مخيم نهر البارد: «العمل الشعبي» تحذر «الأونروا» من خطوات تصعيدية

في ما بدا كردّ فعل متوقع لأبناء مخيم نهر البارد على التأخير الحاصل في عملية إعادة الإعمار وعلى الآلية المتبعة في تلزيم الأشغال والمشاريع للشركات المتعهدة، وما رافق ذلك من معلومات عن أخطاء ارتكبت هنا وهناك، كانت الجهات المعنية قد سارعت في الآونة الأخيرة إلى احتواء بعضها في محاولة لامتصاص نقمة الأهالي، أطلقت «هيئة العمل الشعبي الفلسطيني المستقل» في المخيم أمس، سهام انتقاداتها نحو «الاونروا» والشركتين الملتزمة والمنفذة للأعمال. وحذرت من خطوات تصعيدية إذا لم يُصر إلى معالجة المشاكل المترتبة ووضع حد للتجاوزات التي تقوم بها الشركة المتعهدة وموظفو «الاونروا».
وإذا كانت الهيئة، وهي جهة فلسطينية مستقلة، قد بادرت إلى توجيه الانتقادات ورفع سقف التحذيرات، فإن مصادر فلسطينية متابعة للملف تشير إلى وجود حالة اعتراضات واسعة لم تتبلور بعد على شكل احتجاجات أو تحركات شعبية، كونها ما زالت تحت سيطرة الفصائل، التي يبدو أنها تعمل على تنسيق تام مع «الاونروا» إفساحا في المجال لتصحيح الأخطاء الموجودة، وذلك ما يفسر انكفاء الفصائل عن القيام بأي تحركات خارج اللقاءات التي تعقدها مع مسؤولين في «الاونروا» مع كل طارئ أو مستجدات على الأرض.
وسلط بيان الهيئة الضوء على الأخطاء الإدارية والفنية وتداعياتها على حياة أبناء المخيم اليومية ومستقبلهم. وكشف عن وجود تلوث بيئي ناتج من وجود «مجبل» وكسارة يعملان لمصلحة الشركة المنفذة للمشروع داخل المخيم. وتطرق إلى الأوضاع المعيشية للمقيمين في البراكسات (البيوت المؤقتة)، مشيراً إلى أن «الاونروا» لم تبادر إلى إجراء التحسينات المطلوبة لرفع الضرر عن المقيمين، «رغم إقرارها بوجود مشاكل تواجه السكان»، واتهم اللجنة الشعبية بالتواطؤ مع بعض الأطراف في «الاونروا لغايات ومنافع شخصية».
وأوضحت الهيئة في بيانها ان قسم إدارة إعادة الإعمار غض الطرف عن عودة «شركة تيكسون» لمتابعة أعمالها في المخيم تحت اسم «شركة دنش» أو بغطاء منها، «رغم أن الشركة المذكورة أثبتت خلال تعهدها إعادة إعمار الرزمة الأولى أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وقد تأخرت عن تسليم الرزمة قرابة النصف عام، ما يفرض محاسبتها والتشدد في اتخاذ الإجراءات بحقها وليس التساهل معها، لا سيما أن بعض القيمين عليها تعاطوا بعنصرية بغيضة مع عمالنا في المخيم القديم، وآخر فصول هذه العنصرية يتمثل بطرد ثلاث موظفات فلسطينيات لا لذنب اقترفنه سوى أنهن فلسطينيات وتم استبدالهن بموظفات لبنانيات».
وأضافت الهيئة في البيان: «ان الشركة المتعهدة تقوم بتركيب كسارة إضافة إلى المجبل القائم، وكأن أبناء البارد وجواره ليسوا من بني البشر ومحكومون بتحمل التلوث البيئي والغبار بما يتسبب به من أمراض صدرية وسرطانية وسواها». وحذرت من أنه «إن كنا في ما مضى قد غضضنا البصر عن المجبل بكل ملوثاته الكيماوية وتداعياته السلبية على صحة الناس، وخاصة الأطفال، تسهيلاً منا لعملية إعادة إعمار مخيمنا، فإننا اليوم نرفض بشدة وجود الكسارة على مقربة من البيوت السكنية»، مطالبة الاونروا «بوقف ممارسات موظفيها والاستنسابية في التعاطي مع المواطنين، والإسراع في معالجة المشاكل التي تواجه عملية إعادة الإعمار، وإلا فإننا سنكون بالمرصاد».

» مدير عام 'الأونروا' يشرح مراحل إعادة إعمار مخيم البارد
» «أشد» يدعو «الأونروا» إلى إنقاذ طلاب «مخيم نهر البارد»
» 'الأونروا' تؤكد تواصل الإعمار في مخيم نهر البارد
» الأونروا توافق على تصاميم البنى التحتية في مخيم نهر البارد
» تبني اقتراح الأونروا لتسريع التسليم في «مخيم نهر البارد»