'المفاوضات إلى أين؟' .. ندوة سياسية في بيروت

شدد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى لبنان السفير عبد الله عبد الله على 'ضرورة استمالة الرأي العام وحشد أوسع جبهة ممكنة للتضامن مع قضيتنا في مواجهة إسرائيل التي تمتلك من الدعم ما هو واقع وقائم سواء عبر المنظمات الدولية أو لدعم العسكري والبشري'.

وأوضح عبد الله خلال ندوة سياسية عقدت في بيروت بعنوان 'المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى أين؟'، أن هدف العمل النضالي يتمثل في تحقيق الحرية لشعبنا وإعطائه حقوقه، مؤكدا على أهمية المزاوجة بين المقاومة الشعبية اللاعنفية التي تحرج إسرائيل والصمود في الأرض والدفاع عن الثوابت والحقوق، في نفس الوقت.

واعتبر أن المفاوضات وسيلة من وسائل النضال، مشيرا إلى أن الدخول في المفاوضات مع التمسك بالحقوق يعتبر وسيلة من وسائل الحل من دون التخلي عن الثوابت، وخاصة أن الموقف الدولي إلى جانبنا إذ إن هناك مواقف بدأت تضغط على إجرام وعنصرية هذا المحتل، مشدداً على ضرورة الاستمرار في الضغط في هذا الاتجاه.

وتوقع عبد الله في حال سارت المفاوضات، أن يصاب الإسرائيلي بالارتباك لسببيْن، الأول لأنه مضطر تحت ضغط دولي أن يتخلى عن شروط كان يؤمن بها ولم يعد يمكن تحقيقها، ومنها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والتنازل عن حق العودة، مؤكداً أن السلطة لن تتنازل عن بقاء مليون ونصف المليون فلسطيني منزرعين في أرضهم في أراضي 48، والثاني إصرار الجانب الفلسطيني على أنه في حال لم يتحقق الهدف المنشود من المفاوضات، فسوف يستمر بكل الوسائل الممكنة حتى لو اضطر إلى الانطلاق بالمفاوضات من جديد.

وأكد على ضرورة الحفاظ على أساسيات العمل النضالي ومن ضمنها الحفاظ على الوحدة الداخلية ووحدة الموقف العربي الذي هو هدف بحدّ ذاته، لأنه سينطلق يوماً ما من قمقمه ويحقق النصر لهذه الأمة.

ورفض عبد الله مقولة أن الفلسطينيين ضعفاء، فلو كانوا كذلك لما جرى إليهم القاصي والداني ليجرّهم إلى طاولة المفاوضات، فمن عناصر القوة التي يمتلكونها برأيه نشر الصحافة العالمية لصورة فتى يحمل حجراً أمام عشرات الجنود الإسرائيليين المدجّجين بالسلاح، مشدداً على عدم التقليل من قوة الفلسطينيين وعدم تضخيم قوة العدوّ الإسرائيلي.

وختم عبد الله بالتأكيد على أن السلطة الوطنية الفلسطينية جادّة في تحقيق الوحدة، وأن المسؤولية تقع على الجميع من أجل إنهاء الحصار على غزة كلياً.

من جانبه، رحب رئيس 'حزب الحوار الوطني' فؤاد مخزومي في كلمة له خلال الندوة بالسفير عبد الله شاكراً له حضوره، وأكد أنه ممّن يهاجمون المفاوضات، ولكن في الوقت ذاته يجب إعطاؤها وقتاً، فالعرب بدؤوا المفاوضات لإعطاء فرصة لأوباما ولكنه لم يستطع، حتى الآن، الوفاء بوعوده الكبيرة.

وأدار الندوة التي نظمها 'منتدى الحوار' في مقر 'حزب الحوار الوطني' في بيروت، نائب الأمين العام للشؤون السياسية د. أحمد موصللي، بحضور رئيس حزب 'الكتائب' أمين الجميل ممثلاً بالمحامي جوزيف عيد، وقائد الجيش الجنرال جان قهوجي ممثلاً بالعميد علي قانصو، وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ ممثلاً بمستشاره فرج كرباج، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ممثلا بغابي جبرائيل، والنائب السابق وجيه البعريني ومطران السريان الاورثوذوكس في جبل لبنان جورج صليبا.

كما حضر سفراء وممثلين عن السفارات الكويتية، والفلسطينية، والإيرانية، والكندية، والسعودية، والعمانية، والكورية، والدنماركية، والبريطانية، إضافة إلى حشد من السياسيين وممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية وممثلين عن شخصيات وأحزاب وتيارات وجمعيات وفعاليات نقابيّة وعماليّة ومهنيّة وإعلاميين.