تغييرات جذرية في حركة السير في رام الله والبيرة قريبا

المكان: دوار المنارة وسط مدينة البيرة، الزمان: الواحدة ظهرًا، عشرات السيارات تتكدس بانتظار السماح لها بالمرور، وعدد من رجال الشرطة يحاولون تنظيم السير، وشارع ركب أحد الشوارع الرئيسية في رام الله يزدحم أيضًا بأكوام التراب بعد إغلاقه لإجراء إصلاحات فيه، ومواطنون يتذمرون من الازدحام المروري وازدحام الأشخاص وسط المدينة ويطالبون بوضع حد لما يحدث.

الأطر البلدية ولجان السير في محافظة رام الله والبيرة، تدرس إجراء تغييرات جذرية تسهم في التخفيف من الازدحام المتواصل في مركز المدينة، أبرزها منح الحافلات من الوصول إلى مركز المدينة وإنشاء مجمعات للشمال والجنوب خارج مركز المدينتين.

المجلس البلدي في المحافظة، أوصى بنقل مجمع السيارات من المحطة المركزية وسط رام الله والبيرة، إلى منطقة السلامية شمال مدينة البيرة لنقل مركز المدينة إلى هناك والتخفيف من الازدحام المروري وسط المدينتين، كما يوضح حمدان البرغوثي مسؤول لجنة السير في المحافظة.

ويقول 'إن المشروع سيشمل فتح شارع نابلس المغلق من قبل الاحتلال وصولا إلى منطقة السلامية في سردا، كما سيشمل فتح الشارع الدائري الرابط بين منطقة سردا حي الطيرة، بهدف تسهيل حركة السيارات بشكل دائري في مدينة رام الله وتخفيف الازدحام وسط المدينة.



أبرز معالم المشروع

هذه واحدة من الخطط التي يجري الإعداد لها على قدم وساق في مدينتي رام الله والبيرة، من أجل تخفيف الازدحام الموجود وسط المدينة، إضافة إلى خطة إخراج سوق الخضار المركزي إلى منطقة السلامية شمال مدينة البيرة على طريق بيرزيت رام الله، وتوفير الساحات العامة للمركبات الخاصة للتقليل من وقوفها على جوانب الطرق بهدف التخفيف من الازدحام.

هذه أبرز التغييرات التي يجري الإعداد لإخراجها قريبًا إلى حيز الوجود، وهي تشمل تجهيز قطعة أرض بمساحة 14 دونمًا وتسويتها لتكون موقفًُا للحافلات القادمة من شمال الضفة الغربية، في حين تقوم سيارات التاكسي الصغيرة بنقل الركاب إلى وسط المدينة، كذلك تجهيز ساحة أخرى للحافلات على شارع رام الله- القدس بالقرب في المدخل الجنوبي لمدينة البيرة، لتكون موقفا للحافلات القادمة من مدن جنوب الضفة.

وتشير الإحصائيات إلى أن قرابة 20 ألف مواطن يتوجهون إلى مدينة رام الله ويغادرونها يوميًا، إضافة إلى مئات سيارات التاكسي والحافلات التي يرتفع عددها بشكل متواصل ولا تتوفر إحصائية بأعدادها، بالتزامن مع ازدياد أعداد السيارات الخاصة في المدينة بشكل لافت.

المشرفون على إعداد هذه الخطط، أكدوا أنه سيجري قريبًا جدًا تجهيز مجمع الشمال فيما يجري التباحث مع البلديات المختصة من أجل توفير قطعة أرض لحافلات الجنوب، وأن الخطة ستشمل في المرحلة الأولى الحافلات، ليجري إخراجها من المحطة المركزية في مدينة البيرة إلى ساحة الشرطة التي يتم حاليا إخراج تجار الجملة منها إلى منطقة السلامية شمال البيرة على شارع البيرة بيرزيت، وبعد الانتهاء من إعداد الساحة سيجري نقل الحافلات في الأشهر القليلة المقبلة إلى ذات منطقة سوق الخضار المركز الخاص بالجملة.

وبخصوص السيارات الخاصة في مركز المدينتين، فتعاني المدينتان من عدم توفر الساحات العامة لوقوف هذه السيارات التي تقف في الشارع العام وتتسبب في زيادة الازدحام المروري، ولا يعتبر توفير الساحات العامة للسيارات الخاصة أحد أبرز معالم خطط ترتيب حركة السير في رام الله والبيرة.



