الإعلام من مناصرة القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية إلي مساهمة بتعزيز الانقسام!

يدخل إلي بيوت الفلسطينيين ويكوَن لديهم وجهات نظر مختلفة في العديد من القضايا وخاصة المتعلقة بملف الصراع مع إسرائيل ، الإعلام الفلسطيني تمكن من مناصرة القضية الوطنية على المستوى العالمي والعربي ، وربط بين كل الفلسطينيين بالمهجر والوطن ولكنه تحول بعد ذلك إلي نقمة عليهم وساعد كما يقول الخبراء في تعزيز الشرخ بين (غزة – والضفة ) .

أدواته أصبحت معروفة لدى الجميع حتى الأطفال يستطيعون أن يحددوا لأي حزب تعود هذه الصحيفة أو القناة أو حتى الإذاعة بسبب الصبغة الحزبية التي تحملها هذه الوسائل الإعلامية الفلسطينية ، مراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر حضر لقاءاً على طاولة مستديرة في فندق البيتش بمدينة غزة تناول دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الحوار والصالحة ، ضم عدد من الكتاب والصحفيين والمثقفين الفلسطينيين بتنفيذ شبكة الحوار في قطاع غزة .

الدكتور ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة أكد على ضرورة تعزيز ثقافة المصالحة الوطنية من خلال استخدام وسائل الإعلام الفلسطينية بكافة أشكالها ، مشيراً أن الدور الأكبر في تحقيق المصالحة يعتمد على ما تقدمه وسائل الإعلام من مساندة إعلامية تساعد في تشكيل رأي عام داعم لتحقيق المصالحة .

وقال الوادية لمراسلنا :" أن الشارع الفلسطيني ينتظر بفارغ الصبر إعلان التوافق الوطني وإنهاء حالة الانقسام ، لذا مطلوب من وسائل الإعلام البعد عن الحزبية ونقل الحقيقة بمصداقية وحيادية خاص خلال الفترة الحالية حيث عاد ملف المصالحة يتصدر الإعلام من جديد في ظل الحديث عن مؤشرات إيجابية تدل على نية المتحاورين إنهاء الانقسام ".

وطالب الوادية من إعلام الفصائل بكافة ألوانها بضرورة تكثيف الجهود والعمل على تعزيز المصالحة الفلسطينية من خلال ما تقدمه من مادة إعلامية مؤكداً على أهمية دور الكتاب الفلسطينيين في تعزيز ثقافة الحوار والصالحة ، متأسفاً على أحد الكتاب المعروفين الذي كتب مقالاً اليوم ينتقد فيه أحد المتحاورين بسبب موافقته على توقيع ورقة المصالحة .

ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي يحيى رباح:" أنه من الضروري أن نفرق بين الإعلام الفلسطيني الذي يضم كل وسائل الإعلام الفلسطينية الحزبية والمستقلة والإعلام الأخر الذي أصبح منتشراً في الأراضي الفلسطينية متمثلاً بمكاتب الفضائيات العربية والدولية التي تحاول في بعض الأوقات زيادة الأزمة الفلسطينية الداخلية والعكس في أوقات أخري ".

وتابع رباح في حديثه لمراسل قدس نت :" الإعلام الفلسطيني دمر الثوابت الفلسطينية "، مفسراً الثوابت بأننا جماعة فلسطينية سياسية واحدة ولسنا كما يصفنا الاحتلال الإسرائيلي سكان منطقة ، مشيراً أنه بسبب الانقسام فقدت القضية الفلسطينية بوصلتها وأصبحت مساحة الحديث عن ملف المصالحة والانقسام تحتل مساحة إعلامية أكبر من المساحة المتخصصة لقضايا الصراع مع الإسرائيليين .

ووصف رباح الإعلام الفلسطيني بإعلام الانقسام قائلاً :" نحن نختلف حول قضايا معينة تدور في مجملها حول الصواب والخطاء ففكرة أن المخطئ غير وطني مرفوضة بالمطلق وتدل على انحدار سياسي ، والقول أن المفاوضات خيانة مرفوض أيضا إعلاميا ويمكن القول عنها خطأ وهنا يمكن تعزيز الصف الفلسطيني ".

ومن جانبه سجل أحمد يوسف وكيل وزارة الخارجية بحكومة غزة التي تديرها حركة حماس اعتزازه بإعلام الفلسطيني بالرغم من مساهمته في تعزيز حالة الانقسام قائلاً :" كنت أعيش خلال انتفاضة الحجارة في الولايات المتحدة وكان الخبر الفلسطيني وقتها يتصدر أول نشرات الأخبار بفضل العاملين بالمجال الإعلامي في فلسطين مما ساعد على مناصرة القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية والعربية خاصة أنها لم تكن حاضرة وقتها (1987م ) لدى الغرب ".

وبين يوسف أنه عندما حاولت إسرائيل إبعاد الشهود عن مسرح الجريمة من خلال إفراغ قطاع غزة قبل الحرب الأخيرة من الصحفيين الأجانب سجل الإعلام الفلسطيني كافة الجرائم الإسرائيلية ونقلها بالصوت والصورة لكل العالم مما جعلها جزء من التقارير الدولية التي سجلت انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين .

وأوضح يوسف أن غزة بشكل خاص كانت تحدد أجندة القنوات والفضائيات اليومية لأنها تشكل محور الصراع مع الإسرائيليين مشيراً أن الانقسام السياسي دمر كل ما تم بناءه على مستوي القضية الفلسطينية مؤكداً أن المساحة التي تمنحها وسائل الإعلام الفلسطينية لقضايا الصراع مع الاحتلال ليست المطلوبة ، مطالباً كافة الإعلاميين بضرورة العمل على مساندة المصالحة الفلسطينية .

وتبقى أنظار الفلسطينيون متوجهة, إلي شاشات الفضائيات في انتظار اللحظة التي يوقع فيها المتحاورين ورقة المصالحة وإنها الانقسام , فهل سيكون هناك صبر لدى الجماهير الفلسطينية لانتظار جوالة جديدة من الحوارات ؟؟؟؟