطالبة "الأمهات" إلى تفتيش حقائب أبنائهم من اجل مصلحتهم وحمايتهم".

وكان طالب فلسطيني، أصيب بجروح خطيرة، إثر تعرضه للطعن بالسكين في منطقة "العنق" على يد زميله في بلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية، في وقت إستدعى ذلك نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج".

وقالت مصادر طبية فلسطينية أشرفت على حالة الطالب يوسف العلامة (15 عاما)" بأن المذكور وصل إلى المستشفى وهو يعاني من جروح خطيرة في منطقة " الرقبة" تم إدخاله إلى قسم الجراحة".

وناشد العديد من أهالي الطلبة في الخليل" وزارة التربية والتعليم الفلسطينية" الى المزيد من الإجراءات الصارمة في المدارس لحماية أبنائهم من خطر الإعتداء من قبل زملائهم، مؤكدين" على أهمية دور المدرسين في توعية الطلبة وكذلك المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق مدير المدرسة".

وذكرت الشرطة الفلسطينية " ان شرطة حلحول تحركت مباشرة الى احدى مدارس البلدة بعد تلقيها بلاغ حول نشوب شجار بين طالبين وقامت ادارة المدرسة بانهاء الخلاف بين الطرفين وعادا الى صفهما وعادة الشرطة الى مواقعها , الا ان احد الطلبه استغل فترة الاستراحه في المدرسة ليقوم بالتعدي على زميله بكسرة زجاج حاده مما اصابه بجروح عميقه على طول 9 سم في رقبته ".

واضاف البيان انه وبناء على شكوى من والد الفتى المصاب قامت الشرطة بالقاء القبض على الحدث المعتدي (14عام) وسيتم احالته الى النيابه العامه اصولا لاستكمال الاجراءات القانونيه بحقه .