وزير الصحة: الوزارة وضعت خططا إستراتيجية لتطوير القطاع الصحي

قال وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي، اليوم الخميس، إن وزارته وضعت خططا إستراتيجية طموحة لتطوير القطاع الصحي الفلسطيني وبناء نظام صحي عصري يليق بالشعب الفلسطيني وبالدولة الفلسطينية المستقلة التي 'نناضل من أجل إقامتها'.

جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الأطباء الثالث في قصر رام الله الثقافي تحت رعاية السيد الرئيس محمود عباس.

وأكد أبو مغلي أن انعقاد وحضور المؤتمر فرصة مميزة للتأكيد على التزام وزارة الصحة بإعمال الحق في الصحة لكل مواطن فلسطيني وتأمين الوصول الآمن واليسير لخدمات صحية عالية الجودة ومستدامة.

وذكّر أن وزارة الصحة، ومنذ قيام السلطة الوطنية عام 94، عملت على إعادة بناء المؤسسات الصحية التي دمرها الاحتلال على مدى 27 سنة، كإنشاء شبكة من المراكز الصحية الأولية على امتداد الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على اعتبار أن الرعاية الصحية الأولية هي العمود الفقري للنظام الصحي الفلسطيني.

وأضاف: 'أصبح لدينا الآن 450 عيادة ومركز صحي حكومي تعمل جنبا إلى جنب مع 200 عيادة تشغلها مؤسسات صحية أهلية ووكالة الغوث والهلال الأحمر الفلسطيني، كما تم تطوير الخدمات الطبية العلاجية الثانوية والثلاثية، فأصبح لدينا 24 مستشفى حكومي مضاعفين بذلك عدد المستشفيات وعدد الأسرة فيها'.

وبين أبو مغلي أنه رغم ظروف الاحتلال وإجراءاته ورغم الحصار والجدار والحواجز، استطاعت وزارة الصحة تأمين الوصول لكافة المواطنين، حيث استطاعت تأمين الدواء والخدمة الجيدة والكوادر البشرية اللازمة من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان، وممرضين وفنيين في مختلف التخصصات.

وأضاف: 'لقد شكلت السنوات الثلاث الماضية مرحلة جديدة في عملنا كان شعارها بناء المؤسسة الصحية العصرية التي تليق بالدولة الفلسطينية التي نناضل من أجل إقامتها ضمن خطة واضحة وطموحة تعكس رؤية سيادة الرئيس محمود عباس وتترجم خطة الحكومة الهادفة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، حيث قامت الوزارة بوضع خطتها الإستراتيجية للأعوام 2008 – 2010، خطة إصلاح وتنمية القطاع الصحي، وشاركت كافة المؤسسات المعنية بالصحة في مراجعة وإنجاز الخطة ضمن جسم واحد هو المجلس الوطني للتخطيط والسياسات الصحية'.

وأشار إلى أن تنفيذ الخطة بمهنية عالية أدى إلى 'قفزة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة وإعادة بناء شاملة لمستشفياتنا واستكمال لشبكة عياداتنا الصحية، واستطعنا تخفيض التحويلات إلى خارج البلاد بنسبة 70% وبنفس الوقت عززنا العلاقة التشاركية مع المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، وبشكل خاص مع مستشفيات القدس الشريف'.

وتابع أبو مغلي: 'كما أدخلنا خدمات جديدة إلى مرافقنا وأصبحت عمليات القلب المفتوح وزراعة المفاصل وزراعة القواقع إجراءات روتينية في مستشفياتنا الحكومية، بل تمكنا من البدء في زراعة الكلى لمرضى الفشل الكلوي ولا زلنا في أول الطريق ونحن من هذا المنبر نعدكم بالمزيد المزيد على طريق الاكتفاء الذاتي من الخدمات الطبية والوقف النهائي للتحويلات'.

وعن الكادر البشري، قال وزير الصحة: ' قمنا بتطوير عمل المجلس الطبي الفلسطيني على اعتبار أن العامل البشري هو الأساس والأهم ونحن الآن ندرب ما يزيد على 300 طبيب في 32 تخصص طبي مختلف، كما حصلنا لمستشفياتنا على اعتراف المجلس العربي للاختصاصات الطبية، وقريبا سنضع نظاما وطنيا للتعليم الطبي المستمر وإعادة ترخيص المهن الصحية، وذلك ضمانا لحق المواطن في مأمونية الخدمة الطبية التي يتلقاها، كما سنبدأ باعتماد مؤسساتنا الصحية الحكومية وفق أرقى نظم الجودة العالمية'.

وعن العلاقة بين الحكومة والنقابات، قال د. أبو مغلي ' إننا نرى في نقاباتنا وفي مهنيينا الأدوات التي ستساندنا في تحقيق أهدافنا والتزاماتنا في تأمين الوصول إلى خدمات صحية عالية الجودة وآمنة'، آملا منهم العمل على دعم قانون التأمين الصحي الذي أقره مجلس الوزراء .

وتمنى على النقابات المهنية أن تمارس كل ضغط لازم في كل المحافل العربية والدولية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ورفع الحصار المفروض على فلسطين عامة، وقطاع غزة بشكل خاص منذ سنوات، وإلزام إسرائيل بالتقيد بالاتفاقات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.

وحيا الطواقم الطبية الفلسطينية العاملة في العيادات والمستشفيات في فلسطين التي تواصل الليل بالنهار جاهدة في تخفيف الآلام عن جرحانا ومرضانا وبكفاءة مشهودة، وخاصة صمود الطواقم الطبية في قطاع غزة.

وأكد أبو مغلي ضرورة تواصل العمل لإعادة الوحدة للوطن والعودة للشرعية، والتي تمثل الرد على كل المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية وفي مقدمتها الخلاص التام من الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره ببناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

من ناحيته، ألقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المفوض العام للعلاقات الخارجية عبد الله الإفرنجي كلمة نيابة عن السيد الرئيس محمود عباس، نقل من خلالها تحيات السيد الرئيس، وأوضح موقف سيادته والقيادة الفلسطينية من المفاوضات.

وأكد أن لا مفاوضات في ظل بناء المستوطنات، موضحا كذلك الموقف الرسمي الفلسطيني مما يسمى يهودية الدولة، وحق الشعب الفلسطيني وفلسطينيي عام 1948 في العيش على أرضهم.

وحضر المؤتمر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومسؤول ملف المنظمات الشعبية محمود إسماعيل، كما ألقيت كلمات لكل من رئيس المؤتمر د. محمد عيده ونقيب الأطباء د. جواد عواد.

ـ