عشية اللقاء الأخير في دمشق.. تبادل للإتهامات بين فتح وحماس

أكد النائب الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس اليوم الثلاثاء, أن المحاكمات التي تصدرها محاكم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هي محاكمات "باطلة وغير شرعية لا وزن لها على الإطلاق" ، وإنما تعكس ما وصفه مدى " تورط الأجهزة الأمنية بالضفة في التعاون والعمالة مع الاحتلال ".

وقال البردويل في تصريحات صحافية " لا نعترف بالسلطة في رام الله فهي سلطة غير شرعية ومحاكمها لا صلة لها بالشرعية الفلسطينية لأنها محاكم مسيسة مدفوعة الأجر من الاحتلال ", مضيفاً " لا يجوز لمحاكم تتلقي راتبها من الاحتلال أن تعلن عن نفسها أنها محاكم فلسطينية ". على حد قوله.

وأوضح البردويل " أن قرارات المحاكم تأتي متزامنة مع زيارة أشكنازي وفريقه الصهيوني لبيت لحم ومع عملية حرق مسجد الأنبياء "، مشيراً إلى أن هذا يدلل على وجود مخطط لمحاربة الإسلام والمقاومة الفلسطينية من أجل وضع حد لوضع حد للمعارضين لمشروع التسوية المهينة والمفاوضات القائمة عليها .

ودعا البردويل حركة فتح إلى وضع حد لمثل هذا التهور في "العمالة مع الاحتلال ", مشدداً على أن مثل هذه العمالة تتناقض مع مفهوم المصالحة الذي يتحدثون عنه ".

ومن جانبه قال المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أحمد عساف،، إن تصريحات قيادة حماس من قطاع غزة تؤكد عدم رغبتهم بإنجاز المصالحة، وتهدف إلى توتير الأجواء ونسف الجهود التي ما زالت مبذولة لإتمام المصالحة، و ذلك بعد الانفراج الذي حدث عقب اجتماع دمشق الاخير.

و تساءل عساف، في تصريح صحفي أرسل لـ"قدس نت" نسخة عنه، بماذا نفسر اتهام صلاح البردويل لحركة فتح بالعمالة ؟ وهل هذه الاتهامات تهيئ الأجواء و تهدئ النفوس و تزيل الأحقاد من أجل إنجاح جهود المصالحة؟، و ما هو الهدف الحقيقي خلف انضمام البردويل لجوقة المخربين لجهود المصالحة من قيادات حماس الغزية التي بدأها الزهار بعد اجتماع دمشق الإيجابي و تصاعدت اليوم بعد تحديد موعد جديد بين الحركتين ".

وقال " لقد تجاوبنا مع جهود المصالحة منذ اللحظة الأولى وأبدينا كل المرونة المطلوبة و تنازلنا عن كل المصالح الحزبية، واعتبرنا أن هذا التنازل مكسب لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهدفنا الوحيد إنهاء الانقسام الذي تسببت به حماس وعودة الوحدة إلى شطري الوطن ".

وطالب عساف قيادات حماس بألا ترهن القضية الوطنية الفلسطينية وتبقي على معاناة مليون ونصف المليون غزي بسبب صراعاتها الداخلية، من خلال سعي قيادة حماس في غزة إلى إثبات أنها صاحبة القرار في حماس. على حد قوله.

وأضاف " أن قيادة حماس في غزة استخدمت هذه اللغة التحريضية للتضليل على هدفها الحقيقي غير المعلن الرافض للمصالحة والساعي لاستمرار الانقسام للمحافظة على حكم إمارة غزة الظلامية ومن أجل المحافظة على امتيازاتها الشخصية ".

وكانت محكمة فلسطينية أصدرت أحكام مختلفة على فلسطينيين إثنين وإمرأة بتهمة التسبب في مقتل ثلاثة عناصر أمن في مدينة قلقيلية قبل عام في أحداث شهدتها المدينة على خلفية محاولة إعتقال أحد عناصر القسام راح ضحيتها عدد من القتلى والإصابات.

وتشهد المصالحة جهود حثيثة لإتمامها وخاصة بين حركتي فتح وحماس, حيث أعلن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن موعد اللقاء المنوي عقده بين الطرفين لإتمام ملف الأمن الذي بقي عالق في العشرين من الشهر الجاري.

يذكر أن الحركتين توصلا إلى حل في الملفات العالقة بينهما قبل توجه حركة حماس إلى القاهرة للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة والتي من شانها إعادة المياه إلى مجاريها في التصالح بين الطرفين والذي إستمر الخلاف بينهما ثلاث سنوات متواصلة.