كتبت أحلامها على شراع سفينتها وأرسلتها للعالم عبر أموج غزة

بدأت الدموع تنساب من عيونها الصغيرة البريئة وتقول " أحلم بأن أكون طفلة كأطفال العالم استيقظ من نومي على جرس المنبه وأستقبل يومي بنشاط وحيوية، واحمل حقيبتي المدرسية وأسير مع صديقاتي إلى المدرسة بعيداً عن أصوات المدفعية الإسرائيلية التي أصبحت كابوس يومية في حياتي " .

بهذه الكلمات بدأت الطفلة ريم عفانة (14عاماً ) من مدينة غزة حديثها مع مراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر خلال توجهها اليوم في ميناء غزة حاملة بيدها سفينتها الورقية بجوار أصدقائها الأطفال الذين تجمعوا لإلقاء سفنهم التي تحمل أحلامهم وأمالهم ضمن "مونولجات غزة" التي نظمتها مؤسسة عشتار للسينما .

الطفلة عفانة كتبت جزءً بسيطاً، من معاناتها اليومية التي خلفتها إسرائيل, على شراع سفينتها الصغيرة، التي أرسلتها مع أموج بحر غزة للعالم قائلة فيها :" يعيش أطفال العالم بحرية ويتمتعون بحياة كريمة، إلا أطفال فلسطين فمنذ اللحظة الأولي التي يولد فيها الطفل يجد نفسه مسئولاً عن أسرته ".

حكايات 22 يوم..
شراع سفينة ريم الصغيرة كتبت عليه بطريقة بعيدة عن الخطابات السياسية والوصف المفرط للأحداث، يومياتها خلال 22 يوما،ً عاشتهم كغيرها من الغزيين،(...) تجلس بأحضان أسرتها على ضوء الشموع ، تستمع إلي موسيقى لا يحب أطفال العالم أن يسمعوها ولكنها أجبرت على سماعها، وفجأة تدخل موسيقى جرس التلفون لتعلن عن بريق أمل في عيون ريم التي سرعان ما دب الرعب في قلبها الصغير .

أغلقت ريم سماعة التلفون ولم تعد تسمع صوت الموسيقى المزعجة بل المرعبة، التي كانت تصدر عن الطائرات والدبابات الإسرائيلية، لأنها مصدومة مما سمعته عبر التلفون، قائلة " كان صوتاً مرعباً شعرت بالخوف الشديد وقتها قال لي معك جيش الاحتلال الإسرائيلي عليكم إخلاء البيت في خمسة دقائق وإلا ... ".

كانت تلك الدقائق الأصعب في حياتها لأنها وقتها أطفأت الشموع في منزلها ونظرت لها نظرة الوداع وخرجت تاركه خلفها أحلامها بين جدران غرفتها الصغيرة التي سرعان ما عادت إليها، لتجدها تنتظرها كما تركتها، لتبدأ بتسجيل ما تبقى من حكايات 22يوماً من الحرب التي نفذتها إسرائيل ضد المواطنين العزل على جدران غرفتها لتكون شاهداً على جرائم الاحتلال .

ريم عادت أمس وأشعلت شمعة جديدة وأخذت تنظر في حكاياتها التي كتبتها على شراع سفينتها، وكتبت في أخر الشراع رسالة لأطفال العالم تقول فيها " ما كتبته لكم يا أطفال العالم إذا وصلتكم سفينتي ولم تعترضها زوارق الاحتلال أو تطلق النار عليها، هو جزءً من الآلام التي تسكن قلبي كطفلة فلسطينية تأمل أن تعيش مثلكم، وهذه أحلامي أصبحت بين يديكم ".

أحلامها الوردية بسيطة ولكنها كبيرة بالنسبة لها فالأول كما تقول :" أحب التمثيل جداً وأشعر أنه يحمل رسالة قوية يمكن أن تتواصل بها مع الآخرين، وتخدم بلدك لذا أفكر بأن أصبح ممثلة مشهورة حتى أتمكن من نقل الحقيقة للعالم وفضح إسرائيل من خلال خشبة المسرح والثاني أن أكون صحفية لأنقل قصص وحكايات الأطفال الفلسطينيين الذين يقتلون كل يوم نتيجة الهمجية الإسرائيلية اليومية من قصف ودمار ناهيك عن الحصار الذي أوشك أن يدخل عامه الرابع ".

سفينة ريم التي ينتظرها أطفال اليونان الذين تجمعوا وأطلقوا سفنهم باتجاه غزة مع أطفال خمسين مدينة أخرى حول العالم ضمن فعاليات اليوم العالمي لتضامن مع الشعب الفلسطيني، أنقطع الاتصال بينها وبين ريم ... فهل وصلت لأطفال العالم أو هاجمتها البحرية الإسرائيلية .؟؟؟