المسؤولون: التغيرات لراحة المواطن

مسؤلو البلديات في رام الله والبيرة وبالإضافة إلى المحافظة رحبوا بهذه التغيرات، وأكدوا أنه سيتم إدارة مركز المدينتين على غرار المدن المزدحمة في العالم، التي لا تسمح للحافلات بالدخول إلى مراكزها فيما تتولى سيارات التاكسي الصغيرة نقل الركاب من مداخل المدن إلى مراكزها.

ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، تقول 'إن التغييرات المنوي إجرائها تهدف إلى توفير الراحة للمواطنين بالأساس، لتمكينهم من التسوق دون المعاناة من الازدحام وساعات الانتظار الطويلة في الحافلات وسيارات التاكسي'.

وتؤكد غنام أن المحافظة تعمل على حل المشاكل الناتجة عن الازدحام، أبرزها مشكلة السير والاختناق المروري الحاصل في مركز المدينة، بسبب ضيق شوارعها التي لم يجرِ توسيعها منذ عشرات السنين، إضافة إلى وجود المدارس وجميع الخدمات وسط المدينة.

وتضيف 'حاولنا في الفترة الأخيرة إخراج بعض الخدمات من مراكز المدن من أجل التخفيف من الازدحام المروري، وذلك بإخراج سوق الخضار الخاص بالجملة من مقر الشرطة القديم إلى وسط المدينة إلى منطقة السلامية على أطراف مدينة البيرة، رغم احتجاج التجار، ونعمل حاليًا من أجل إخراج الحافلات المركزية والنقل العام إلى خارج مراكز المدن من أجل الحد من الازدحام المروري الموجود في مركز المدينة'.

وتقول غنام: 'نحن نفكر مستقبلا بأن لا يصل النقل العام إلى مركزي المدينتين، أو يمكن تخصيص مواقف خاصة 'بتنزيل وتحميل الركاب' داخل المدينة، والعودة إلى مجمعها خارج المدينتين'.

وتشتكي غنام من نقص ساحات التوقف العامة التي يمكن للسيارات الخاصة القادمة إلى المدينتين استخدامها، وترى أن فكرة مجمعات الشمال والجنوب عملية بشكل كبير، لأنها تخفف من تواجد الحافلات الكبيرة داخل المدن.

وعن مخاوف المواطنين من ازدياد أثمان الأجرة في حال خروج مشاريع المجمعات إلى النور، تقول غنام 'إنه لن يضاف إلى كاهل المواطنين أي أعباء جديدة، ونحن نعمل أساسًا من أجل توفير الراحة لهم'.



البلديات ترحب بالمشروع

من جانبها، رحبت بلديتا رام الله والبيرة بالمشروع، وقالت جانيت ميخائبل رئيسة بلدية رام الله، 'نطمح إلى تغييرٍ أكبر لحركة السير، فهنالك مشروع لمواقف السيارات الخاصة وسط المدينة للتخفيف من ضغط السيارات الخاصة، بالإضافة إلى إخراج الحافلات والسيارات القادمة من الشمال والجنوب إلى مجمعات ستنشأ لها على مداخل المدينتين'.

وأكدت ميخائيل أن جميع هذه الترتيبات تأتي من أجل راحة المواطن، حتى يستطيع التسوق دون إزعاج، ويصبح بمقدورهم المشي بكل راحة وسط المدينة.

واستطردت، خطة تنظيم حركة السير في مركزي المدينتين ستكون متكاملة لحل الأزمة بشكل جذري، ولن يقع أي ضرر على أي طرف وسوف نراعي فيها كل شيء.

وتتحدث ميخائيل عن رؤية جديدة لبلدية رام الله تهدف إلى تسهيل حركة المواطنين بإغلاق عدد من الشوارع أمام السيارات وتحويلها إلى شوارع للمشاة، وأن هناك مشروعا بهذا الخصوص سيبدأ بشارع الوردة الحمراء، ثم شارع المعرض.

في ذات السياق، قال جمال الطويل رئيس بلدية البيرة، 'إنه يوجد لدى لجنة السير في المحافظة خطة إستراتيجية لتطوير وترتيب مركزي المدينتين بحكم الاكتظاظ الموجود فيهما'.

وأضاف الطويل، ضمن هذه الرؤية سيجري قريباً إعداد قطعة أرض تابعة للبلدية تبلغ مساحتها 14 دونمًا لتكون موقفًا للسيارات والحافلات العامة، 'وسنقوم بتسهيلها وتهيئة ما يلزم لهذا المشروع للحافلات في المرحلة الأولى، وستتبع ذلك سيارات نقل الركاب الكبيرة التي ستقوم بمساعدة السيارات الصغيرة بنقل الركاب'.

