مستشار رئيس بوركينا فاسو يتولى التفاوض مع "القاعدة" حول الرهائن

كشف مصدر موريتاني أن أحد مستشاري الرئيس البوركينابي بدأ الخميس في مناطق قريبة من تيمرين على الحدود المالية الجزائرية، مفاوضات مع تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي حول تحرير الرهائن (خمسة فرنسيين وافريقيان) المحتجزين منذ الخامس عشر من أيلول/سبتمبر الماضي والذين تباطأ التفاوض بشأنهم رغم تلهف باريس لتحريرهم.
وأشار المصدر الذي فضل التكتم على اسمه في إلى أن الحكومات الفرنسية والمالية والموريتانية أجمعت على أن مصطفى ولد الامام الشافعي، وهو موريتاني يعمل مستشارا للرئيس البوركينابي ابليز كامباووري، هو الشخص القادر وحده على التفاوض المجزي مع تنظيم القاعدة حول تحرير الرهائن لكونه "يحظى بثقة التنظيم ولخبرته في طرح الضمانات المقنعة".

ويأتي دخول ولد الشافعي على الخط بعد فشل محاولات دولة مالي في التوصل لأي نتيجة مع "القاعدة" بعد مرور ما يقرب من شهر على عملية الاختطاف.
وعلى أساس هذا الإجماع اتصل الرئيس الفرنسي بنظيره البوركينابي ليكلف مستشاره الخبير في مفاوز الصحراء مصطفى الشافعي بالبدء في اتصالاته بتنظيم القاعدة الذي لم يحدد بعد طلباته وشروطه لإطلاق الرهائن ولو أنه تعهد بذلك في بيانه الأخير.

ومعلوم أن الجزائر غير مرتاحة للتفاوض مع من تسميهم "الإرهابيين" لكونها تدعو لموقف دولي منسق لرفض دفع الفدى للمسلحين مقابل تحرير
الرهائن.

وقد نقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية الثلاثاء عن مصدر مطلع قوله "إن بعض الأوساط الفرنسية تحذر الرئيس ساركوزي من مخالفة الجزائر فيما يخص قانون دفع الفدية للإرهابيين، خاصة أن هذا الأخير يبذل كل جهده من اجل إطلاق سراح الرهائن، ويلعب كل أوراقه من اجل حفظ ماء الوجه، ولو اقتضى الأمر الخضوع لكل مطالب الإرهابيين بعد الفشل الذي سجله خلال عمليات الخطف الأولى والثانية، مما أرجع شعبيته إلى حدها الأدنى، خصوصا أن الرهائن هذه المرة عددهم خمسة، حسب الصحيفة.

ويؤكد تفرد ولد الشافعي بقضية التفاوض اليوم تفنيد إياد آغ غالي، أحد القادة السابقين في حركة الطوارق المتمردة في شمال مالي والذي يعمل حاليا سفيرا لجمهورية مالي في الرياض، لخبر أخير نشرته وكالة "فرانس برس" مفاده أنه توجه إلى تيمترين للمشاركة في المفاوضات الرامية الى الافراج عن الرهائن.

كما أن الرئيس المالي لمح في تصريحات أخيرة لوسائل إعلام فرنسية أن بلاده لا تقوم بأي تفاوض حول الرهائن.

وأكد مصدر ديبلوماسي غربي في نواكشوط "أن الفرنسيين ينظرون بتقدير كبير لكفاءات ولد الشافعي الذي تمكن من تحرير رهائن عديدين مرات سابقة آخرها تمكنه من تحرير الرهائن الاسبان بعد تسعة أشهر من الاعتقال".

وفي نفس النطاق ذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية قبل يومين أن اكلون غيان الأمين العام لقصر الاليزيه (الرئاسة الفرنسية) حرص خلال زيارته الأخيرة لأبيدجان على استكشاف الطرق المثلى التي تجعل ولد الشافعي يدخل على الخط للتعجيل بإطلاق سراح الرهائن الذين يتطلب إطلاقهم "مهارة ودهاء وحنكة وهي خصال يجمعها ولد الشافعي بامتياز"، حسب تقديرات فرنسية.
ومما يقوي قدرات ولد الشافعي كونه مستشارا خاصا للرئيس البوركينابي الذي كان الوسيط الذي لا يمكن تجاوزه في جميع الأزمات التي شهدتها بعض دول افريقيا الغربية مثل ساحل العاج وتوغو وغينيا.

يذكر هنا ضمن السياق نفسه أن فرنسا قد هيأت قوات عسكرية هامة في واغادوغو بعد اختطاف الرهائن في النيجر، وهو أمر يشير للموقع الذي تحتله بوركينا فاسو في الحراك العسكري والأمني لفرنسا التي بدأت بالفعل التفكير في إعادة رسم خارطة التحالفات الديبلوماسية والعسكرية في المنطقة.