ثورة الأفلام الوثائقية تحول غزة "حكاية فيلم"

ثورة الأفلام الوثائقية تحول غزة "حكاية فيلم"
أحكمت إسرائيل منذ العام 2006 حصارها على الغزيين وحكمت عليهم بالموت فظن العالم أنهم ماتوا، ولكن الصورة والصوت أكدوا أن فلسطين التاريخية وغزة جزء منها لا زالت تتنفس حرية, رغم القتل والدمار والحصار.. فالصورة الإعلامية التي أخرجها الصحفيين الفلسطينيين من غزة, وأظهروا فيها جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين لم تتوقعها قادة إسرائيل .

فالصورة الإعلامية كانت الأهم خلال وبعد كل ما سبق لتتحول من مجرد صورة إخبارية لصورة تحمل قصة واقعية, دفعت العديد من المهتمين بالعمل السينمائي الفلسطيني للإتجاه نحو الأفلام التسجيلية والوثائقية، لتولد الفكرة المصاحبة للموسيقى وقصص وحكايات الفلسطينيين بالداخل والخارج في إطار فيلماً وثائقي وآخر تسجيلي مما أثار خلال الفترة السابقة ما يعرف بثورة المهرجانات الوثائقية بغزة.. سلطان ناصر سلط الضوء على واحد من أهم المهرجانات الموجودة في غزة خلال هذه الفترة .

الأرض والإنسان
المدير التنفيذي لمهرجان غزة الدولي الثاني للأفلام الوثائقية, مفيد أبو شمالة أكد على أهمية الحدث الفلسطيني للعالم سوء كان مصوراً أو مكتوباً أو موثقاً بأي وسيلة إعلامية أخرى مبيناً أن المعركة مع الفلسطيني كإنسان يعيش تحت الاحتلال تقوم على عناصر مختلفة لم يكن الإعلام الفلسطيني موفقاً فيها في بدايات الأمر، وأكد أنه مع الانتفاضة الأخيرة أثبت الإعلام الفلسطيني تقدمه على الإعلام الإسرائيلي وكشف العديد من الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وتوثيقها في المحافل الدولية.

وقال أبو شماله لمراسلنا أن المهرجان يؤكد على أهمية الصورة في نقل الحقيقة لذا فهو يتناول أفلاماً تتحدث عن قضايا تحرير الأرض والإنسان سواء في فلسطين أو العراق أو غيرها "، مشيراً إلى أن الأفلام تركز على حياة المخيمات وتأثرها بالاحتلال وممارساته ضد المدنيين العزل من السلاح .

وأضاف أبو شماله " سيكون هناك مساحة واسع بالمهرجان لعرض العديد من القضايا المتعلقة بالأطفال والأسرى الفلسطينيين ", مبيناً أنه وجود المهرجان بغزة المحاصرة منذ أكثر من أربع أعوام أعطاه صدى إعلامي ساعد في كسر الحصار من خلال إدخال الأفلام إلى غزة من معظم دول العالم .

حول الهدف من المهرجان أوضح أبو شماله أن القضية الفلسطينية مركزية في العالم خاصة وأننا نعاني من أقدم احتلال بالعالم قائلاً :" المهرجان هو فرصة جيدة لإبراز القضية الفلسطينية من خلال إبراز الأفلام التي توثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ، في ظل وجود تهميشاً عالمياً للقضية الفلسطينية".

وأوضح أبو شماله أن المهرجان تنفذه شركة "سكرين" للإنتاج الإعلامي بتكليف من وزارة الثقافة بغزة مشيراً أن هناك عدد من الجوائز القيمة سيحصل عليها الفائزين بالمهرجان بهدف تشجيع العاملين في مجال صناعة الأفلام على تطوير قدرتهم في خدمة القضية الفلسطينية من خلال أفلامهم .

علاقات دولية ..
ومن جانبها قالت مديرة العلاقات الدولية لمهرجان غزة الدولي الثاني للأفلام الوثائقية اعتماد أبو طاحون " إن المهرجان استطاع أن يحقق انتشاراً واسعاً بالعالم من خلال تفاعل العديد من المخرجين والنقاد والفنانين بالوطن العربي وأوروبا مع فكرته وخاصة أنه من غزة المحاصرة ويدعو إلي تحرير الأرض والإنسان ".

وفيما يتعلق بطبيعة الأفلام التي وصلت المهرجان من خارج فلسطين وأوضحت أبو طاحون أن معظم المشاركات جاءت من السعودية ، مشيرةً أنه تم التواصل مع العديد من المخرجين وشركات الإنتاج العالمية للمشاركة بالمهرجان بأفلامهم، مؤكدة أن إدارة المهرجان على موعد خلال الأيام القادم لاستقبال مجموعة من الأفلام من السويد وهولندا والمغرب وبريطانيا .

وتابعت أبو طاحون أن من ضمن الأفلام التي وصلت للمهرجان وصورت خلال الحرب على غزة فيلم (حوراء بغداد) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي يعد بصمة واضحة في السينما العراقية ، حيث تدور قصته حول طفلة عراقية عمرها أقل من 11 عامًا، تبقي حتى الدقيقة 52 في الفيلم لا تتحدث لكن تعبيراتها تحكى هموم براءتها .

وكشفت أبو طاحون أنه سيعرض خلال المهرجان فيلماً للمخرج الفلسطيني المقيم في لبنان نصري حجاج بعنوان (وقال الشاعر) يحكى قصة حياة الراحل محمود درويش، مؤكدة أنه في حال تمكن الحجاج من الدخول للقطاع سيكون أحد أعضاء اللجنة الدولية لتحكيم الأفلام .

وفيما يتعلق بلجان التحكيم قالت أبو طاحون :" هناك لجنة مشاهد محلية من غزة تضم عدد من المخرجين والنقاد الفلسطينيين يعملون على تسهيل مهام اللجنة الدولية التي تضم الأستاذ في الكلية الإسكندنافية للفنون الجميلة بالسويد حسين الأنصاري ، والمخرج محمد توفيق والأستاذ سامي محمود عطا الله مدير مهرجان النيل المصري ، مشيرةً أن إدارة المهرجان تنتظر العديد من الموافقات من مخرجين ونقاد للمشاركة في لجنة التحكيم .

إذا استطاعت إسرائيل قتل الشهود عبر التاريخ ضمن سياستها في التطهير العرقي, هل تستطيع قتل ما سجلتها كاميرات العالم من جرائم ارتكبتها بحق الفلسطينيين ؟؟؟