ورشة مخيم برج البراجنة تنتهي خلال شهر؟

انتظر أهالي مخيم برج البراجنة «الشتوة الأولى» التي حلّت في مطلع الشهر، لاختبار مدى جدّية مشروع إصلاح البنى التحتية الذي باشرت وكالة «الأونروا» تنفيذه في مطلع عام 2010، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويركّز على إصلاح مجاري الصرف الصحّي وتحسين نوعية المياه، وتوزيع الكهرباء.
وفشل الاختبار في حيّ «جورة التراشحة» حيث يتركز العمل حاليًا، إذ تصب المياه المتجمعة فيه كونه المنطقة الأكثر انخفاضًا في المخيم.
ومع ذلك، قرر سكان المخيّم ألا يحكموا على الأمر بعد، في انتظار اكتمال الأعمال.
وكان من المتوقع أن تنتهي أعمال الورشة في الحيّ في الخامس عشر من الشهر الجاري، إلا أنه تقرر تمديدها نحو شهر إضافي لصعوبة المهام المطلوب إنجازها، بحسب مدير منطقة لبنان الوسطى في «الأونروا» محمد خالد.
ويلفت خالد إلى أن مراقباً من الاتحاد الأوربي زار المخيّم مؤخرا والتقى مع سكانه ومع ممثلي اللجان الشعبية واستمع إلى آرائهم حول العوائق والإنجازات، كما تلقى شرحًا عن سبب التأخير في المشروع ومتطلباته.
ويشير بعض السكّان إلى فتور تفاؤلهم بعدما تسببت الأمطار بقطع طريق المدخل الرئيسي للحيّ، أي مدخل «جواد زين الدين»، ما دفع العمّال إلى إزالة جسور الخشب الممتدة فوق الورشة للتخلص من الفيضانات.
إلا أن خالد يؤكد أن فريق العمل عالج المشكلة وتبيّن أن الأمطار لم تتسبّب بأضرار مماثلة لما «كانت تخلّفه في السابق».
وكان اتحاد «لجان حق العودة» (التابع للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين) قد أصدر بيانًا انتقد مشروع شبكة البنى التحتية في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، محمّلا الأونروا «مسؤولية التداعيات الناجمة عن الثغرات».
ودعا البيان إلى «المزيد من الرقابة المالية والميدانية لضمان حسن سير العمل والتشاور مع اللاجئين وممثليهم حول الطريقة الأسلم لإدارة مثل هذه المشاريع الهامة».
ورأى البيان أن «المخطط التوجيهي والهيكلي لإصلاح وترميم شبكة البنى التحتية في المخيم غير مكتمل ولم يشمل إلا بعض الأحياء، وتبيّن أن هناك عدم التزام بدفتر الشروط المحدّد من قبل وكالة الغوث ولم تراع العملية التنفيذية جوانب هامة من أسس وشروط التلزيم، خاصة في ظل تكتمّ وتعتيم كاملين على القضايا المادية المتعلقة بكلفة المشروع وكيفية توزيعها على المتعهدين».
ولفت البيان إلى أنه من المنطقي «الإسراع في العمل قبل حلول فصل الشتاء وهطول الأمطار وليس التأخير والبطء في الانجاز».
« مشاكل في التصميم والتنفيذ»
يلفت المهندس عماد مسلم، وهو المشرف على المشروع من قبل المتعهّد وائل حمّود، إلى «أن المتعهّد ليس مسؤولا عن التقصير لأننا نعمل في منطقة كارثية باعتبارها الأكثر انخفاضًا في المخيم»، مما تسبب بتمديد الأعمال في حي «جورة التراشحة» لفترة أطول من المدة المحددة ( شهر ونصف الشهر).
وأكّد مسلم أن الأعمال الرئيسية في الحي، من تمديدات ومد الخطوط الفرعية، قد أنجزت و«لم يبق سوى بعض الأعمال الروتينية»، متوقّعاً ان ينتهي المشروع بالكامل خلال شهر، ولافتاً إلى أن حوالى 120 عاملاً يعملون في الحيّ و«قمنا بالمستحيل لحلّ المشكلة».
في المقابل، يعتبر مهندس متطوع مكلّف من المجتمع المحلي وعضو في لجنة المتابعة التي شكلتها «الأونروا»، رفض نشر اسمه، أن عوائق المشروع تتمثل من وجهة نظره بكون المتعهد لا «يلتزم في تطبيق المواصفات الخاصة بتسهيل حياة سكان المخيم»، مشيراً إلى أن «إدارة التنفيذ ظلّت تعاني من المشاكل ذاتها بل ازدادت سوءًا في بعض الجوانب وما تزال كذلك حتى اليوم».
وكان المهندس قد قدّم تقريراً تزامنًاً مع انطلاق المشروع في مطلع العام الماضي، أكدّ فيه «وجود مشاكل في التصميم، تبدأ مع مشكلة التصريف الرئيسية في المخيم». ودعا في التقرير إلى «ضرورة تأمين أساليب تدعيم للمنازل في الزواريب الضيقة قبل المباشرة بالحفر، لأن تثبيت القساطل تحت ضغط الخوف من انهيار المنازل والخطر في تعميق الحفر يؤدي إلى مستوى سيئ في التركيب وهذا ما كان يحصل».
يضيف أن المشكلة الأساسية تكمن في «الوصلة النهائية مع مجاري البلدية التي لا يزيد قطرها عن خمسين سنتمترا، بينما يجب أن تصل الى مئة سنتيمتر ويجب السعي لدى البلدية لتكبيرها، إذ أنه يخشى في حالة الشتاء القوي حدوث فيضان وخاصة إذا أهملت الصيانة تراكم الأوساخ».
وعرض لمشكلة شبكة التمديد الكهربائي «العشوائي»، معتبرًا أن «المخيم يتغذى من خمسة محوّلات رئيسية تصل قوة كل منها الى ألف كيلوفولت، وتتوزع على مداخل المخيم الخمسة وينبثق عن كل منها مجموعة علب توزيع تغطي بشكل إشعاعي المنطقة المجاورة لكل محوّل، ويتمّ من خلال هذه العلب تزويد المنازل بالكهرباء وعبر شبكة كابلات عنكبوتية يصل عددها الى سبعين خطًّا في بعض الأحيان، وتلتف حول خطوط توصيل مياه الخدمة الى المنازل حيث تشكل مصدرًا عاليًا للخطر على المنازل والسكان».

» لـ«البراق» عين في مخيم برج البراجنة
» «حرب العلمين» في مخيم برج البراجنة
» تكريم في مخيم برج البراجنة
» وفد من الأمم المتحدة زار مخيم برج البراجنة
» جنبلاط «اللاعب الدائم» في مخيم برج البراجنة