..عن محمد بديع والمفاوضات وخلط الدين بالسياسة

تساءل الكاتب سمير رجب في مقالة كتبها في صحيفة 'الجمهورية' المصرية تحت عنوان 'خطوط فاصله'، عن حق المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد بديع، التدخل في عملية السلام التي تجري مفاوضاتها الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال: 'هل من اللياقة في شيء.. أن يهاجم السلطة الوطنية الفلسطينية ويشتم ويسب رئيسها ويقول: إن هذه السلطة علي وشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة فوق طاولة المفاوضات المباشرة..؟!'

واعتبر الكاتب في مستهل مقالته، أن محمد بديع ليس ضليعاً في السياسة لكي يوزع الاتهامات يمناً ويساراً، أو ليقدم رؤى وتصورات تستند أول ما تستند علي عناصر ذاتية بحتة..!

'إن هذا الموقف المتحيز من جانبه.. إنما يؤكد علي أن الإخوان المسلمين يخلطون الدين بالسياسة رغم نفيهم لذلك' هذا ما اشار اليه الكاتب، لافتا أنهم يؤكدون بما لا يدع مجالاً للشك أنهم لا ينطقون أبداً بالحق.. بل يراوغون.. ويلفون.. ويدورون.. فإذا ما واجهتهم بما تجيش به صدورهم.. ألقوا التبعية على الآخرين.. استمراراً وتأكيداً لسياستهم في المراوغة والكذب والتدليس، يقول الكاتب سمير رجب.

ويضيف 'في نفس الوقت.. فإنهم بهذا الموقف.. إنما ينضمون جهاراً.. نهاراً إلي صف ملالات إيران الذين يصرون دوماً علي زرع الألغام أمام طريق السلام.. شأنهم شأن حركة حماس التي يقيم قادتها علاقات مع الإسرائيليين في الخفاء، بينما يشنون في العلن الهجوم علي محمود عباس 'أبومازن' ورفاقه الذين قبلوا خوض المفاوضات المباشرة..!!

واعتبر سمير رجب في مقالته، أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ممثلة في مرشدها العام تعمل علي تأليب الشعب الفلسطيني بعضه علي بعض، وهذا على الجانب المقابل ليس من الإسلام في شيء..!! ويقول رجب 'إن محمد بديع يحرض علي إشعال نيران الثورة ضد القيادات الشرعية في وقت تحاول فيه جميع الشعوب العربية بذل جهودها من أجل رأب الصدع وتصفية الخلافات..!'

ويضيف 'انظروا إذن.. كيف ينادي من ينادي بالتوحد وتلاحم الصفوف، بينما يجيء آخرون لإشاعة الفرقة ونثر بذور الشقاق و.. و.. ويزعمون أنهم يدافعون عن تعاليم الإسلام وينشرون مبادئه..؟؟

ويتساءل الكاتب: أي إسلام هذا الذي يدعون إليه وهو منهم براء.. براء..؟؟ فذلك الدين القيم لا يعرف سوى التسامح والإيثار والتعاطف الوجداني، وتلك جميعها خصال طيبة تاجروا بها وعرضوها دون حياء في أسواق المزاد العلني..!

ويختتم الكاتب رجب مقالته، بالقول: 'بديهي أن تنبري السلطة الفلسطينية للرد وتوضيح موقفها، مؤكدة علي إيمانها بالثوابت الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية، ورفض الاستيطان، وحق اللاجئين في العودة إلي ديارهم..!'

وإنصافاً للحق، يضيف الكاتب، انه لا توجد أدني شواهد علي تنازلات 'جديدة' من جانب 'أبو مازن'، بل مازال متمسكاً بعدم استئناف المفاوضات، إلا إذا توقفت عمليات التوسع الاستيطاني يؤازره في ذلك موقف عربي موحد، ولعل هذا ما حدا بعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن يدعو لإيجاد بدائل جديدة إذا ما فشلت المفاوضات المباشرة بما يؤكد على عدم الإخلال بالمواقف الرئيسية..!

لكن ماذا عن هذه البدائل.. ذلك هو بيت القصيد..!!