نجاد: زيارة لبنان أربكت جميع المعادلات لا تقدّم في المفاوضات إذا تمّ تجاهل شروطنا

اعتبر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، أن «ما حدث في لبنان خلال زيارته أربك جميع المعادلات في الشرق الأوسط والأوساط الدولية»، فيما أبدى استعداده لاستئناف المفاوضات مع مجموعة الـ«5+1» بعدما تم التوصل إلى اتفاق حول موعد منتصف تشرين الثاني المقبل مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، لكنه أعاد التأكيد على الشروط التفاوضية الايرانية التي سيفضي عدم تبنيها «إلى النتيجة ذاتها التي حصلتم عليها حتى الآن»...
في هذه الأثناء، أعلن رئيس هيئة الإحصاء الايرانية عادل آزار، أن تعداد سكان البلاد، ازداد بمعدل 1,5 في المئة سنويا، على مدار السنوات الأربع الماضية، ليصل

إلى 74.7 مليون نسمة، مقارنة بـ70.4 مليون في العام 2006. وأضاف أن معدل الدخل الشهري للأسر يقف عند 740 دولارا، فيما ازداد معدل النفقات الشهرية عن 820 دولارا.
وقال نجاد في خطاب ألقاه في مدينة اردبيل الغربية، «ان الغرب وظف كل ما لديه للسيطرة على لبنان غير انه لم ينجح في تحقيق غاياته»، واعتبر ان ما حدث في لبنان اثناء زيارته الاخيرة له، «أربك جميع المعادلات في الشرق الاوسط والاوساط الدولية»، حسبما نقلت قناة «العالم» على موقعها الالكتروني. وأكد نجاد ان «رسالة الشعب الايراني هي الدفاع عن لبنان ومكافحة الاحتلال والتصدي للمهيمنين على العالم»، وقال «إن لم يستمع الغرب لنصائح الشعوب ولم يتخل عن المنطقة فإن الشعوب سترميهم في قمامة التاريخ».
من جهته، صرح مستشار الرئيس الايراني في شؤون الشرق الاوسط اسفنديار مشائي بأن «الاستقبال التاريخي لنجاد في لبنان يظهر ان سياسة ايران حيال المقاومة اللبنانية وفلسطين، سياسة حكيمة». وأشار مشائي الى «الانجازات التي تم تحقيقها خلال الزيارة» وقال «إنها كانت زيارة مهمة على كافة الصعد وعززت نظرة الاحترام التي يكنها الشعب اللبناني الى الشعب الايراني» . واعتبر مشائي أن «معنويات الشعب اللبناني رأسمال كبير في مواجهه الاستكبار العالمي والصهاينة»، مشيرا الى «رغبة الجانبين في تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات وأكد على ضرورة العمل لتوسيع العلاقات الايرانية اللبنانية بما يخدم مصالح الشعبين الايــراني واللبــناني ويعزز الأمن والاستــقرار في المنطـقة».
وفي سياق المفاوضات النووية، أفادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء، بأن نجاد أشار الى اقتراح وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون باستئناف المفاوضات بين الـ«5+1» وإيران، قائلا «نحن مستعدون للتفاوض ولكن على أساس العدالة والاحترام».
وخاطب الدول الست متطرقا إلى شروط إيران، وقال «أولا: هل أنتم ملتزمون بقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أم لا؟ ثانيا: هل هدفكم من التفاوض هو الود والتعاون أم العداء؟ ثالثا: هل تستندون في مفاوضاتكم الى المنطق والقانون أم أنكم ستلجأون الى اثارة الضجيج وإصدار القرارات كلما عجزتم؟ رابعا: ما هو رأيكم في القنابل النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني؟».
وأضاف رئيس الجمهورية الإسلامية، «نود ان تطرحوا وجهات نظركم القانونية والمنطقية وإذا لم تكن وجهات نظركم كذلك، فإننا سنتفاوض معكم أيضا، إلا أن تفاوضنا مع من يروم الود والتعاون معنا ويعترف بالقوانين يختلف عن تفاوضنا مع من يروم العداء ولا يستند الى العدالة في الحوار». وتابع «يمكن أن نلتزم الصمت وصمتنا يعني أنكم غير ملتزمين بقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتدافعون عن القنابل النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني ولا تريدون إقامة رابطة ودية في المفاوضات»، مؤكدا «لكم ما تريدون، ولكن اعلموا أن اختياركم للأسلوب الثـــاني سيفضي الى النتيجة ذاتها التي حصلتم عليها حتى الآن من دون أدنى زيادة».
وكان المتحدث باسم آشتون، دارين اينيس، اعلن أمس الاول أن الاتحاد الاوروبي اقترح على ايران اجتماعا الشهر المقبل وردّت الأخيرة ايجابا، موضحا أن الاجتماع المقترح سيستمر من «15 إلى 18 تشرين الثاني المقبل».
وفي سياق آخر، قال رجل الاعمال الأميركي الايراني، رضا تقوي، الذي أفرجت عنه السلطات الايرانية أمس الاول، بعد اعتقاله في ايار 2008 بتهمة تقديم مبلغ 200 دولار إلى جماعة «توندار» (الصاعقة)، التي تهدف إلى إعادة حكم الشاه في إيران، إنه ينوي مقاضاة المجموعة ومقرها مدينة لوس انجلس الاميركية، وأوضح «لم يتم توجيه اي اتهام رسمي لي حتى الآن. لانهم قالوا لي بأنك الشخص... الذي احضر 200 دولار لهؤلاء الاشخاص. يجب ان يكون شخص ما مسؤولا عن ذلك. أفرجوا عني ليروا ما سأفعله ضد هؤلاء الناس الذين اعطوني المال من اجلهم. وسوف اتحدث الى المحامي الخاص بي لإقامة دعوى او قضية. لا اعرف اي شخص نتوجه اليه. (ولكن) على اي حال سأرفع دعوى ضدهم».
ونقلت قناة «برس تي في» الايرانية عن محاميه قوله «تقوي يبحث في الخيارات المتاحة له بما في ذلك امكانية مقاضاة جماعة توندار ككل وإن القانون الأميركي يجب ان يحيل الجناة إلى العدالة»، فيما أكد تقوي وهو رجل أعمال متقاعد انه قدم الاموال من دون ان يعرف انها ستذهب إلى جماعة متشددة محظورة: «لم اسمع قط باسم هذه الجماعة في حياتي». كما أعلن أنه ينوي الذهاب إلى لندن الخميس المقبل، ومن هناك إلى الولايات المتحدة، وعلى رغم حمله للجنسية الأميركية قال تقوي إنه ليس لديه حاليا جواز سفر أميركي، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، نويل كواي، «نشيد بالإفراج عن تقوي. اننا سعداء لأنه سيتمكن قريبا من لقاء عائلته مجددا».
إلى ذلك، قال مسؤول إيراني في قطاع الغاز الطبيعي، إن ايران علقت مؤقتا تصدير الغاز إلى تركيا، لأسباب فنية، مضيفا أن استئناف ضخ الغاز سيتم «قريبا».

» لبنان:ناشطون وسياسيون يحذرون من أن تكون زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان لتغليب فئة على أخرى
» برنامج زيارة الرئيس نجاد إلى لبنان
» اليونيفيل قلقة من زيارة نجاد الى لبنان و <إنقلاب> حزب الله
» زيارة نجاد المرتقبة إلى لبنان تفجر التوتر بين حزب الله والمستقبل
» بسبب زيارة نجاد للجنوب :إسرائيل تحذر لبنان من تصعيد أمني