وأضاف، ضمن هذه الرؤية يوجد أيضًا مسألتين أساسيتين هما: مسألة السوق المركزي للخضار ومحطة الحافلات المركزية وسوق الجملة، 'أخذنا قرارا إستراتيجيا بنقل السوق إلى حي السلامية شمال مدينة البيرة، على شارع بيرزيت وفي المرحلة الأولى يجري الإعداد لنقل سوق الجملة'، أما القرار الآخر، فهو نقل هذه الحافلات إلى خارج مركز المدينة ونحن سنقوم بتنفيذ قرار المجلس التنفيذي للمحافظة بهذا الخصوص.

ويتحدث الطويل عن وجود آراء في البلدية حاليًا تدفع باتجاه جعل بعض الشوارع في مركز المدينة للمشاة فقط ولن يكون هناك سيارات ونأمل أن تكون تبعات هذه الأفكار ضمن إمكانيات المواطنين.



مجالس قروية مجاورة متفاجئة

في سياق متصل، قال رئيس مجلس قروي سردا هشام عبد الله، تفاجأنا بالخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام بالتوصية بنقل مجمع الحافلات إلى منطقة السلامية المجاورة لقرية سردا والواقعة على مدخلها الرئيس.

وتساءل عبد الله: كيف يجري اتخاذ قرار حساس وهام للمواطنين بهذه الحجم دون الرجوع إلى المجالس القرية المجاورة التي قد يؤثر عليها المشروع بشكل كبير مثل قرى سردا وبيتن وغيرهما من القرى الواقعة إلى الشمال من رام الله؟.



المواطنون وسائقو التاكسي متخوفون

سائقو سيارات 'السرفيس' يتساءلون عن كثير عن معالم هذه الخطة وعن جدوى منع إدخال الحافلات وسيارات السرفيس إلى مركز المدينتين ويتخوفون من أن يسهم هذا في التقليل من قدرتهم على العمل، فيما رحب سائقو سيارات التاكسي الصغيرة بهذا الأجراء الذي سيسهل حركتهم في المدينة ويزيد من فرصهم في ربح وفير.

عماد أحمد السائق المتواجد في محطة الحافلات المركزية بمدينة البيرة، أعرب عن تخوفه من أن تسهم هذه الخطة في التأثير على عمله وعمل زملائه في حال إجراء هذه التغيرات ومنعهم من الدخول إلى وسط المدينة.

في المقابل رحب زميله محمد علي صاحب أحد مكاتب التاكسي وسط مدينة رام الله بالقرار، وقال 'إنه سيسهم في ترتيب سير المركبات داخل المدينة، وسيصبح عمل سيارات التاكسي الصغير أفضل من مما هو عليه حاليا'.

ولا تختلف آراء المواطنين كثيرا عن سائقي سيارات الأجرة، لكنهم يفضلون بقاء الحافلات وسط المدينة لتقليل معاناتهم في التنقل إلى خارجها ثم إلى الحافلات وتقليل التكلفة المادية التي قد يجبرون على دفعها في المرحلة المقبلة كما يقول المواطن فتحي مصطفى الذي يعمل في فندق 'موفنبيك' برام الله وينقل يوميا للوصول إلى مدينة رام الله.



الشرطة: جاهزون للتعامل مع المتغيرات الجديدة

في ذات السياق، رحبت شرطة رام الله والبيرة بالتغيرات بحركة السير، وأكدت أنها سوف تسهم في التخفيف من الأعباء الواقعة على كاهل الشرطة بسبب الازدحام المروري في مدينتي رام الله والبيرة، وسوف يجري تقليل عناصر الشرطة المتواجدين حاليا في مركز المدينة في حال نقل الحافلات.

وقال الرائد فريد لدادوة مدير فرع العلاقات العامة والإعلام في شرطة رام الله والبيرة، 'إن الشرطة جاهزة للتعامل مع هذه التغيرات'.

وأضاف، أن الشرطة تعاني من ضيق الشوارع وضيق الأرصفة في مدينتي رام الله والبيرة، وذلك يسبب ازدحام مروري وصعوبة في حركة المواطنين الذين ينتقلون للسير في الشارع بسبب ضيق الأرصفة ما يشكل خطرا على حياتهم، وأن نقل الحافلات وسيارات العمومي من مركز المدينة سيسهم كثير في تخفيف الازدحام.

أما وزير النقل والمواصلات سعدي الكرنز، فأكد أن المشروع مجرد مقترح، ولا يزال قيد الدراسة ويمكن أن يجري تغيرات، لذلك لا يفضل الحديث كثيرا في الموضوع إلى حين خروجه فعلا إلى حيز الوجود.
ــــ