المطران حنا يأمل أن تحتل قضية فلسطين حيزا لائقا في 'السينودس'

أعرب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا لله حنا، عن أمله أن يكون لفلسطين ومعاناتها والقدس وما تمر به، موضعا محوريا في نقاشات ومواضيع السينودس الذي سينعقد من أجل الشرق الأوسط نهاية الأسبوع الجاري، بدعوة ومبادرة من البابا بنيديكتوس السادس عشر.

وطالب المطران حنا بأن يكون لقضيتنا ومعاناة شعبنا الفلسطيني والتحديات التي تواجهنا حيزا لائقا في هذا السينودس، باعتبار أن فلسطين وقلبها القدس هي مهد المسيحية الأول وكنيستنا هي الكنيسة الأم فهي أول كنيسة شيدت في العالم.

ودعا مجمع السينودس إلى أن يأخذ بعين الاعتبار الوثيقة التي أصدرها المسيحيون الفلسطينيون من كافة كنائسهم التي سميت وثيقة 'وقفة حق'، مشيرا إلى أنها ستفيد من يتحدثون عن أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط لأنها لسان حال المسيحيين الفلسطينيين الذين يعيشون في قلب منطقة تعاني ما تعانيه من احتلال وبطش وعنصرية وممارسات غاشمة.

وقال المطران حنا: إن 'المسيحية العالمية التي ستجتمع في هذا اللقاء الذي يعقد وللمرة الأولى على هذا المستوى من أجل منطقة الشرق الأوسط، مطالبة بأن تأخذ موقفا واضحا تجاه معاناة الشعب الفلسطيني بعيدا عن اللغة الدبلوماسية التي تعتبر بأنها تتناقض مع الروح المسيحية'.

وأضاف: 'المطلوب موقف مسيحي واضح يطالب بإنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتحقيق السلام المبني على العدل، لأن سلاما من هذا النوع هو الذي سيحفظ بقاء الوجود المسيحي ويجعل الكثيرين ممن غادروا بان يفكروا بالعودة إلى وطنهم'.

وتابع: 'نود أن نقول للمجتمعين أن قضية فلسطين وشعبها المظلوم ليست قضية أسلامية فحسب وإنما هي قضية مسيحية أيضا، فعندما تهدر كرامة الإنسان ويتعدى على حقه في الوجود والبقاء في وطنه، إنما يعتدى على كل القيم الروحية والإنسانية الموجودة في هذا العالم'.

وتمنى على المجتمعين تبني القضية الفلسطينية التي لا يجوز اختزالها على أنها قضية سياسية فحسب، فقضية شعبنا المظلوم قضية كرامة تهدر وإنسان يقتل ويتعدى على حريته وكرامته، والموقف المسيحي من هذه الانتهاكات واضح لا لبس فيه.

وأكد المطران حنا أن المسيحيين في الشرق الأوسط ليسوا أقليات وليسوا جاليات في أوطانهم وهم جزء من أمتهم العربية ثقافة وهوية وانتماء، ويرفضوا بأن يعاملوا كالغرباء في أوطانهم وهم جزء أساسي من مكونات النسيج الوطني في أقطارهم.

يذكر أن السينودس من أجل الشرق الأوسط ينعقد في روما نهاية الأسبوع الجاري بدعوة من البابا بنيديكتوس السادس عشر تحت عنوان 'شهادة ووحدة'، وسيبحث خلاله بطاركة الشرق الكاثوليك ومطارنته وعلمانيوه، إلى جانب أخوة لهم من الكنائس الشقيقة والديانات الأخرى، في أوضاع مسيحيي الشرق الأوسط الذين يواجهون سلسلة من التحديات.

وسيعرض نحو 170 مشاركا من 10 تشرين الأول إلى 24 منه، التحديات والمرتجيات، النجاحات والإخفاقات، الواقع والخيبات لكنائس ولمنطقة شكلت مهد المسيحية وانطلقت منها البشارة نحو العالم.