وزير الخارجية الفنلندي يعرب عن صدمته لمشاهد الدمار واليأس والفقر في القطاع

أعرب وزير الخارجية الفنلندي الكساندر ستاب عن صدمته من مشاهد الدمار واليأس والفقر التي شهدها خلال جولته في الـمناطق التي تعرضت للتدمير في قطاع غزة.



ودعا ستاب خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وكالة الغوث 'أونروا' في غزة، بمشاركة مدير عملياتها جون جينج، إلى إنهاء معاناة أهل قطاع غزة، مطالباً بفتح كافة الـمعابر والسماح بدخول البضائع وحركة الأفراد.



وأكد أن إعطاء الـمزيد من الحرية والانفتاح للشعب الفلسطيني يعني الـمزيد من الـمسؤولية من خلال تخفيف الحصار وإنهائه، منوهاً بأنه ما زال يرى أملاً كبيراً في التوصل إلى سلام في الـمنطقة وإنهاء معاناة قطاع غزة.



واعتبر أنه من أجل فهم ما يحدث في قطاع غزة يجب زيارة القطاع للخروج بانطباع حقيقي عما يحدث، وقال إنه وجد في قطاع غزة أناساً عاديين يتطلعون إلى الحرية والسلام وإن كان يتواجد بينهم 'بعض الـمتطرفين'، إلا أن الغالبية تواقة إلى حياة ومستقبل كبقية شعوب العالـم.



وأكد أنه يؤمن بأن 'الـمفاوضات يجب أن تكون بصورة سرية وليس بصورة علنية، وأن يكون هناك حرص في الإدلاء بتصريحات علنية'، موضحاً أن هناك فرصة ذهبية تقودها الإدارة الأميركية لتحقيق السلام ويجب ألاّ تتلاشى.



ودعا ستاب إلى ما أسماه احترام أمن إسرائيل والتوقف عن إطلاق الصواريخ وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الـمختطف في غزة جلعاد شاليت.



وأشاد بالخدمات التي تقدمها 'الأونروا' في قطاع غزة، مؤكدا أنه وجد أملاً في هذه الخدمات.



وقال: إنه زار مدرسة تابعة لوكالة الغوث ورأى العمل الكبير الذي تقوم به ومدير عملياتها جينج، معرباً عن استعداد بلاده لـمواصلة دعم 'الأونروا' مستقبلاً.



وكان ستاب وصل إلى قطاع غزة، صباح أمس، قادماً من معبر بيت حانون، بعد أن منعته إسرائيل في السابق من زيارة قطاع غزة، وحل ضيفاً على 'الأونروا' والتقى جينج قبل أن يزور معبر الـمنطار شرق الـمدينة ويتجول في بعض الـمناطق الـمدمرة في قطاع غزة، ويزور مؤسسة 'أطفالنا للصم' ومدرسة تابعة لوكالة الغوث في مخيم الشاطئ.



كما التقى ستاب عدداً من ممثلي مؤسسات حقوق الإنسان ورجال الأعمال الفلسطينيين في قطاع غزة، واستمع منهم إلى معاناة أهالي القطاع وانتهاكات حقوق الإنسان والـممارسات الإسرائيلية الـمستمرة ضد الـمدنيين.



وقال خليل أبو شمالة مدير عام مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، بعد الاجتماع مع ستاب: إن الحقوقيين الفلسطينيين عرضوا أمام ستاب أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وبشكل خاص في قطاع غزة، منوهاً بأنه شارك في الاجتماع جبر وشاح نائب مدير الـمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وعصام يونس مدير عام مركز الـميزان لحقوق الإنسان، وإياد السراج رئيس برنامج غزة للصحة النفسية.



وأكد، في بيان صحافي، أن الـمشاركين في الاجتماع استعرضوا الـمعاناة التي يعيشها السكان الـمدنيون نتيجة للحصار الـمفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وموقف الـمجتمع الدولي الذي لـم يصل إلى درجة التدخل الفاعل لرفع الحصار ووقف جرائم الاحتلال.



وفي معرض رده على سؤال وزير خارجية فنلندا حول الحلول، قال أبو شمالة: إن الفلسطينيين يريدون تطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإن اللاعب الرئيسي لتنفيذ تلك القرارات هو الـمجتمع الدولي، لكن الـمشكلة تكمن في عدم توفر الإرادة السياسية لدى الأسرة الدولية للضغط على حكومة الاحتلال وإجبارها على تطبيق القانون الدولي في الحالة الفلسطينية.



وأضاف متسائلاً: ماذا يتوقع الـمجتمع الدولي من شعب محاصر يتعرض لجرائم يومية في ظل حالة فقر ونسبة بطالة متزايدة وانعدام فرص التنمية؟.



وأشار أبو شمالة إلى أن الـمجتمع الدولي في الوقت الذي شجع فيه ودعم الانتخابات الفلسطينية رفض التعامل مع نتائج الانتخابات وأعلن موقفاً بعدم التعامل مع حركة حماس، الأمر الذي أوصل الحالة الفلسطينية إلى ما هي عليه اليوم من انقسام جغرافي وسياسي.



وطالب بإعادة النظر في هذا الـموقف الذي يزيد الحالة السياسية تعقيداً ولا يساعد على إيجاد حلول باتجاه الـمصالحة، وتمكين الفلسطينيين من بناء مجتمعهم ومؤسساتهم كباقي مجتمعات العالـم.



وفي نهاية اللقاء، وعد وزير الخارجية الفنلندي بنقل ما سمعه وشاهده لرئاسة الاتحاد الأوروبي، واعداً بأن يكون هناك دور للحكومة الفنلندية في الـمرحلة القادمة على صعيد الاهتمام الأكبر بأوضاع الفلسطينيين ومساعدتهم في مشاريع التنمية.