'الحكماء' يدعون لاتّباع نهج شامل لتحقيق السلام العربي الإسرائيلي

انضم جيمي كارتر الرئيس الأميركي الأسبق، الى وفد 'منظمة الحكماء' برئاسة ماري روبينسون وعضوية كل من الأخضر الإبراهيمي وايلا بهات، في سلسلة من الاجتماعات في القاهرة ودمشق.

وغادر الوفد سوريا في وقت متأخر من اليوم الثلاثاء، ليزور الأردن ومن ثم الأرض الفلسطينية وإسرائيل.

ونادى الحكماء باتّباع نهج شامل في التعامل مع المحادثات الفلسطينية – الإسرائيلية بعد أن أجروا محادثات مع المسؤولين والمجتمع المدني وقطاعات الأعمال والشباب في كل من غزة ومصر وسوريا. واستنتج الوفد خلال زيارته للمنطقة بأن هناك توقعات متدنية بخصوص نجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وقالت ماري روبنسون، رئيسة ايرلندا السابقة التي ترأس الوفد: يجب أن يكون هناك إحساس بوجوب حل الأمور بشكل طارئ، فالناس متعبون بعد حوالي عقدين من المحادثات. وقد ردد الكثيرون بأن هناك تركيزا كبيرا على المحادثات نفسها دون أي تركيز يذكر على النتائج. وهم يتساءلون: هل أميركا والرباعية مهتمون بإدارة الصراع أكثر من اهتمامهم بحله؟

وأضافت: 'كحكماء نؤمن أن حل الدولتين من الممكن أن يحقق السلام، ولكن هناك حاجة إلى نهج أكثر حيوية وشمولية.'

ويؤمن الحكماء بأن مبادرة السلام العربية هي أساس معقول لتحقيق سلام دائم. وقد ناقشوا مع الرئيس السوري بشار الأسد إمكانيات تحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل في لقائهم اليوم في دمشق. ويعتقد الحكماء أن محادثات السلام السورية الإسرائيلية يجب أن تبدأ من جديد بأسرع وقت ممكن. وفي الوقت نفسه، يرون أن من المهم أن تبدأ المحادثات عندما يكون الطرفان على استعداد لبدئها، وخاصة أن الإخفاق المتكرر في المحادثات لن يساعد أي عملية سلمية.

وقال كارتر: 'أخبرني زملائي الحكماء بتفاصيل زيارتهم لغزة، وهذا يؤكد مخاوفي بأن وضع أهل غزة المحاصرين هناك يزداد سوءا بشكل سريع. فالحصار هو من بين أكثر الإجراءات انتهاكا لحقوق الإنسان على الأرض، ويجب أن يتم رفعه بشكل تام. إن التوقعات في المنطقة بخصوص المحادثات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين منخفضة جدا. ومن اجل أن يتحقق الأمل يجب أن يرى الناس أن الوضع آخذ بالتحسن، ولكن الأمور الآن ليست في طور التحسن. كيف من المتوقع من الناس الفاقدين للأمل أن يتطلعوا لمستقبل أفضل؟'.

وحسب بيان صدر عن منظمة الحكماء، فقد تركزت محادثات الحكماء في المنطقة على الاحتياج الطارئ لأن توفر فتح وحماس قيادة موحدة للشعب الفلسطيني. كما ناقشوا في اجتماعاتهم أن المسؤولية الأساسية للمصالحة هي في يد الفصائل الفلسطينية، ولكن حصار غزة والمقاطعة الدولية لحماس تساهم في تعقيد جهد المصالحة.

وعبر الحكماء عن قلقهم بأن 'فتح وحماس تتجادلان على أمور صغيرة مثل مكان المحادثات، بدلا من الأمور الأساسية الكبيرة التي تحتاج الى حل. وإن الانقسامات الفلسطينية تعزز بفعل ضغوط من قوى خارجية'.

وقال الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري السابق: 'إن الفلسطينيين يدفعون ثمن انقسام قياداتهم والانقسام في المنطقة. ولن تحقق المحادثات الفلسطينية- الإسرائيلية أية نتائج إلا إذا عملت حماس وفتح على حل خلافاتها'.

وأضاف: في رأيي يجب أن يكون هناك دعم عربي أكبر للفلسطينيين بدل المنافسة في الحلبة الفلسطينية.إن مقاطعة المجتمع الدولي لحماس يجلب نتائج عكسية وخاصة أن حماس تمثل جزءا مهما من الناخبين الفلسطينيين، سواء اتفقتم معي أم لا.'

وحثت الا بات، الغاندية المذهب والتي تؤمن باللاعنف، الفلسطينيين على أن يكونوا أكثر إبداعا والاعتماد على أنفسهم في مقاومتهم للاحتلال.

وقالت 'ليس سهلا أن نتكلم عن اللاعنف مع شعب يواجه العنف كل يوم. ولكنني أعتقد أن من قابلناهم يستطيعون اتباع طريقة لاعنيفة قدما. إن المفتاح هو الاعتماد على النفس. وغزة بالتحديد تسيطر عليها قوى خارجية. ولكن إذا أخذ الناس التنمية والمقاومة السلمية بأيديهم والعمل على جعل ذلك جزءا من إستراتيجيتهم، فإن أولئك الذين يملكون سلاحا سيصبحون خارج المعادلة في نهاية المطاف.

يذكر أن منظمة الحكماء هي مجموعة مستقلة من القادة العالميين البارزين أسسها نيلسون مانديلا عام 2007، وتعمل بفضل خبرات وتأثير أعضائها الجماعي، على دعم السلام والتصدي للأسباب الرئيسة لمعاناة البشر.