عودة الهدوء في القدس بعد مواجهات بين الاحتلال والمقدسيين اسفرت عن50 اصابة

ساد الهدوء النسبي داخل باحات المسجد الاقصى وخارجه بعد سلسلة من المواجهات العنيفة دارت بين الشرطة الاسرائيلية التي اقتحمت المسجد الاقصى والمصليين المقديسيين اسفرت عن اصابة 50 مواطنا بجراح متفاوته،اضافة الي اصابة 15 شرطي اسرائيلي.

حيث أصيب نحو خمسون مواطناً مقدسيا برصاص المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع بعد اقتحام شرطة الاحتلال الاسرائيلى باحات المسجد الأقصى المبارك، بعد صلاة الجمعه، واعتقال الشاب مأمون إسامة مسودة 19 عاماً.

وقال شهود عيان ، أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال اقتحمت بشكل مفاجئ بعد صلاة الجمعة باحات المسجد الأقصى، وبدأت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت باتجاه المصلين بشكل استفزازي.

وأضاف أن مواجهات اندلعت بين المصلين وأفراد شرطة الاحتلال، وقامت بإطلاق وابل من قنابل الغاز والعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط، والاعتداء على المصلين بالضرب، ما أدى إلى إصابة العديد منهم.

وأشار إلى أن شرطة الاحتلال أغلقت كافة مداخل المسجد الأقصى، وحشدت المئات من أفرادها على بوابة المغاربة، وانتشرت بكثافة في وحاصرت المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة.

أشارت مصادر طبية في القدس إلى أن عدد المصابين يتراوح بين 30- 50 إصابة بينهم أطفال ونساء في الوقت الذي تعمل طواقم المسعفين الموجودة داخل المسجد على تقديم الإسعافات الأولية في وقت تمنع فيه سيارات الإسعاف من الدخول.

بدوره أكد الشيخ محمد حسين مفتي القدس أن الاقتحامات مازالت مستمرة، مشيراً إلى إصابة عدد من المصلين بسبب إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وقنابل الغاز، في الوقت الذي تمنع فيه قوات الاحتلال المسعفين من الدخول إلى المسجد.وناشد حسين الأمة العربية والإسلامية لإنقاذ المحاصرين داخل المسجد.

من جهة أخري أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، أن ما يجري الآن في المسجد الأقصى هو مواصلة لإعلان الحرب على المسجد الأقصى ومدينة القدس.

مشيراً إلى أن الاحتلال يستعد لما هو أخطر يوم 14 آذار بهدف بداية فعلية لبنا ما يسمون "الهيكل الثالث" المزعوم.

وقال الشيخ صلاح: "إن ما نشاهد الآن من اقتحام واعتداء على المصلين المسلمين هو تأكيد لكل العرب والمسلمين أن الاحتلال مصمم على أن يعتبر عام 2010 عاماً مصيرياً في القدس والمسجد الأقصى".

واعتبر أن ما يجري اليوم هو بروفة لما سيقوم به الاحتلال من مصائب تجاه القدس والأقصى خصوصاً بعد بناء ما يسمونه "كنيس الخراب" الذي يعدونه خطوة أولى على طريق بناء الهيكل المزعوم.

ومن جانبها أدانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، لباحات المسجد الأقصى، بعد صلاة الجمعة، وإطلاق الرصاص المطاطي على المصلين.

وقالت الرئاسة في بيان لها" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تخترق كل الخطوط الحمراء في محاولة منها للحيلولة دون استئناف مفاوضات السلام، خاصة بعد تبني لجنة المتابعة العربية لاستئناف محادثات التقريب".

وأشارت إلى أن الرئيس يتابع شخصيا مجريات وتطورات الأحداث في المسجد الأقصى المبارك، ويجري اتصالاته لوضع حد لهذه الاستفزازات.

وطالبت الرئاسة، الإدارة الأميركية إلى وقف هذه المغامرة الإسرائيلي، التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة، وحثّت المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في وقف التهور الإسرائيلي، الذي قد تكون له تداعيات خطيرة لا تعرف عقباها، ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، وإنما على السلم والأمن العالميين.

كما حذرت الحكومة الفلسطينية في غزة من "أن ما يجري في باحات الأقصى والحرم الإبراهيمي مقدمة لمجزرة تخطط قوات الاحتلال لارتكباها أسوة بما قام به باروخ جولدشتاين في العام 1994 في الخليل أو مجازر الأقصى المتتالية "..داعيةً المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحرك عاجل للجم قوات الاحتلال ووقف اعتداءاتها على شعبنا ومقدساتنا على كل المستويات".

وأكدت أنها تتابع عن كثب ما يجري من "عدوان صهيوني" على مقدساتنا الإسلامية وشعبنا الفلسطيني المنتفض في مواجهة محاولات التهويد المتصاعدة وخاصة الهجوم البربري على المصلين في الحرم القدسي والحرم الإبراهيمي وسقوط عشرات المصابين برصاص الاحتلال الغادر وترويع الأطفال والنساء وكبار السن".

ودعت الحكومة في بيان لهاوصل " قدس نت" الأمة العربية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المقدسات الإسلامية في فلسطين وإنقاذها من براثن الاحتلال الغاشم وإفشال مخططاته في تهويدها والاستيلاء عليها في ظل الصمت العربي وتجاهل ما يجري على ارض فلسطين من حرب على المقدسات وعدوان على المصلين لإرهابهم ومنعهم من الصلاة والوصول إلى المساجد والأماكن المقدسة".