'حماس' تحوّل مشاريع وجمعيات خيرية إلى مشاريع استثمارية

قالت مصادر مطلعة في قطاع غزة إن حركة 'حماس' حولت جمعيات خيرية تابعة لها وأخرى استولت عليها، إلى مشاريع استثمارية تم استغلال الأموال التي تحول إليها والتي تمنح للفقراء، في تمويل نفقات الحركة الخاصة.

حركة 'حماس' عملت منذ ظهورها على إنشاء العديد من الجمعيات التي ميزتها بطابع إسلامي مثل 'الجمعية الإسلامية' وغيرها، والتي تعتمد على التبرعات المادية الخارجية التي توزعها على الفقراء والمحتاجين، ولكن سرعان ما تلاشى ذلك الدور لتلك الجمعيات فأصبحت تجمع التبرعات والمنح من الخارج على أنها للفقراء وتستغلها في تنمية الموارد الاقتصادية للحركة.

وأوضح مدير إحدى الجمعيات الخيرية المستقلة، الذي رفض ذكر اسمه خوفاً على حياته حيث تعرض من قبل لعمليات اعتقال وتعذيب عديدة بسبب عمله بالجمعية على أيد أجهزة عسكرية لـ'حماس'، أن الأخيرة أصبحت تسخر جمعياتها لجمع الأموال وخاصة من دول الخليج؛ 'لتخفف من أزمتها المالية وليس للتخفيف عن الشعب المحاصر'.

وقال: 'إن من يتعرض للحصار هو شعبنا الأعزل وأما قادة حماس وأفرادها فينعمون برغد العيش، فهل يعقل أن يقوم أحد تلك القيادات والذي يدير مشروع تشغيل بعض العاطلين بتمويل خارجي، باستغلال المكان في مشاريعه الخاصة، بل حول المبنى الخاص بالمشروع لصالة يقضى هو وأقرانه من قيادات حماس مناسباتهم السعيدة بها؟'.

وأضاف: 'ذهبت يوماً إلى أرضي المجاورة لذلك المبنى الذي بدأ كمشروع وتم تحويله لصالة خاصة بقيادات حركة حماس، ففي الأوقات العادية يسمح لي التنقل كما أشاء ولكن عندما تحضر القيادات يتم منعي من دخول أرضي ويجبرونني على مغادرتها وفي ذلك اليوم دخلت أرضي ونمت، وعندما استيقظت، وقد كنت في جانب مظلم، رأيت قيادات حماس يجلسون بإحدى قاعات المبنى وأمامهم ما لذ وطاب من المأكولات والتي تم إلقاء كميات كبيرة منها في القمامة'.

وشدد على أن من نسق لذلك المشروع هو 'وزير' بحكومة حماس، مشيرا إلى أن الوزير.. 'يجلب الكثير من الدعم من الخارج باسم المشروع، ويستغل جزءا منه في الولائم حيث يتم ذبح العجول والأغنام، إضافة إلى المناسف الجاهزة التي تحتوى غالباً على لحم الطيور وخاصة الدجاج'.

بدوره، أكد أحد العاملين بمنطقة المستوطنات سابقاً والتي تستولي 'حماس' على أجزاء كبيرة منها، أن دولة قطر تبرعت بملايين الدولارات من أجل استصلاح تلك الأراضي والاستفادة منها، لكي تعود بالنفع على الشعب، 'بينما استغلت 'حماس' تلك الأموال في بناء مشاريع خاصة بها مثل 'أصداء' وغيرها من المشاريع'، حسب قول مدير جمعية خيرية.

وقال: 'من المفترض ووفقا للمانحين أنه يحق للعاملين بمشاريع استصلاح المستوطنات الحصول على حاجتهم من الخضار المزروعة، بينما أصدر وزير الزراعة بحكومة حماس قراراً يمنعهم من أخذ ما تم الاتفاق عليه، بل أصدر قراراً آخر يقلص رواتبهم الضئيلة أصلا'.

من جانبه، أكد أحد العاملين في جمعية 'الرحمة' بالنصيرات التابعة لـ'حماس'، أن الجمعية أعدت وليمة غداء للقيادي في حماس إسماعيل هنية بتكلفة لا تقل عن 100 ألف دولار، وذلك من الأموال التي جمعتها الجمعية من التبرعات، سواء من الخارج أو الداخل للفقراء والأيتام.

وقال: 'لقد فوجئنا بكميات ضخمة من الطعام تلقى في حاويات القمامة، فأين الإسلام الذي ينتمون له حسب إدعائهم، وأين الحصار الذي يتغنون به لجمع التبرعات، وهل يوجد أحد من حماس متضرر من الحصار، وهل حماس راغبة في حصار الشعب أكثر من ذلك؟'.

من ناحيتها، أكدت مديرة أحدى الجمعيات الخيرية النسائية أنها تعرضت للتهديد من قبل ما يسمى 'الأمن الداخلي' لحركة 'حماس'، بأن 'تترك لهم الجمعية دون شوشرة أو ما يثير الرأي العام'، لكنها رفضت الاستقالة.

وقالت: 'لقد حاولوا كثيراً أن يحولوا جمعيتي لجمعية تابعة لهم وأن يكون الإشراف لي صورياً لكي لا تفقد الجمعية مصداقيتها كونها أصبحت تابعة لهم، لكنني رفضت وتمسكت بموقفي، فعرضوا علي راتبا شهريا مقابل تركي لها، ولكن رفضت ذلك أيضاً'.

ووفقاً للكثير من المواطنين، فلقد تحولت حماس لأداة لجمع الأموال سواء بالحق أو الباطل هذا إضافة لما تجبيه من ضرائب.

وكانت حركة 'حماس' انقلبت على السلطة الوطنية في قطاع غزة عام 2007، ومنذ ذلك الوقت ويشهد القطاع حصارا كبيرا من قبل إسرائيل، وتسعى حركة 'فتح' وفصائل فلسطينية عديدة ودول عربية إلى تحقيق المصالحة الوطنية، لإعادة الأمور إلى طبيعتها في القطاع.